الدراما السورية حديث الساعة بممثليها ومخرجيها ومن وقف إلى جانبها وصولاً إلى هذا التألق الذي أجبر القاصي والداني على الاعتراف بأهميتها والتفيؤ بظلها أو اللحاق بركبها أملاً بارتقاء سلم المجد مع نجومها الذين وقفوا في كل مكان مكرمين مكللين بالورود ومحاطين بالمعجبين والمحبين، والفنان "جرجس جبارة" واحدٌ من هؤلاء النجوم انطلق من "اللاذقية" مجتازاً حواجز الشهرة وصولاً إلى قلوب الكثيرين من متابعي الدراما السورية وخصوصاً متابعي مسلسل "ضيعة ضايعة" الذي جسد فيه دور " أبو نادر" رئيس المخفر المثير للضحك بطريقة تعاطيه مع الحوادث وبلهجته "اللاذقانية" المترجمة بطريقة جديدة على الشاشة السورية.

الفنان "جرجس جبارة" حط رحاله في محافظة "اللاذقية" ليكرم فيها عن مجمل أعماله من قبل مجموعة "أهل البحر" فما كان من موقع "eSyria" إلا أن يحضر التكريم ويلتقيه في الحوار التالي:

** أنت اليوم مكرم في محافظتك بعد مسيرة حافلة بالعطاء، لكن السؤال ما الذي يجنيه الفنان من التكريم؟

جرجس جبارة

  • هو لا يجني شيئاً سوى أنه يرتقي معنوياً ويشعر بأن هناك من يهتم به وبأعماله وجهوده وخاصةً عندما يكون التكريم في محافظته ومن قبل جهة غير رسمية مما يجبره على تقديم الأفضل والاستمرار بالعطاء لكي يبقى له نفس الموقع لدى الجمهور، وهذا التكريم الذي تقوم به مجموعة "أهل البحر" يجعلني أدعو كل الفعاليات الخاصة والرسمية لكي تحذو حذوهم ويكون لها محطة مع الفنان السوري لكي يشعر بقيمة العمل الذي قدمه وساهم من خلاله في وصول الإعلام السوري والدراما إلى هذا الموقع المتميز لدى المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج.
  • ** هذا الكلام يقودني إلى سؤال عن درجة رضاك عما قدم لك في وطنك كنوع من الشكر على مسيرتك الفنية؟

    الفنان جبارة يتلقى درع التكريم

  • التكريم يسعد أي فنان ويسعدني شخصياً بأنه يزيد من درجة تواصلي مع الناس والوطن الذي أنتمي له وأفتخر به فأنا "سوري" لأقصى الحدود، و"سورية" قدمت لي كل شيء حتى وصلت إلى هنا، ولولا وطني لما تمكنت من الوصول إلى منزل مواطن واحد في الوطن العربي، ولولا فضل وطني لما وُجِدتُ ولما عملت في هذه المهنة الراقية، لكن الإنسان طماع وكلما حصل على شيء يسعى للحصول على الشيء الذي يليه، وأنا راضٍ عما قدمه لي وطني لكني طماع لتقديم الأفضل لكي أقدم الشكر لبلدي.
  • ** هل ترى الفنان السوري سفيراً حقيقياً لوطنه؟

  • نعم هو سفير بكل معنى الكلمة، الفنان السوري اليوم أصبح خير سفير فهو مطلوب من قبل كل المحافل وبمجمل النشاطات الفنية والإنسانية والأحداث الرياضية، لماذا هو مطلوب؟ لأنه يساهم في نجاح وحضور أي حدث وهو يمثل وطنه ويتألق ليكون خير سفير.
  • ** يجري حديث اليوم أن الدراما السورية وصلت إلى القمة تقريباً أو الريادة إن صح التعبير فهل أنت من المؤيدين؟

