تعتبر تربية الخيول العربية الأصيلة من الأمور التي اعتاد أجدادنا على القيام بها، وذلك لتعلقهم الشديد بهذا الحيوان ومحبتهم له، فنظم الشعراء بوصفه العديد من القصائد التي تغنّت به وبجماله ووفائه.

وللإضاءة على تربية الخيول وتفاصيلها زار موقعeHoms بتاريخ 28/1/2009 "مزرعة سويدان" للخيول العربية الأصيلة في ريف مدينة "حمص" والتقى بالسيد "سعيد سويدان" صاحب المزرعة، حيث أطلعنا على كافة جوانب تربية هذا الحيوان الأصيل.

تنحدر الخيول من سلالات كثيرة، يكون أغلبها معروف، مثل سلالة "مفعكي" وسلالة "السيكلاوي" و "النواق" و"الكحيلة" والهدب"، وكل سلالة يتفرع منها سلالات أخرى حسب المرجع الأساسي لها والذي قام بتربيتها. وبالنسبة لأعمارها فمنها يصل إلى (30سنة) وهو حد طبيعي ومنها من يصل إلى (40 سنة) وهذا يكون خيل معمّر

في البداية حدّثنا السيد "سعيد" عن أنواع الخيول الموجودة في منطقتنا، ومتوسط أعمارها فقال: «في منطقتنا هناك نوعان أساسيان للخيول: خيول "الواهو" وهي الخيول العربية الأصيلة، ولها منظمة عالمية معروفة بذات الاسم. وهذه الخيول هي من أجمل وأقوى الأنواع. فالخيل العربية الأصيلة تتميز بجمالها وبقدرتها على تحمل التعب في المسافات الطويلة.

كميات كبيرة من الماء تشربها الخيول

هذا النوع موجود بكثرة في الجزيرة العربية وفي منطقتنا إذ كانت المنطقة عامرة بالخيول الأصيلة، ولكن بسبب ضعف الحالة المادية، وارتفاع كلفة تربية الخيول، قام بعض الناس بتلقيح الخيول العربية بخيول إنكليزية، لرغبتهم بزيادة سرعة الخيول في السباق. ولكن الخيول العربية تستطيع تحمل المسافات أكثر، مما يؤدي إلى قدرتها على الفوز في أي سباق للمسافات الطويلة التي تصل إلى (30كم)».

ويتابع بالقول: «تنحدر الخيول من سلالات كثيرة، يكون أغلبها معروف، مثل سلالة "مفعكي" وسلالة "السيكلاوي" و "النواق" و"الكحيلة" والهدب"، وكل سلالة يتفرع منها سلالات أخرى حسب المرجع الأساسي لها والذي قام بتربيتها. وبالنسبة لأعمارها فمنها يصل إلى (30سنة) وهو حد طبيعي ومنها من يصل إلى (40 سنة) وهذا يكون خيل معمّر».

أنواع مختلفة من الخيول في مزرعة السيد سعيد سويدان

ثم حدّثنا السيد "سويدان" طريقة تربية الخيول وإطعامها وتكاثرها وولادتها فقال: «الخيل بطبيعته وبالأساس هو حيوان حر، وأول من قام بتطويع الخيل هو النبي "اسماعيل إبن ابراهيم"، وهو أول من قام بركوبها أيضاً، لذلك نبقي الخيل على راحتها طوال النهار.

فقديماً كانت الخيل تربط أمام الخيمة عند القبائل العربية دون أي تربية، أما حديثاً فقد أصبح لها طرق للتربية، فبنيت لها الغرف التي نُدخلها إليها وقت الأكل فقط، وهذا يكون حسب الألفة والتأقلم. فأحياناً الخيول لا تتأقلم مع الخيول الغريبة فتؤذيها. والخيل عموماً يأكل وجبتين في اليوم، في الصباح والمساء، فيأكل في الشتاء الشعير وفي الصيف نقوم بزراعة الذرة الخضراء والفصة ليأكل منها.

وبالنسبة للمياه فهي تشرب دائماً، وبالأخص الخيول الحوامل، فانقطاع المياه عنها يؤذيها. أما بالنسبة لموضوع التكاثر فالخيول تقوم بفصل الربيع بالتلقيح، لأن أشهر حملها أحد عشر، فيفضل إذا أن تلد في الربيع أيضاً بدلاً من الشتاء أو الصيف. وبعد التلقيح نجد مادة صمغية عند ثدي الأنثى الحامل، فنعلم بقرب ولادتها، وفي الولادة نساعدها لتلد مهرها. وبالنسبة للمهر فإنه يبدأ بالمشي مباشرةً بعد الولادة، ويقوم بالرضاعة لمدة (6أشهر) حيث نقوم بتلقيح الأم مباشرةً بعد الولادة بعشرة أيام، لذلك لا تستطيع أن تقوم بإرضاع المهر أكثر من ستة أشهر فعلينا أن نحرم المهر من الحليب حتى لا يؤذي الأم».

وفي الختام حدّثنا "سعيد" عن أهم الأمراض التي تصيب الخيول والفائدة من تربيتها فقال: «الفائدة التي تجنى من تربية الخيول هي في بيعها للسباق. فأسعار الخيول أحيانا تكون مرتفعة الثمن، وهذا طبعاً يعود لجودة الخيل وسرعته في السباقات، فترى بعض الخيول التي تحرز أرقاماً عالية وقياسية، فيؤدي هذا إلى ارتفاع سعرها، وهنا يعود الفضل أيضاً للمدرب الذي يقوم بتدريبها.

وبالنسبة لأمراض الخيل فأهم الأمراض هو "المغص" الذي يؤذي الخيول بكثرة، فهذا المرض يجعل الخيل يقع على الأرض ويتخبّط، وقد يؤدي أحياناً إلى ما يسمى"عقدة المصران" التي تميت الخيل. كما أنه هناك مرض أخر هو "الجمرة الخبيثة" وهذا المرض تعالجه الدولة دائماً وبسرعة».