عاد رمضان كعادته كل عام بتقاليده وطقوسه المميزة، الناس ملؤوا شوارع "اللاذقية"، وعجت المحلات بزوارها ومرتاديها على غير عادة في غير أيام الشهر الفضيل.

الغريب بالشهر لهذا العام، هو كثرة محال الحلويات هنا "باللاذقية"، ولكن هذه المرة لم تكن لاذقانية المنشأ إنما كانت من محافظة "حمص" العريقة بحلوياتها ومأكولاتها على مر الأيام والزمان، "السواس وأبو اللبن" وغيرها من محال الحلويات العريقة بـ"حمص" كان لها هذا العام مكان مميز في أسواق "اللاذقية" فزينت واجهات الكثير من محال الحلويات بـ"اللاذقية" حلويات تغري الناظرين وتشد الجميع للدخول والشراء منها لتكون على مائدة الشهر الفضيل وبين تقاليده المعتاد عليها في كل عام..

السميد والجبن هما العنصران الأساسيان في هذه الأكلة الشعبية، فمن بعد مزج السميد بالماء وتعريضه لدرجة حرارة مرتفعة تصل إلى الغليان يضاف إليها السكر، ومن ثم تضاف إليها الجبن لتمزج وتتغلغل بداخلها وتتشابك مع ذرات سميدها الأصفر، وتكون جاهزة لاستيعاب الحشوة التي تختلف من منطقة إلى أخرى، لكن على الأغلب تكون جبنة عربية، بالإضافة إلى عنصر آخر يمتاز بانتقائه الصناع المهرة والمبدعين بالمهنة

جالت عدسة eLatakia يوم الاثنين الموافق لـ8/9/2008 في أسواق "اللاذقية" وأحيائها القديمة باحثة عن المميز في رمضان، والتقى السيد "سالم الأبرش" وهو تلميذ قديم لدى سلسلة محال "السواس" للحلويات في مدينة "حمص"، أحب أن يشرح لموقعنا سر اختياره لـ"اللاذقية"، ومدى سير العمل بهذه المهنة القديمة وأكلتها الشعبية فقال "الأبرش": «نظراً لشهرة العمل الذي نقوم فيه ولأصالة منتجنا وشعبيته من حيث تقبل الناس له وحبهم الدائم لشرائه، افتتحنا هذا المحل هنا بين شوارع "اللاذقية" المدينة الأصيلة والقديمة التي ما زالت إلى اليوم تعيش أيام رمضان القديمة بلحظاتها المميزة وطقوسها الساحلية السائدة، فأزقة أغلب الحارات والشوارع الرئيسية من المدينة زينتها حلويات وضعت على الطاولات أو مشروبات خاصة بالشهر الفضيل، أو خبز رمضان أو أي شيء شعبي يمس الشارع السوري القديم وحياته خلال هذا الشهر الكريم».

ويتابع السيد "الأبرش" حديثه ليقول: «الحلاوة بالجبن الحمصية الأصل والتأسيس، شاعت مؤخراً بين أغلب المحافظات والدول، إلا أن أصلها مازال مرتبطاً بمحافظة "حمص"، ومنذ بدايات هذه الأكلة الشعبية المتوارثة بين أجيال المهنة في محافظة "حمص"، فمن هذا المبدأ ولتقديم ما هو أصيل ولذيذ أحببنا أن نأتي إلى "اللاذقية" ونقدم الحلاوة بالجبن على طبيعتها وأصلها وبصانعيها الأصليين، والحمد لله لاقت إعجاب الجميع، فنحن نعمل على صناعتها أمام عيون زبائننا وبكل ظروف النظافة وشروطها لتكون جاهزة بأنواعها الثلاثة على مائدة رمضان يومياً، فلحلاوة الجبن الحمصية كما هو معروف ثلاثة أنواع منها بالقشطة العربية ومنها ما هو بالرز الناعم والجبن ومنها ما هو بالحليب والجبن، وعلى كافة أنواعها طلب كبير يزداد خلال الشهر الفضيل ولياليه الرمضانية الساحرة».

مكونات الحلاوة بالجبن الحمصية المنشأ يشرحها لنا "الابرش" متحدثاً: «السميد والجبن هما العنصران الأساسيان في هذه الأكلة الشعبية، فمن بعد مزج السميد بالماء وتعريضه لدرجة حرارة مرتفعة تصل إلى الغليان يضاف إليها السكر، ومن ثم تضاف إليها الجبن لتمزج وتتغلغل بداخلها وتتشابك مع ذرات سميدها الأصفر، وتكون جاهزة لاستيعاب الحشوة التي تختلف من منطقة إلى أخرى، لكن على الأغلب تكون جبنة عربية، بالإضافة إلى عنصر آخر يمتاز بانتقائه الصناع المهرة والمبدعين بالمهنة».

"غزل البنات والخبزية والمعمول والمأمونية" هي حلويات حمصية توضعت أيضاً على رفوف محل السيد "سالم الابرش" لتباع في هذا الشهر وجميعها من صناعته فخصص الكثير منها ليباع هذا الوقت لشعبيتها وتزايد الطلب عليها حالياً.

أما "العوامة" أو ما يسمى "لقمة القاضي" فكان لشوارع "اللاذقية" موعد معها هذا العام فالتقى موقع eLatakia مع السيد "رامي سعدية" صانع حلويات رصدته عدسة موقعنا أثناء صناعته "للعوامة" فقال في مجمل حديثه عن هذه الأكلة الشعبية وصناعتها وتقليدية تناولها في ليال الشهر الكريم: «العوامة أكلة قديمة وسهلة التحضير من حيث المكونات التي تختصر على الطحين والخميرة والماء والقطر، شكلها الكروي وما تحويه بداخلها تغري الصائمين لتناولها من أجل تعويض من فاتهم في نهار الصيام، ونظراً لقدم هذه الأكلة فأنه يزداد الطلب عليها أثناء شهر رمضان حيث يبدأ التحضير للبيع هنا من بالمحل من الصباح، ونبدأ بالبيع قبيل الإفطار بساعات قليلة ويستمر إلى السحور وفترته الصباحية من كل يوم خلال شهر رمضان».