"المركوب"، و"الجناديّة"، "المنطوفة"، "العرقيّة"، "العبدة"، "الدامر"، و"الملتان"، كلمات "إدلبية" خالصة لا يعرفها سوى القلة من أبناء المحافظة المأسورين بسحر التراث والزي الشعبي المحلي الذي كان في غابر الأيام لباس سادة المجتمع ووجوهه البارزين.

ولمعرفة المزيد عن تاريخ اللباس الشعبي التقليدي فيها التقى موقع eIdleb السيد "خالد جومي" أحد أعضاء فرقة الدبكة العربية في المدينة فقال:

جميع هذا اللباس هو لباس الفرح ولا يصح أن يلبس في حالات الأحزان لأن ذلك يعتبر "شماتة"، لذلك فإن لباس الحزن مؤلف من "الكلابية" و"الجاكيت" و"الحطاطة" البيضاء"

«للزي الشعبي في المدينة ارتباط وثيق بالدولة العثمانية بسبب الموقع الجغرافي، فالتشابه كبير في اللباس، لكن التسمية وبعض الإضافات التي عمل عليها أرباب الحرف في كل بلد أنتجت نوعاً من الملبوسات خصت المنطقة بعينها، لذلك كان الثوار "الجتا" يرتدون العباءة الحمراء والمركوب الأحمر "الحذاء"، ويلبسون الشروال المطرز المصنوع من قماشة "سيلكا" الإنكليزية وكان هذا دليل الرجولة والكبرياء لدى الفارس».

السيد خالد جوني

وأضاف "جومي": «اختلف اللباس الشعبي في أيامنا كثيراً عن سابقه فهو مؤلف من "الصدرية" التي قد تستغرق خمسة أشهر لإنجازها يدوياً، والشالة العجمية والتي تضم نوعين، فمنها ما يسمى "عقربية" ذات خط عريض و"دوسة القطة" و"سبع ملوك" وهي مصنوعة من الحرير الإيراني ويزيد سعرها على 50 ألف ليرة سورية، وعلى الرأس نجد الحطاطة "العبدة" الحريرية وهي نوعان سوداء وصفراء ومن أهم مزاياها أنها تمر في الخاتم دون أن تعلق، توضع على الرأس القبعة الملونة "العرقية" وهي مشغولة يدوياً، وفيما يتعلق بالحذاء فالحذاء الرئيسي الآن هو الكسرية "المنطوفة" التي نشاهدها في المسلسلات الدمشقية لكننا في "إدلب" لا نقوم بكسر الكعب لأن ذلك يدل على الغرور والعجرفة».

وعن المكملات الرئيسية لهذا الزي تحدث السيد "فراس كوريني" أحد عشاق الزي الشعبي: «لكل لباس مكملاته لكن اللباس العربي عندنا لديه أربع مكملات رئيسية لابد منها وهي السبحة والمنديل والساعة والجوارب، ولكل من هذه المكملات قيمة معنوية بحسب نوعه فمن الأنواع الجيدة للسبحة لدينا "اليسر"، و"الكاربا" الألمانية، العاج، "السندلس"، ومنها "النارجين" التي تصدر رائحة عند دلكها باليد، أما المنديل فهو مصنوع من القماش ويجب أن يحمل الرجل منديلين أحدهما للرقص والآخر للتنظيف، إضافة إلى ساعة الجيب المعلقة بسلسلة على الصدر والجوارب البيضاء».

من الزي الشعبي

والتقى الموقع السيد "حمادي شاباش" أحد المهتمين باللباس التراثي فقال: «من اللباس الشعبي المعروف في المدينة هو القنباز الحريري أو المصنوع من الجوخ الأصلي، ويلبس تحته حصراً الشروال وفوقه الشالة و"العبدة" أو توضع بدلاً منها حطاطة بيضاء، إضافة لوجود زي آخر وهو "الملتان" المؤلف من عدة أنواع فمنها "سرو" و"زرار الورد" ويلبس تحته الشروال».

وأضاف "شاباش": «جميع هذا اللباس هو لباس الفرح ولا يصح أن يلبس في حالات الأحزان لأن ذلك يعتبر "شماتة"، لذلك فإن لباس الحزن مؤلف من "الكلابية" و"الجاكيت" و"الحطاطة" البيضاء"».

ابراهيم مبيض يرتدي القنباز

وعن التشابه بين هذا اللباس الذي يخص مدينة "إدلب" وبين المدن المحيطة قال "محمد سيفو" أحد أعضاء فرقة الدبكة: «يعتبر هذا اللباس الشائع في جميع أنحاء المحافظة لذلك نجده متشابهاً في كل من "إدلب" و"سرمين" و"أريحا" و"المعرة" و"كفرتخاريم" و"معرتمصرين"، أما في "سراقب" فاللباس الشعبي متشابه مع اللباس "الحموي" من "الدامر" (جاكيت مطرز مفتوح) و"الكلابية"، فيما نجد مدينة "بنش" تمتاز بارتداء "الكلابية" و"الجاكيت" و"العقال"».

أما علاقة اللباس الشعبي بالدبكة فتحدث عنها السيد "ابراهيم مبيض" فقال: «الدبكة "الإدلبية" تختلف أيضاً عن باقي الدبكات وهي مقسمة إلى مراتب تأتي "الشيخانية" في مقدمتها ثم "الحكم" وهي رقصة العصا، "السيف والترس"، "القبا"، "التربيع"، "العربية"، "ولدة"، "السلمونية"، "القوصر"، "شيلة القوصر"، "الميج"، "الدابل"، "الدلّال"، "السماح"، "النبوت"، ويختلف اللباس باختلاف الدبكة، لكن "الملتان" و"الشالة" و"الشروال" و"العبدة" و"الكسرية" هو الزي الشعبي الأكثر احتراماً في الدبكة».

يشار إلى أن فرقة "أشبال الأسد" التابعة لمديرية ثقافة "إدلب" ستقدم يوم الثلاثاء 13/7/2010 عروضاً للباس الشعبي وبعض الرقصات المتضمنة ألعاب "النبوت" والسيف والترس والعصا.