رسم مهرجان نقابة الفنانين المسرحي وعلى مدار سنواته الثلاث لنفسه مكاناً على الساحة المسرحية المحلية عبر دورتيه الأولى والثانية قبل أن يُحلق نحو العربية من خلال مشاركة عرضين مسرحيين من لبنان وليبيا إضافة إلى ثلاثة عروض سورية تنوعت فيها المدارس والأفكار.

موقع "eSyria" بحث مكانة "مهرجان نقابة الفنانين المسرحي" في اللاذقية بعد ثلاث دورات من عمره، وأين وصل على الساحتين السورية والعربية، والتقى عددا من المتابعين والفنانين والمعنيين بالحركة المسرحية، وبدأ مع الطالب الجامعي "يوسف عابدين" وهو شاب يعشق المسرح وله مشاركات مسرحية حديثة العهد حيث قال: «المهرجان يتطور ويرتقي من عام لآخر بدليل المشاركة المتنوعة للفرق المسرحية المحلية التي توجت هذا العام بمشاركة عربية أضافت الكثير لسوية المهرجان وبدا واضحاً تزايد عدد الجمهور من عرض لآخر وبصراحة أقول إنني كنت في السنتين الأولى والثانية من عمر المهرجان آتي لمتابعة العروض بمفردي أما الآن فكما ترى نأتي كمجموعة من الأصدقاء لنتابع العروض ونتناقش فيها».

المهرجان يتطور ويرتقي من عام لآخر بدليل المشاركة المتنوعة للفرق المسرحية المحلية التي توجت هذا العام بمشاركة عربية أضافت الكثير لسوية المهرجان وبدا واضحاً تزايد عدد الجمهور من عرض لآخر وبصراحة أقول إنني كنت في السنتين الأولى والثانية من عمر المهرجان آتي لمتابعة العروض بمفردي أما الآن فكما ترى نأتي كمجموعة من الأصدقاء لنتابع العروض ونتناقش فيها

وفي لقاء مع الشابة "نادين حجوز" التي لها عدة تجارب مسرحية قالت: «النسخة الثالثة للمهرجان كانت علامة مُسجلة للقائمين على تنظيمه وتمثلت بالمشاركة العربية التي قدمت لنا الكثير كمسرحيين ما زلنا نشق طريقنا في عالم المسرح الواسع والكبير، بالنسبة لي تابعت عرضين عربيين تعلمت منهما الكثير: "التفكير، طرق التقديم، الأدوات المستخدمة" إضافة للأفق الواسع وتنوع المواضيع، الحضور العربي كان مفاجأة سارة من إدارة المهرجان لجمهور المهرجان في "اللاذقية" وأنا متفائلة بأن أرى حضوراً عالمياً في النسخة المقبلة لأن المهرجان ترك بصمة متميزة لدى الجمهور والمشاركين».

الزميل "عبد المؤمن حسن" والفنان "حسين عباس"

موقع "eSyria" التقى الإعلامي "عبد المؤمن حسن" من إذاعة "صوت الشباب" والذي تابع عروض المهرجان على مدار سنواته الثلاث واطلع خلالها على كافة المشاركات، وتحدث عن مكانة المهرجان بقوله: «بدأ المهرجان ينتقل إلى الفضاء العربي الواسع وهذا دليل على أن القائمين على تنظيمه يعملون بجدية وأكدوا أن ما تحقق لم يكن مجرد طفرة بل عمل يتم وفق منهجية مدروسة، ولو عدنا بالذاكرة للدورة الأولى نجد هيمنة عروض من "اللاذقية" وفي النسخة الثانية فرض التوازن نفسه وتابعنا أربعة عروض من المحافظات مقابل عرضين من "اللاذقية"، واليوم نرى عرضاً واحداً من "اللاذقية" وثلاثة عروض من المحافظات، وعرضين عربيين، وهذا يؤكد أن المهرجان يشق طريقه نحو العربية بثقة بدليل أن المشاركة العربية متميزة وتساهم برفع سوية العروض وبالتالي المهرجان، وأتوقع أن أرى مهرجان نقابة الفنانين يضع نفسه بقوة بين المهرجانات العربية في الدورات القادمة».

الفنانة المسرحية "رغداء جديد" أشارت إلى ما تحقق من نجاحات قائلة: «المهرجان كالمولود الصغير، حقق قفزات متميزة خلال سنواته الثلاث وهذا يعود لخبرة القائمين عليه والتي اكتسبوها من مشاركتهم في المهرجانات المحلية والعربية والعالمية إضافة للجرأة التي يتحلون بها ما دفعهم لتنفيذ تجربة كانت أشبه بالمغامرة رغم قلة الإمكانيات المادية ومع هذا كله وجدنا حضوراً عربياً أضاف الكثير من حيث العرض والشكل وطريقة الإخراج، أتوقع في حال توافر الإمكانات المناسبة أن أرى المهرجان يقترب من العالمية بعد أن لامس العربية».

