"حريشية" اسم لا بد لكل من يعمل في مهنة الصيد أن يدرك دلالته، هو اسم لعائلة تعمل بكامل أفرادها في صناعة السفن الصغيرة أو ما يقال عنها مراكب وزوارق بحرية منذ عام 1944، انتقلت من بانياس لتلازم شواطئ اللاذقية وبرها إلى الآن.

"سورية ولبنان" أول زورق صنعته هذه العائلة ضمن ورشتها الصغيرة حيث بلغ طول مولودها الأول44م وقادر على حمل 1000 طن على متنه لتصل اليوم بأكثر من 50 زورق حصيلة سنينها الماضية والتي بقيت صورها معلقة على جدران ورشاتها.

عائلتنا منذ القدم موجودة على شواطئ سورية تعمل في مجال صناعة الزوارق البحرية سواء أكانت المصنوعة من الحديد أو الخشب، وورشتنا كانت موجودة على طريق حلب اللاذقية ولكنها في آخر عشر سنوات انتقلت إلى "المنطقة الحرة" على طريق الشاطئ الأزرق

موقع eLatakia التقى يوم السبت الموافق لـ22/11/2008 "عبد الله احمد حريشية" احد أبناء "احمد حريشية" الاسم المميز بصناعة الزوارق إلى هذا اليوم وعلى مستوى العالم حيث يطلب منه العون والمساعدة في اغلب بلاد العالم فحين زيارتنا إلى ورشته كان في رحلة إلى مصر، فيقول ولده "عبد الله": «عائلتنا منذ القدم موجودة على شواطئ سورية تعمل في مجال صناعة الزوارق البحرية سواء أكانت المصنوعة من الحديد أو الخشب، وورشتنا كانت موجودة على طريق حلب اللاذقية ولكنها في آخر عشر سنوات انتقلت إلى "المنطقة الحرة" على طريق الشاطئ الأزرق».

من ورشة حريشية

ويتابع "عبد الله" حديثه: «نعمل على صناعة جميع أنواع الزوارق "النزهة" و"الصيد" و"الشحن" و"القاطرة" و"اليخوت" وصدرنا إلى كثير من بلدان العالم نذكر منها (قبرص وتركيا ومصر واليونان والسعودية ورومانيا وليبيا وروسيا....).

وشرح "حريشية" الابن بطريقة مبسطة أجزاء الزورق وبعض المعلومات العامة عن عالم الزوارق وأشكالها وفق المقاييس الدولية، حيث قال: «يتألف الزورق من أول قطعة توضع من أجل البدء ببناء جسمه، والتي تدعى بالـ"بريم" أي العمود الفقري أو الحامل الذي تحط عليه أضلاع خشبية أو حديدية بشكل عرضي وتثبت بالبراغي والمسامير ومن ثم تفرش الألواح التي تغطي فراغات البناء الهيكلي للزورق وتمنع تسرب الماء إلى داخله، ويراعى الزورق المصنوع من الخشب بحيث يدهن سطحه بالزيوت والمعجون والدهان الخاص بالبحر ومناخه المقاوم لرطوبة هذه الأجواء يخص بهذا الدهان الجزء السفلي من الزورق والذي يدعى بـ"الغاطس"، أما الزوارق المصنوعة من الحديد فلها مخططات يعدها مهندسون وخبراء مختصون تحسب من خلالها جميع ما يلزم الزورق خلال رحلته في عباب البحار».

من ورشة حريشية

ويتابع "عبد الله" شرحه ليقول:«يطلق اسم زورق على كل مركب لم يتعدى طوله أكثر من 24م وإن زاد عن هذه القيمة أصبح سفينة ونحن صنعنا سفينة كان اسمها "الأمير أيمن" وطولها 37م حيث كان أول مركب أقوم أنا على صناعته، ويعمل البحارة في كل عام على ما يسمى هنا بالعامية "بالعمرة"، أي إعادة تأهيل الزورق وصيانته من الداخل والخارج حيث يرفع إلى الشاطئ ويقوم عمال الورشة على تجهيزه وإعداده بشكل كامل ميكانيكيا وهيكليا وحتى على مستوى الدهان والقشرة الخارجية».

ما يغريك خلال هذه الزيارة هي أسماء تلك الزوارق المستمدة من أحياء اللاذقية وريفها، وقد تشتت مراسيها على امتداد المنطقة المرفئية ولا تسمع هنا إلا أصوات العمال وصدى أدواتهم تشجو في فناء البحر الواسع.

من ورشة حريشية