"الشعيبيات" تلك الأقراص بيضاوية الشكل الحمراء المقرمشة، قليلة "القطر" من الأعلى والداكنة المشوية المشبعة حلواً من الأسفل، والتي تتعدد أشكال وأنواع الحشوة فيها، فمن "اللبى" إلى "القشطة" ثم حديثاً "الجوز" و"الفستق الحلبي".

وفي أسواق مثل أسواق "المعرة" لا يجرؤ أحد على شغلها إلا روادها الأصليون ومتقنوها، ومن هؤلاء أفران "آل الريحاني" في سوق "القصابين"، موقع eIdleb تعرف على طريقة صناعة أكثر أنواع الحلويات شعبيةً في السوق بالحوار مع أشهر صناعها في محافظة "إدلب" ومنهم السيد "حسان الريحاني" الذي تحدث في البداية عن خطوات تجهيز صدر "شعيبيات" قائلاً: «بعد تحضير العجينة في المرحلة الأولى وعجنها تُقطع إلى عدة قطع متوسطة الحجم ثُم تُسمن بالزبدة بعد رقها بأداة الرق التي تُدعى "الشوبك"، وهنا ندع العجينة فترة ًمن الزمن ثم نلفها بشكل طولي ونرجع إليها بعد وقت وهنا تبدأ المرحلة الثالثة في الخطوات وهي رق العجينة من جديد وحشوها إما بالجوز أو الفستق الحلبي أو "الإيمق" القشطة وذلك حسب الطلب ثم ترتب في صدر كبير ويُدعى صدر "الشعيبيات" ويوضع هذا الصدر في بيت النار نصف ساعة حتى تحمر الأقراص ويتم بعد ذلك إشباعها بـ "القطر" المؤلف من الماء والسكر المغلي مع وضع القليل من السمنة على وجه الأقراص فتصبح جاهزة للأكل».

مدينة "المعرة" مشهورة تاريخياً بصناعة "الشعيبيات" بأنواعها، فمدينة "حماة" مثلاً مشهورة بحلاوة جبنها و"المعرة" مثلها معروفة بشعيبياتها، ويُقال بالأساس أنها أكلة تركية المنشأ، وتصنع في الشتاء أكثر من بقية الفصول لأن هذا الفصل تُطلب فيه الحلويات بكثرة، وكانت تصنع بالقشطة وحدها المميزة الطعم والأصلية، لكن أنواع حشوتها امتدت اليوم إلى "الفستق الحلبي" و"اللبى"، وبسبب الغلاء قفز سعر القرص من /10/ ليرة إلى /25/ وأكثر أحياناً، لكن الطلب على شرائها كبير وغير محدود أبداً

  • خطوات الصناعة عادية، لكن ما سبب شهرة "الشعيبيات" في "أفران" الريحاني؟
  • السيد حسان الريحاني

    ** نحن نعرف هذه المصلحة منذ القدم، وأجداد "آل الريحاني" مشهورون بأفران صناعة الحلويات والمعجنات، ومع انتقال المصلحة إلينا صار لدينا خبرة وطريقة مميزة في عمل "الشعيبيات"، وجميع المواد الغذائية التي نستخدمها في صناعة الأقراص أصلية ومدعومة بشكل ممتاز.

    فرن آخر لآل "الريحاني" في نفس السوق وهو فرن "عمر الريحاني" رحمه الله، والذي تحدث ابنه "سعيد" عن الشعيبيات في "المعرة" حيث قال: «مدينة "المعرة" مشهورة تاريخياً بصناعة "الشعيبيات" بأنواعها، فمدينة "حماة" مثلاً مشهورة بحلاوة جبنها و"المعرة" مثلها معروفة بشعيبياتها، ويُقال بالأساس أنها أكلة تركية المنشأ، وتصنع في الشتاء أكثر من بقية الفصول لأن هذا الفصل تُطلب فيه الحلويات بكثرة، وكانت تصنع بالقشطة وحدها المميزة الطعم والأصلية، لكن أنواع حشوتها امتدت اليوم إلى "الفستق الحلبي" و"اللبى"، وبسبب الغلاء قفز سعر القرص من /10/ ليرة إلى /25/ وأكثر أحياناً، لكن الطلب على شرائها كبير وغير محدود أبداً».

    صناع الشعيبيات في الفرن

    عاملو فرن "الريحاني" يتعرفون على المناسبات التي تمر على أهل المدينة، ولديهم دراية خاصة بما يُقام من أفراح وأعراس وبأصحابها أيضاً فما سبب ذلك؟!!، الجواب بسيط هو أن أكلة "الشعيبيات" هي وسيلة "التحلية" الأساسية في "المعرة" امتداداً من الأفراح والمناسبات إلى أوساط الشباب بشكل عام والذين يجبرون زميلهم الناجح أو المتقدم لخطبة حديثة مثلاً على شراء أقراص "الشعيبيات" ليُسكت ألسنتهم عن عدم تقديمه "التحلية"، لذلك فإن "الشعيبيات" لا تنقطع أبداً من الأسواق.

    فرن عمر الريحاني