ظاهرة "الأرجيلة" المنتشرة اليوم بكثرة تعود في بداياتها إلى أكثر من /400/ عام منطلقةً من بلاد شرق ووسط آسيا ولها أسماء عديدة ومختلفة مثل "النارجيلة" و"الهوكا" و"الشيشة" و"البوري" و"الجوزا"، وتتكون من الرأس والجسم و"النربيج"، حيث يضع المدخن التبغ في رأس "الأرجيلة"، ويغطيه بورق القصدير ويضع فوق الورق فحم مشتعل يقوم بحرق هذا التبغ...

وفي حين يقوم المدخن بسحب الدخان من "الأرجيلة" بواسطة "النربيج" المتصل بها يمر الدخان من التبغ الموجود بالرأس عبر الماء الموجود في الوعاء الزجاجي ثم يصعد من خلال هذا "النربيج" إلى فم المدخن، وفي إحصاء أُثبت أن أكثر من مليار شخص في العالم يدخنون "الأرجيلة"، وتنتشر هذه الظاهرة بشكل كبير في بعض الدول العربية مثل سورية ولبنان، وتكون محدودة جداً في دول مثل أمريكا وأوربا، موقع eIdleb أجرى بحث في المحيط الإجتماعي لمدينة "المعرة" ليتسنى له التعرف على دوافع الشباب تجاه تدخين"الأرجيلة"، وفي نادي "الرواق" الذي يعتبر مقصد الشباب للعب الورق والتسلية التقى الشابين "حسن" و"صلاح النصور" اللذان أرجعا سبب ترددهما الدائم للنادي قائلين: «فترة عملنا في النهار تكون طويلة أحياناً، ونلجئ إلى النادي لنستمتع في بقية اليوم ونروِح عن أنفسنا، وتكون "الأرجيلة" هي العامل المسلي والممتع الذي يجمعنا على طاولة واحدة، فالعادة جرت أن نتبادل أطراف الحديث أو نلعب الورق مع كأس شاي أو كوب من المشروبات الغازية، ومعظم وقت الجلسة يكون بوجود "الأرجيلة" التي نتبادلها بين بعضنا طوال الوقت حتى يحترق "نفس المعسل" عن آخره».

أقل ما يمكنني قوله هو أن كل نفَس من "أرجيلة" حجم صغير يعادل /40/ سيجارة، أما إذا كانت "أرجيلة" حجم كبير فيعادل الَنفس الواحد تقريباً حجم /80/ سيجارة، فهي تحمل نفس أضرار السيجارة يُضاف إليها مشكلة إنتفاخ الرئة التي تؤدي إلى قصور في التنفس، واضطرابات مزمنة في الجهاز التنفسي

أنواع عديدة من التبوغ الخاصة بـ "الأرجيلة" توضع في الرأس الفخاري العلوي لها، ومنها ما ذكرها لنا مضيف "الأراجيل" في نادي "الرواق" السيد "عبد المنعم جعلوك" قائلاً: «أنواع "المُعسل" عديدة ومتنوعة وهو إما يكون من النوع الفاخر الثقيل المسمى " فخفخينا" أو مُعسل "التفاحتين" وله نكهات أُخرى مثل "جوز الهند" و"النعناع" و"التوت"، وهناك أنواع أُخرى مستوردة من دول الخليج وهي عالية الجودة، وقد ازداد مؤخراً طلب "الأرجيلة" في سهرات الشباب، ففي أمسية اليوم الواحد اُقدم ما يزيد عن ثلاثين "أرجيلة"، ويكون على الطاولة الواحدة "أرجيلة" على الأقل».

الشابان حسن وصلاح النصور

وفي سؤال عن مخاطر تدخين "الأرجيلة"، أوضح الطبيب العام "فرَََََََاس الجندي" ذلك بالقول: «أقل ما يمكنني قوله هو أن كل نفَس من "أرجيلة" حجم صغير يعادل /40/ سيجارة، أما إذا كانت "أرجيلة" حجم كبير فيعادل الَنفس الواحد تقريباً حجم /80/ سيجارة، فهي تحمل نفس أضرار السيجارة يُضاف إليها مشكلة إنتفاخ الرئة التي تؤدي إلى قصور في التنفس، واضطرابات مزمنة في الجهاز التنفسي».

أخيراً تؤكد الإحصائيات أن "الأرجيلة" أكثر خطورة من السيجارة، فالتدخين يقتل حتى الساعة /أربعة/ ملايين شخص سنوياً أكثر من نصفهم ضحايا "الأرجيلة" و"الشيشة" و"الجوزة"، ومهما كانت الدوافع التي تدفع الشباب لتدخينها، فإن جهل هؤلاء بأضرارها قد يؤدي بهم على المدى البعيد إلى أمراض جسدية واجتماعية لا تُحمد عُقباها، والمحزن في الأمر أن معظم الشباب الذين يرتادون عادة تدخين "الأرجيلة" هم من المثقفين وطلاب الجامعات الذين هجروا كتبهم الدراسية وهدروا جل وقتهم ومالهم في سبيل الحصول على لذة عارضة تخفي وراءها موتاً بطيئاً أو علةً لا يمكن الخلاص منها بأي حال، وبسبب أنها استفحلت وتجذرت في عقول و قلوب الشباب من الجنسين فإنها تطرح التساؤل التالي، هل "الأرجيلة" عادة دائمة في مجتمعنا أم أنها مؤقتة وإلى زوال؟!

السيد عبد المنعم جعلوك
الطبيب فراس الجندي