«ارتبطت تسمية عيد الأضحى ارتباطاً وثيقاً بالأضحية التي تقدم في أيامه وقد كانت حادثة سيدنا "ابراهيم" وولده "اسماعيل" عليهما السلام هي البداية لهذا التقليد والذي يراد منه افتداء النفس. وللأضحية معانٍ عديدة ففي الحج لا يجوز للحاجّ أن يتحلل ما لم يضحي كما تحمل معاني السَعَة وهي أن يوسع الأب على أبنائه في هذا اليوم المبارك من طعامٍ ولباس ولتكتمل فرحة العيد بإطعام الفقراء والمساكين».

هذا ما تحدث به الشيخ "ياسر النايف" عن الأضحية وأصلها والمراد منها في حديثه لموقع eIdleb بتاريخ 9/12/2008. وفي جولة الموقع في مدينة "أريحا" وعلى الرغم من الأمطار الغزيرة كان سوق الأضاحي المخصص لأضحية العيد قد امتد على رقعةٍ واسعة في حي الصناعة شرق المدينة وتعددت فيه أنواع الأضحية من البقر والأغنام وقد كانت لنا وقفة مع السيد "ابراهيم صنّاع" أحد تجار الأغنام ليطلعنا على أسعار اللحوم وفترة هذا السوق حيث قال: «يستمر هذا السوق حتى اليوم الرابع من أيام عيد الأضحى حيث نقضي أيام العيد ضمن هذا السوق الذي يُعد مصدر رزقنا فنحن نقوم بجلب الخراف وهي صغيرة ونقدّم لها العلف ونرعاها حتى تكبر وتصبح جاهزة لأن تكون أضحية للعيد وبهذا يقدم لنا السوق فرصةً لتسويق الخراف أمام الراغبين بشراء الأضحية».

يختلف أسلوب البيع بين الأبقار والأغنام فالأغنام والخراف تباع بالكيلوغرام القائم أما في الأبقار فلا يوجد وزنٌ للبيع وإنما أسلوب العرض والطلب حيث أطلب سعراً ويعطيني الزبون سعراً ونقوم بالتوفيق حتى يتماشى السعر مع كلا الطرفين

وأضاف قائلاً: «يباع لحم الخراف بالكيلوغرام والذي يبلغ سعره (170) ليرة للخراف مقصوصة الصوف و(160) ليرة للخراف ذات الصوف الكثيف ويتم وزن الخراف بالقائم وهي حية وقد كانت الأسعار مرتفعةً في اليوم الأول للعيد فكان سعر الكيلو غرام للخراف (200) ليرة لكن خفض الأسعار صب في مصلحتنا بتسويق القطيع وفي مصلحة الشاري حيث نقص من سعر كل رأس (1000) ليرة وهذا جعل حركة الإقبال كبيرةً على الأضاحي في هذا العام مقارنةً بالأعوام الماضية على الرغم من ارتفاع أسعار الأعلاف كما حتّمت علينا التزاماتنا المادية البيع بهذا السعر الجيد لنا وللزبون». ولم تكن حالة بائعي الأضاحي على خير ما يرام فمع هطول الأمطار الغزيرة والبرد الشديد والضباب لجأ كلٌ منهم لاتخاذ أسلوبه في التدفئة فالبعض أقام الخيام التي تقيه المطر والبرد والبعض الآخر لجأ لإضرام النار حتى تساعده على مقاومة البرد. وبالقرب من سوق الأغنام المخصصة للأضاحي كان سوق الأبقار والتي تعود ملكية معظمها للجزّارين وأصحاب محلات اللحوم حيث حدثنا السيد "عادل بربور" أحد مسوقي الأبقار قائلاً: «قبل فترة العيد نقوم بإحضار الأبقار التي تصلح للأضاحي ونضعها في الإسطبل حتى يكون السوق فنقوم بتسويقها وذلك بحكم مهنتنا فالقصابة تختلف بين الأبقار والأغنام ولكلٍ منها طريقة في العمل حيث نبيع الأضحية ونقوم بذبحها وتقطيعها وذلك مقابل أجر». وعن طريقة البيع واختلافها مع أسلوب بيع الأغنام أضاف قائلاً: «يختلف أسلوب البيع بين الأبقار والأغنام فالأغنام والخراف تباع بالكيلوغرام القائم أما في الأبقار فلا يوجد وزنٌ للبيع وإنما أسلوب العرض والطلب حيث أطلب سعراً ويعطيني الزبون سعراً ونقوم بالتوفيق حتى يتماشى السعر مع كلا الطرفين».

كما التقينا بالسيد "مصطفى كرمو" أحد المتسوقين والذي حدثنا عن سبب شرائه للأضحية قائلاً: «في الأضحية كثيرٌ من الخير والبركة حيث نجتمع أنا وإخوتي في بيت العائلة ونتناول الغداء ويجب أن يكون عنصر اللحم حاضراً في الأعياد لذلك ففي كل عام يقوم كلٌ منا أنا وإخوتي الخمسة بشراء أضحية نقوم بذبحها وتناول جزءٍ منها أما الجزء الباقي فنوزّعه على الفقراء والمحتاجين وبذلك تكتمل فرحة العيد».