المُخرج الليبي "وليد العبد"

ومن الأشقاء العرب كان لنا لقاء مع الليبي" وليد العبد" مخرج العرض المسرحي "موت رجل تافه" والذي حقق جوائز متعددة في ليبيا وعدد من بلدان الوطن العربي وعن المهرجان قال: «سبق لي المشاركة في عدة مهرجانات عربية وعالمية ومشاركتي في "اللاذقية" هي الأولى ولا أبالغ إن قلت إن القائمين على المهرجان قدموا مجهوداً مضاعفاً وواضحاً أضاف الكثير لهم ولنقابتهم.

تجربة المهرجان رائعة والأروع هو تحولها من المحلية إلى العربية كما أنه سجل حضوراً جماهيرياً متميزاً رغم ضعف الدعاية له، وأعتقد أن المهرجان سيواصل تقدمه في حال توافرت له الإمكانات المادية والدعم المعنوي من الفنانين السوريين الذين لهم بصمة على الساحة العربية، وفوجئت بعدم حضورهم وهم أبناء المسرح، لفت نظري التنظيم الجيد للمهرجان ونوعية العروض المشاركة وكي يصل المهرجان إلى العالمية لا بد من وجود بعض المتطلبات ومنها طاقم عمل متفاهم يمتلك رؤية مستقبلية تتطور باستمرار إضافة لتوافر فضاء أوسع لحرية الحركة من دعم معنوي ومادي بالمقام الأول وتوقيت مناسب للمهرجان وعقلية فكرية جيدة».

الجمهور

كما التقينا الفنان "هاشم غزال" المدير التنفيذي للمهرجان والذي تحدث قائلاً: «المهرجان لا يزال في سنواته الأولى، حاولنا هذا العام دعمه لنزيد من نشاطه كي يقطع مسافات أطول بزمن اقل وجاءت المشاركة العربية لتتنوع المدارس المسرحية والأفكار المطرحة كما أنها تؤكد أننا نسير بالطريق الصحيح، نحن نعمل ما بوسعنا ليواصل المهرجان دربه ونأمل في أن نكون قد وفقنا بتقديم عروض مسرحية جيدة لعشاق المسرح الذين لهم علينا الكثير من الالتزامات تجاههم، النسخة الثالثة للمهرجان أنتجت حالة من الخوف على الدورات القادمة ونحن نسعى لتقديم الأفضل واختيار العروض الأهم، ونسعى لتحويل مهرجاننا إلى الدولية ومن يستقطب ثلاثة عروض عربية يستطيع استقطاب عرضين أجنبيين، ويبقى طموحنا أن يكون لدينا ما بين -10 و12- عرضا مسرحيا في العام القادم وعلى اقل تقدير ثمانية عروض».

الفنان "حسين عباس" مدير المهرجان كشف لنا عن أن التواجد العربي كان طموح القائمين على المهرجان لكن الإمكانيات المادية أعاقت ذلك، وعما حققه المهرجان في النسخ الثلاث قال: «المتابع يرى تطور المهرجان سواء من حيث عدد العروض والنوعية والأفكار ونحن نسعى من النسخة الأولى للارتقاء بالسوية الفنية والحمد لله قطعنا أشواطا بجهود مخلصة للزملاء العاملين بالمهرجان، المشاركة العربية أحدثت نقلة نوعية بالتأكيد من خلال الحراك الثقافي وتبادل الخبرات ما بين المسرح السوري والعربي والعروض العربية اختيرت بعد دراسة ومتابعة دقيقة لتكون إضافة للمهرجان لا حملاً عليه ومن خلالها ستكون انطلاقتنا للعالمية التي نسعى إليها بحذر وتفكير عميق بعد أن تم تثبيت مكانة المهرجان على خارطة المسرح في سورية ونأمل تحقيق ذلك عربياً بالنسخة الرابعة على أن تتبعها المشاركة الدولية في النسخة الخامسة».

الجدير بالذكر أن مهرجان "نقابة الفنانين الثالث في اللاذقية" شهد تقديم ستة عروض مسرحية بالفترة /6 - 11/11/2010، في "دار الأسد للثقافة" والعروض المقدمة هي: "نيكاتيف" نص وإخراج "نضال سيجري"، وعرض مسرحي لفرقة مسرح التكوين بعنوان "مثل الكذب" نص وإخراج "عدنان أزروني"، وعرض مسرحي لبناني بعنوان "نزهة في ميدان المعركة" تأليف "فرناندو آرابال" وإخراج "قاسم استنبولي"، وعرض لفرقة "حصاد المسرحية" من "السويداء" بعنوان "شيطان بذاكرة ملاك" تأليف "جواد الشوفي" إخراج "رفعت عبد الهادي"، وعرض مسرحي "ليبي" لمجموعة "شمس للفنون" بعنوان "موت رجل تافه" تأليف "قاسم مطرود" إخراج "وليد العبد"، وعرض مسرحي لفرع نقابة الفنانين بحماه فرقة "كور الزهور" بعنوان "كوميديا الأيام السبعة" تأليف "علي الزيدي" إخراج "مولود داؤد".