أجري في المشفى الوطني في مدينة "معرة النعمان" عمل جراحي هو الأول من نوعه في مشافي محافظة "إدلب"، حيث تم استئصال طحال بالجراحة التنظيرية عند المريضة "ن. ع" التي تبلغ من العمر 25 عاماً، وقد أجرى هذا العمل الجراحي النوعي الطبيب الجراح "أحمد خليفة" اختصاصي الجراحة العامة والتنظيرية، ورئيس قسم الجراحة العامة في المشفى الوطني في "معرة النعمان".

وقد ظهرت المريضة بصحة جيدة عند خروجها من المشفى وذلك بعد يومين على إجراء العمل الجراحي، وفي تصريح لموقع eIdleb قال الدكتور "أحمد خليفة": «كانت المريضة تعاني من فقر دم انحلالي مناعي ذاتي، غير مستجيب للعلاج الدوائي، مع ضخامة طحالية عرطلة، وبعد استكمال الاستشارات الداخلية والقلبية والتخديرية تم تحضيرها للعمل الجراحي، حيث تقرر إجراء عمل جراحي لها لاستئصال الطحال العلاجي، وأجريت لها العملية الجراحية بنجاح ولمدة ساعة ونصف، وبلغ وزن الطحال المستأصل قرابة 1500 غرام، وبظروف جراحية وتعقيمية وتخديرية جيدة، وتم استئصال الطحال العلاجي بسهولة ودون اختلاطات، وبعد انتهاء العمل الجراحي صحت المريضة وكانت مستجيبة، وبعلامات حيوية مستقرة وتتماثل للشفاء، وهذه العملية تعتبر من العمليات النوعية التي يتم إجراؤها بوساطة المنظار، كما أنها الأولى من نوعها على مستوى مشافي محافظة "إدلب"».

هذه العمليات النوعية هي نتيجة لتوافر ثلاثة عناصر: الجهاز الحديث المتطور، والطبيب الخبير، والإرادة القوية والرغبة في العمل والعطاء وخدمة هذا البلد، وأقول بكل صراحة بأن توافر الأجهزة الطبية المتطورة في مشفى "المعرة"، والتي لا تتوافر في مشفى آخر، هي فرصة ثمينة لأطبائنا كي يعطوا ويقدموا ويثبتوا بأنهم قادرون على النجاح، وإنجاز مثل هذه العمليات النوعية

يشار إلى أن هذه العملية تعتبر واحدة من العمليات النوعية التي أجراها الدكتور "أحمد خليفة" ضمن مشفى "معرة النعمان" الوطني، وذلك خلال سنة من افتتاحه التجريبي، فقد قام سابقاً بإجراء عدة عمليات نوعية بالجراحة التنظيرية منها: فتق حجابية، وكييسات مائية.

الطبيب الجراح أحمد خليفة

بدوره الدكتور "احمد صفوان شحادة" مدير المشفى الوطني في "المعرة"، علّق على العمليات النوعية التي يشهدها المشفى رغم عمره القصير في الخدمة والذي لا يتجاوز العام بقوله: «هذه العمليات النوعية هي نتيجة لتوافر ثلاثة عناصر: الجهاز الحديث المتطور، والطبيب الخبير، والإرادة القوية والرغبة في العمل والعطاء وخدمة هذا البلد، وأقول بكل صراحة بأن توافر الأجهزة الطبية المتطورة في مشفى "المعرة"، والتي لا تتوافر في مشفى آخر، هي فرصة ثمينة لأطبائنا كي يعطوا ويقدموا ويثبتوا بأنهم قادرون على النجاح، وإنجاز مثل هذه العمليات النوعية».

نذكر بأن الدكتور "أحمد خليفة" من مواليد سنة 1971 في قرية "بينين" الواقعة شمال غرب مدينة "معرة النعمان" بحوالي عشرة كيلو مترات، يحمل إجازة في الطب البشري من جامعة "دمشق" عام 1996 اختصاصي جراحة عامة تنظيرية، ويحمل دبلوماً في الجراحة التنطيرية من "فرنسا"، له عدة مشاركات في معظم المؤتمرات الطبية الخاصة بالجراحة التنظيرية التي تقام في سورية، وإن قسم الجراحة العامة هو أحد أكثر أقسام مشفى "المعرة" ازدحاماً، يحتوي على 35 سريراً، ويضم اختصاصات الجراحة العامة والبولية والعظمية والأذنية والعينية، وقد أجرى القسم خلال الفترة التجريبية الممتدة من 28/1/2009 وحتى الافتتاح الرسمي في 18/2/2010 مئة وثلاثين عملية تنظيرية، و92 عملية عينية، و727 عملية جراحة عامة، و572 عملية عظمية، و132 عملية أذنية، و228 عملية بولية، وبلغ عدد مراجعي القسم 5076 مراجعاً.

الدكتور خليفة بجانب مجموعة الجراحة التنظيرية

والجدير ذكره بأن تقنية الجراحة التنظيرية بدأت في "سورية" لأول مرة في عام 1992، وقد تطورت خلال العشرين سنة الأخيرة بشكل لافت للنظر، وهي من الاختصاصات الحديثة التي تتطور بسرعة كبيرة، وتشمل اليوم معظم الاختصاصات منها الجراحة العامة، والصدرية والبولية، وجراحة الدماغ، والجراحة النسائية والعظمية، ويبين الدكتور "أحمد خليفة" أن الجراحة التنظيرية تتم عن طريق 3 إلى 4 ثقوب صغيرة في جدار البطن، ويتم نفخ البطن بغاز الفحم co2 وبواسطة الأدوات التنظيرية يتم تنفيذ العمل الجراحي عبر هذه الثقوب، كما أن العمليات الجراحية التنظيرية سهلة، ونتائجها مضمونة، فالمريض يعود إلى عمله بعد أسبوع، ويسمح له بحمل أي وزن وذلك بعكس الجراحة الكلاسيكية التي تمنع المريض من حمل الأوزان لمدة تصل إلى شهرين ونصف، وبالنسبة للآلام فهي خفيفة ونسبتها أقل من الجراحة التقليدية، حيث توفر للمريض مكوثا قصيرا في المشفى، إضافة إلى تقليل الاختلاجات والانتانات التي تصيب المريض بعد العملية وذلك لصغر الجرح ولدقة إجراء هذه التجربة، كما أن الاختلاطات والعوارض إثر عمليات التنظير تصبح أخف بكثير من الجراحة التقليدية، والجدوى الاقتصادية للجراحة التنظيرية مهمة من خلال خفض مدة الاستشفاء، وتسريع زمن النقاهة، وانخفاض الكلفة المادية.

المشفى الوطني في معرة النعمان