  • أنا لا أقول أنها وصلت إلى الريادة بل أقول نحن نعمل بمحبة وصدق والآخرون يقيّمون عملنا إن كان وصل إلى الريادة أم لا، ونحن لا نحارب أي جهة ولا نسعى إلى إزاحة أحد، لكننا نعمل في مهنة لنا موقع رفيع فيها على المستوى العربي ونحاول الحفاظ عليه والتألق أكثر مع الاحترام للجميع، والعمل السوري هو عمل عربي عندما تسوق عملاً سورياً تسوقه على أنه عمل عربي، لأننا نعمل ضمن سياق دراما عربية ولا نفكر كيف يصنفوننا بقدر ما نفكر بالحفاظ على هوية فنية سورية.
  • ** لماذا تغيب الأعمال التي تمثل الساحل السوري عن الساحة الفنية باستثناء مسلسل "ضيعة ضايعة"؟

  • نحن نعمل بهوية سورية أكثر ما نعمل بهوية لها خصوصية محلية، لأن العمل السوري لا يقدم اليوم للمواطن السوري فقط بل يقدم للمواطن العربي، لذلك يجب أن يلامسه كما حدث مع ضيعة ضايعة لم تكن اللهجة اللاذقانية مخصصة لسورية وعرضناه على محطة غير "سورية" فلاقى الحضور العربي لأن الدراما فيه مختلفة والشكل جديد والأسلوب جديد، لذلك أنا أرفض وصف الأعمال على أنها بيئة دمشقية أو ساحلية، وأقول كلها دراما سورية تجد استحساناً لدى الجميع.
  • ** بما أنك تطرقت لمسلسل "ضيعة ضايعة" هل تجد في جزئه الثاني تجربة أتت في مكانها الصحيح؟

  • "ضيعة ضايعة" حلقات منفصلة متصلة تقبل أكثر من مئتي حلقة دون أن تعتبر تكراراً لأن كل حلقة فيها فكرة جديدة تجسدها نفس الشخصيات الكركاتيرية التي لها علاقة بشكل أو بآخر بواقع معين، والجهة المنتجة نتيجة الإلحاح من الجمهور والمحطات قدمت مع المخرج ذاته والممثلين ذاتهم الجزء الثاني الذي لا يعتبر جزءاً ثانياً بقدر ما هو استمرارية للأول، وبما أنه استمرارية فهو تجربة أتت في محلها.
  • ** ما الجديد في مسلسل "ضيعة ضايعة"؟ وهل صحيح أن القرية ستحرق بأكملها في الحلقة الأخيرة؟

  • المسلسل مليء بالجديد من ناحية القصص وفترة التصوير فنحن في هذا الجزء صورنا شتاءً بعكس الجزء الماضي الذي صور في فترة الصيف، لكن المسلسل حافظ على شخصياته وأضاف شخصية أبو الشملات التي يؤديها الفنان "محمد حداقي"، ولن أجيب على الشطر الثاني من السؤال لكي أحافظ على الإثارة التي تملأ هذا الجزء.
  • ** العمل الدرامي في أيامنا هذه هل هو تجاري أم تثقيفي؟

  • إذا غابت التجارة غاب العمل ومعظم المنتجين السوريين لا يحققون الفائض المادي المطلوب لأن أي عمل مهما وصف أو قيل عنه أنه متدنٍ فهو يكلف ملايين الليرات وتقديم العمل لاستعادة الأموال ليس سهلاً، والمنتج الذي لا يربح لا يعمل، فهناك طريقة معينة للإنتاج والتسويق نسعى لتطبيقها لكي يربح المنتج السوري وبالتالي لكي يبقى العمل قائماً والتنوع موجود في درامانا فتبقى متميزة بتنوعها وثقافتها مع قدرتها على التسويق بسهولة، وهناك عدة عوامل ترتبط بتسويق العمل منها المحطات ومنها العوامل السياسية.
  • ** ما جديد الفنان "جرجس جبارة"؟

  • الجزء الثاني من مسلسل "ضيعة ضايعة" وأشارك في مسلسل "ساعة الصفر" وانتهيت من تصوير فيلم سينمائي جديد مع مخرج جديد كما أني مشارك في "باب الحارة" ولدي خماسية مع المخرج "الليث حجو" وهناك فكرة للمشاركة في المسلسل الكوميدي "بقعة ضوء".