"الحنطة" غذاء الناس الرئيسي قديماً في الساحل السوري، فكانت تزرع بمساحات كبيرة، وتستخدم فيها أدوات بسيطة مستقاة من البيئة المحيطة، للحصول على حبة "الحنطة" الكاملة ومنها إلى البرغل.

ولمعرفة المزيد عن هذه الأدوات التقت مدونة وطن "eSyria" السيد "أيمن درويش" في 29/9/2013 الذي حدثنا عنها بالقول: «تزرع الحنطة بمساحات واسعة بعد أن تتم فلاحة الأرض بواسطة المحراث القديم حيث تربط دابتان مع بعضهما بعضاً بقطعة من الخشب وفي طرفيها حبل يسمى "خناق" لمنع الحيوانات من الانحراف أثناء عملية "الفلاحة"، ويثبت عليها "الصمد" وهو عود خشبي غليظ يحوي في نهايته شفرات معدنية لتقليب التربة، وتخليصها من الحجارة والأعشاب الضارة لتهيئتها للزراعة».

يقوم الفلاح بعدها "بتدرية الحنطة" في الهواء "بالمدري" الذي يشبه شوكة الطعام أو بواسطة صفيحة معدنية حيث يتم وضع "الحنطة" فيها ورميها في الهواء بعكس اتجاه الريح فتطير القشور وتبقى "الحنطة"، ثم تجمع وتوضع في وعاء كبير جداً يتسع لمقدار /200/ كغ من القمح ويسمى "الحلة" ليتم سلقه قليلاً استعداداً لتقشيره

وأضاف: «بعد نضج "الحنطة" يحين موعد حصادها، فيستخدم الفلاحون "المنجل" وهو أداة معدنية معقوفة وحادة تستخدم في قطع السنابل وتشحذ بشكل مستمر بواسطة "المسن"، حيث يرتدون "الصوابيع" وهي عبارة عن قطع من الخشب تلف حول الأصابع لحمايتها من شفرة "المنجل" الحادة أثناء الحصاد، ثم تُجمع السنابل المحصودة "بالغمارة" وهي أداة قديمة مقطوعة من أغصان الأشجار شبيهة بالمنجل لكنها أكثر انحناءً لتوضع على "الرباطات" وتربط بإحكام».

أدوات الزراعة

السيدة"جميلة حسن" حدثتنا عن طرق نقل "الحنطة" قائلةً: «يتم تحميل سنابل القمح على الدواب على لوح من الخشب بشكل رقم /4/ مقلوب فيتم تركيبه على "الدابة" ويسمى "الشحر" لتنقل إلى "البيدر" من أجل فصل حبة القمح عن القش الذي يغلفها، وتتم هذه العملية بواسطة لوح خشبي كبير يسمى "المِرج" (النورج) توضع تحته حجارة حادة ومسننة من "السلاط"، حيث يقف الفلاح على هذا اللوح ممسكاً بحبل طويل مربوط بـ"دابة" تقوم بالدوران فتتحرك الحجارة الحادة وتبدأ بإزالة القشور عن حبات القمح».

وتابعت: «يقوم الفلاح بعدها "بتدرية الحنطة" في الهواء "بالمدري" الذي يشبه شوكة الطعام أو بواسطة صفيحة معدنية حيث يتم وضع "الحنطة" فيها ورميها في الهواء بعكس اتجاه الريح فتطير القشور وتبقى "الحنطة"، ثم تجمع وتوضع في وعاء كبير جداً يتسع لمقدار /200/ كغ من القمح ويسمى "الحلة" ليتم سلقه قليلاً استعداداً لتقشيره».

الباطوس

السيدة "عليا حسن" حدثتنا عن أدوات قشر "الحنطة" قائلةً: «بعد جفاف "الحنطة" بشكل تام تؤخذ الحبات إلى "القشارة" لإزالة القشرة الرقيقة التي تغلف الحبة، فإذا كانت الكميات كبيرة توضع "الحنطة" في جرن حجري كبير تدور فوقه صخرة كبيرة مدورة مفرغة من الداخل ومربوط بـ"دابة" تدور حول الجرن ويسمى "الباطوس"، أو بواسطة "الجرن" في حال كانت كميات قليلة، ومن ثم يقوم الفلاح "بتدريتها" ثانية للتخلص من القشر، ثم تؤخذ "الحنطة" المقشورة وتوضع في أكياس كبيرة من "الخيش" لضمان وصول الهواء إليها وعدم فسادها، وتقوم النساء "بتنقيتها" وتخليصها من الشوائب "كالزيوان" و"التحيريبة" و"القش"، وبعد الانتهاء منها تعمد إلى تكسيرها بواسطة "الرحى" وتحويلها إلى "برغل"».

يذكر أن تلك الأدوات لم تعد مستخدمة الآن بسبب توافر الآلات الأكثر حداثة إلا بعض القرى الساحلية المتوضعة في الجبال العالية والتي ماتزال تستخدم بعض هذه الأدوات.

الرحى