حين ظهر مسلسل "الزير سالم" تساءل كثيرون في منطقة "معرة النعمان" لماذا أغفل المخرج قرية "معرتماتر"، ولم يأت مع فريقه للتصوير فيها رغم وجود قصر "الزير سالم" المطلّ على وادي السباع، هذا الوادي الذي تغطيه حالياً أشجار الزيتون مشكّلة لوحةً بديعة تعيد للنفس صفاءها وهدوءها. كثيرون اعتبروا أنّ عدم مجيء فريق العمل التلفزيوني الشهير قد أساء لفهمهم لحقيقة الزير، ولتاريخ هذه المنطقة التي احتضنت كلّ البطولات، والأساطير التي حيكت حوله، إضافة لكونها تحتضن قصره، ودار البسوس، و(زاروب الضبعة).
يقول المدرس "أحمد حاج سطوف"من قرية "جبالا": «كل ما يتعلق بـ"الزير سالم" موجود هنا، فهنا قصره، وهنا دار البسوس، وأيضاً نبع السباع»، والسبع يقع على ماله ناب فيطلق على الأسد والنمر والذئب، والحكاية عن نبع السباع، أو وادي السباع، يضيف "أحمد" تقول: «أن الزير ذهب إلى النبع حاملاً قربة الماء على ظهر الحصان، وفي غفلة منه قتل حيوان مفترس حصانه، فقبض عليه الزير، وحمّله قربة الماء قائلاً له: «من يقتل حمير العرب عليه أن يحمل القرب».
كل ما يتعلق بـ"الزير سالم" موجود هنا، فهنا قصره، وهنا دار البسوس، وأيضاً نبع السباع
ويعزو الحاج "فارس العرنوس" تسمية دار البسوس في القرية إلى الحرب الطويلة التي دارت بين الزير والبسوس، لذلك سميت الأرض بهذه التسمية، وأضاف: «منذ أن وجدنا في هذه القرية، ونحن نسمع من آبائنا وأجدادنا بوجود قصر "الزير سالم" فيها، إضافة لوجود وادي السباع، ودار البسوس»، لكنّ "أحمد غريب" أمين متحف "معرة النعمان"، والخبير بآثار المنطقة تنكّر لكل هذه الحكايات، ولكل هذه الأساطير التي تخيلناها أثناء جولتنا حول القصر بقوله: «قصر "الزير سالم" الواقع غربي "معرة النعمان" بـ/17كم/ في قرية "معرتماتر" على كتف وادي هو بناء أثري مؤلف من عدد من الغرف بنيت من حجارة كلسية كبيرة، وقد فقد السقف نتيجة العوامل المناخية، وأنا أرجّح أن يكون البناء تجمّع أو بيت مختارية، وهو في مكان استراتيجي يشرف على وادي سحيق من الغرب والشمال، فهذا البناء الإسلامي قد شيّد على أنقاض بناء بيزنطي العهد، ولا أظنه يمت للزير سالم بصلة، فالزير عاش في نجد وكل معاركه حدثت هناك، ونسب البناء إليه تيمناً بهذه الشخصية التي كان لها أثر كبير في التاريخ العربي مثله مثل الكثير من الشخصيات التاريخية والدينية كـ"سمعان العمودي" الذي نسب إليه عدد من الأديرة، ففي المنطقة الشمالية يوجد ثلاثة مواقع منسوبة إليه كالدير الموجود في قرية "دير الشرقي" والدير الموجود في محافظة "اللاذقية" وكذلك في محافظة "حلب"»، وختم "أحمد غريب" «باختصار لم تطأ أقدام الزير سالم هذه القصر».
