على أحد مرتفعات جبل باريشا وإلى شمال شرق مدينة حارم بحوالي /15/ كم وعلى مقربة من موقع رأس الحصن تقف مدينة باموقا الأثرية تلك المدينة البائدة التي لم يبق منها سوى بعض الأخربة والحجارة المتناثرة وبعض الجدران القائمة وهي لاتزال مصرة على أن تحكي حكايتها للأجيال المتعاقبة.

تشرف آثار باموقا من جهة الشمال والغرب على وديان عميقة، ومن جهة الشمال الغربي على سهل العمق لتشكل بهذا الموقع إطلالة ساحرة على ما يحيط بها من مناظر جميلة يمتزج فيها سحر الطبيعة وما أبدعته قدرة الله مع المعالم الأثرية والأوابد وما أبدعته يد الإنسان من منحوتات وزخرفة ونظام عمراني متميز.

تعود باموقا إلى العهد البيزنطي حيث يوجد فيها فيلا منعزلة ترقى إلى القرن الثاني الميلادي يعتقد أنها كانت من مركز القرية ويحيط بهذه الفيلا سور بطول /27/ م وعرض /22/ م يتخلله مدخلين للفيلا وفي داخلها دور للسكن وإسطبل وفيها باحة ومعصرة كما يوجد إلى جنوب الفيلا وعلى مقربة منها مدفن ضخم يعود إلى القرن الأول والثاني الميلادي وهو منقور بالصخر يوجد في داخله نواويس حفرت في الجبل.

وإلى شمال هذه الفيلا يوجد /16/ فيلا صغيرة أو مزرعة يعود أقدمها للقرن الرابع الميلادي وكل مزرعة تتألف من باحة وغرفة سكن وملحقات ومعصرة. كما أن بعض مبانيها بحالة شبه سليمة حيث لاتزال بعض جدرانها قائمة وبعضها متهدم وهي تعود للقرن الرابع والخامس الميلادي وقد أحصي فيها /18/ فيلا قديمة منها واحدة سليمة تعود للقرن الثالث ومدفن ضخم في الصخر ومعصرة وأندرون للاجتماعات العامة يرقى للقرن الثالث مع رواق تم تحويله إلى جامع إبان الفتوحات الإسلامية ويسمى بجامع الشيخ خليل صادق وهو يعود للقرن الثاني عشر. ويعتقد بعض الباحثين أن سكان باموقا كانوا في حياة رفيعة المستوى حيث يظهر هذا في جمال بيوتها وطريقة تصميمها ووجود المعاصر في كل بيت فيها.

كما يوجد شمال شرق المدينة كنيسة صغيرة لم يتبق منها إلا أجزاء وهي ترقى إلى نهاية القرن السادس وأوائل القرن السابع.