تقع قرية "تل الكرامة" على هضبة متوسطة الارتفاع بطرف سهل الحلقة شمال مدينة "إدلب" /35/ كم وإلى الجنوب من مدينة "الدانا" بنحو /3/ كم. اسمها الأصلي "تل عقبرين" وتسميتها هذه تعود إما إلى الكلمة السريانية "عقارب" أو إلى الآرامية "تل عو قبرين" وتعني تل الغار..

ومن الأهالي من يتحدث عن حكاية أخرى لسبب التسمية وأن أصلها يعود إلى وجود قبرين لرجل وامرأة ردم عليهما التراب حتى أصبح تلاً ومن هنا جاءت التسمية (تل على قبرين)، وفي العام /1982/ جعلت تسميتها تل "الكرامة" نسبة للمعركة التي جرت على أرضها في العام /1119/ م بين "روجر" قائد الصليبيين صاحب "هاب" و"إيلغازي" صاحب "حلب" وقائد الجيش العربي والتي قتل فيها "روجر" وسماها الصليبيون بساحة الدم لكثرة ما قتل من جنودهم.

ويقول الباحث "عبد الحميد مشلح " أن تاريخها يعود إلى العهد البيزنطي حيث يوجد فيها عدة مبانٍ بيزنطية وأبراج تعود للقرن الرابع وبناء بأربعة طوابق مع نوافذ وله أفاريز جميلة وآخر من طابقين في وسط القرية ومعبد من القرن السادس وكتابات يونانية وسريانية وقلعة من القرون الوسطى ويعتقد أن الجامع الحالي بني مكان إحدى الكنائس كما توجد في جنوب القرية كنيسة جدارها الجنوبي منقور في الصخر وفيها كتابات تقول ترجمتها: (أيها الرب أرح نفوس الراقدين في هذه الكنيسة) كما كان فيها حصن جرت حوله معركة عام/1119/م.

أما بالنسبة لأهم آثار "تل الكرامة" فتشير الوثائق إلى أنه كان هناك "دير مار بولس" فيها لكن موقعه مجهول وفيها أيضاً برج "حسن" أطواله /5.60- 5.35/م وهو مؤلف من أربعة طوابق فيه مصلى مع بركة ماء ومعصرة وبرج "التينة" الواقع إلى جنوب البلدة ويبعد /500/م عن البيوت السكنية مؤلف من طابقين ويمر جزء بطول /1/كم من الرصيف أو الطريق الروماني بالقرب من "تل الكرامة" وهو جزء من طريق "إنطاكية– قنسرين" ولا يزال بحالة جيدة وهو مرصوف بحجارة كبيرة سماكتها/70/ سم كانت تسير عليه العربات الرومانية ويبلغ عرضه /5.5/ م ويعود هذا الرصيف إلى القرن الثاني الميلادي وكذلك هناك خزان ماء كبير روماني كان يسقي القرية من خلال قنوات، ويوجد في الجهة الجنوبية منها برج عالٍ للمراقبة يطل على أبراج "رأس الحصن" و"ترمانين" إضافة إلى سبعة أبراج سكنية كما يتبع لها خربة تسمى "خربة حير شلايا" تقع في الطرف الجنوبي الغربي تضم مجموعة من البيوت المتهدمة والحجارة المبعثرة، كما يوجد في وسط القرية خان بحالة جيدة.

ويقول السيد "رأفت الحامض" رئيس البلدية أن عدد سكان "تل الكرامة" يبلغ حالياً حوالي/8000/ نسمة منهم /1500/ نسمة وافدين من القرى المجاورة وفيها أربع مدارس للتعليم الأساسي ومخدمة بالطرق وفيها جمعية تعاونية استهلاكية ويعمل أهلها بزراعة الحبوب والتين والعنب والزيتون والكرمة حيث يرى أنه قد يكون لتسميتها علاقة بزراعة الكرمة التي اشتهرت فيها منذ القديم ويوجد فيها آثار للعشرات من معاصر الكرمة.