شجرة الزيتون شجرة معمرة تنتمي إلى عائلة الزيتيات، معروفة منذ القدم لشهرة زيتونها وزيتها، وصلت هذه الشجرة إلى دول العالم عن طريق الفينيقيين والإغريق، وإذا كان الرومان أول من نشر زراعة هذه الشجرة شبه الجزيرة "الأيبيرية"، فإن العرب هم الذين طوروا تقنية استخراج الزيت، ولكن لماذا سميت شجرة الزيتون بـ"شجرة المناطق الهامشية".

ففي لقائه موقع eIdleb تحدث المهندس "فراس السويد" مدير مكتب الزيتون قائلاً: «يعتبر الزيتون من الأشجار ذات التأقلم مع الطبيعة والمرنة بيئياً، فعلى خلاف بقية الأشجار فإنه يتأقلم مع العوامل المناخية ودرجات الحرارة لكن بمراعاة الصنف الملائم، فبعض الأصناف تختص بمقنن مائي قليل، ومواصفاتها الوراثية والشكلية تقاوم الجفاف، وبعض الأصناف ذات الورق الجلدي القاسي المغطى بغلاف شمعي تقاوم العطش، والبعض الآخر يكون نمو الأشجار كثيف والورق العريض فهي تحتاج لمناطق رطبة، إضافةً إلى أنواع تتأقلم مع العوامل المناخية المختلفة وأهمها "الصوراني».

تمتاز محافظتا "إدلب" و"حلب" بأنهما تشتهران بأصناف سائدة (الصوراني والزيتي)، أما المنطقة الساحلية ففي "اللاذقية" يسود النوع "الخضيري"، وفي "طرطوس" يسود "الزعيبلي" وهي أصناف مبكرة النضج، أما المناطق الأخرى في القطر فهي مناطق توسع تضم مختلف أنواع الزيتون، وعالمياً فللزيتون مئات الأصناف منها زيتون المائدة، ومنها النوع المخصص لإنتاج زيت الزيتون

وعن ظاهرة "المعاومة" قال "السويد": «ينشط الزيتون على مستويين، نمو خضري، ونمو ثمري، فالشجرة توزع مخزونها على أحد النوعين ففي مرحلة الحمل والنمو الثمري تدعم الشجرة الثمار، وفي العام التالي يكون النمو الخضري الذي ينتج الثمار، فالزيتون ينمو لعام ويثمر في عامه التالي، لكن التقليم والتغذية والتسميد تفيد في زيادة المخزون الغذائي وبالتالي استمرار الحمل كل عام، وتخضع الظاهرة للعامل الوراثي، كما تتأثر مباشرة بالعوامل المناخية التي أدت لتغير "المعاومة" في عام /2007/ و/2008/ نتيجة انخفاض معدلات الهطول، أما في العام الحالي /2009/ فالموسم جيد، كما تختلف بين منطقةٍ وأخرى، فقلة الإنتاج في المنطقة الساحلية لهذا العام نتيجة هذه الظاهرة».

المهندس فراس السويد

وعن خدمة حقول الزيتون تحدث المزارع "زيدان محفوض" قائلاً: «ما يحتاجه الزيتون هو التقليم المستمر للحفاظ على نشاط الشجرة وأخذ الثمار والأغصان حاجتها منه، ويتم التقليم في فترتين من العام، فإما أن يتم بعد القطاف ويتم في المناطق الداخلية، أما في المناطق الجبلية فيتم التقليم الربيعي خوفاً من حدوث الصقيع وتعرض الشجرة للأمراض، ويكون خفيف متوسط، أما الفلاحة فلا يحتاج إلى فلاحات عميقة تقطع الشعيرات الماصة الموجودة على أعماق قليلة من سطح التربة، فشجرة الزيتون لا تحتاج إلى خدمات زائدة كبقية الأشجار».

وعن أهم أصناف الزيتون المنتشرة في سورية تحدث المهندس "عبد القادر عيد" مدير الوحدة الإرشادية بـ"أريحا" قائلاً: «تمتاز محافظتا "إدلب" و"حلب" بأنهما تشتهران بأصناف سائدة (الصوراني والزيتي)، أما المنطقة الساحلية ففي "اللاذقية" يسود النوع "الخضيري"، وفي "طرطوس" يسود "الزعيبلي" وهي أصناف مبكرة النضج، أما المناطق الأخرى في القطر فهي مناطق توسع تضم مختلف أنواع الزيتون، وعالمياً فللزيتون مئات الأصناف منها زيتون المائدة، ومنها النوع المخصص لإنتاج زيت الزيتون».

حقول الزيتون

يشار أن محافظة "إدلب" تأتي في المرتبة الثانية في سورية في إنتاج وعدد أشجار الزيتون فيبلغ عدد الأشجار حوالي /14/ مليون شجرة، ويقدر الإنتاج للموسم الحالي /175/ ألف طن.

ثمار الزيتون