لطالما ترى من تقاعدت الدنيا وظروفها لديهم، يرون فيها باباً للتسلية وشغل الوقت الطويل الذي بات فراغاً يشغلهم طوال الوقت، هم من كبار السن الذين تعدوا الستين بحيث جمعتهم هذه "الجونات" الخشبية الأربعة عشر بحصاها الصغيرة. موقع eLatakia زار احد الأكشاك المنتشرة بالقرب من حديقة "الفرسان" وسط "اللاذقية"، حيث راقب بعض الرجال المسنين حين لعبهم لعبة المنقلة.

يقول السيد "عدنان إسماعيل" والذي يعتبره أصدقاؤه من محترفي هذه اللعبة منذ 35عاماً فيقول: «اللعبة شعبية أثبتت جبال "اللاذقية" على قدمها بحيث تعود إلى مئات السنين، تعتمد على الحساب والتفكير والذكاء في الكثير من ضروبها، تتألف من 14 "جونة" أو "حفرة" من الخشب موصولة مع بعضها بمفصلات نحاسية صغيرة، يملئ تلك الجونات 98 حصوة صغيرة ملساء، يحسب المنتوج فيها من خلال ربح الحصى المزوج دون الفردي منها، بحيث يتوجب على اللاعب ربح أكبر قدر من الحصى التي تحسب نهاية المرحلة والجلسة بالموجود منها في يدي اللاعب، وذلك وفق ثلاثة مراحل أو الأشواط».

وقتنا ضاق بعدما تقاعدنا من وظائفنا ومشاغلنا، لا نرى سوى هذا الكشك الذي يستقبلنا ببساطته لنلهو قليلاً بهذه اللعبة التي تعلمناها من كبارنا ومضينا نحن وكما ترى فيها، اللعبة ذكية وتحتاج للمهارة في العد والتقدير، من خلال البحث الدقيق عن الجونة التي تحتاج حصاة واحدة أو اثنين حتى يقدر لنا الفوز بالعدد الذي يعلن الواحد منا فائزاً في جولة من الجولات الثلاثة التي نلعبها خلال هذه الظهيرة المملة

ويقول السيد "علي بركات" الطرف الثاني الخاسر ضمن الشوط الذي رصدنا لعبته: «وقتنا ضاق بعدما تقاعدنا من وظائفنا ومشاغلنا، لا نرى سوى هذا الكشك الذي يستقبلنا ببساطته لنلهو قليلاً بهذه اللعبة التي تعلمناها من كبارنا ومضينا نحن وكما ترى فيها، اللعبة ذكية وتحتاج للمهارة في العد والتقدير، من خلال البحث الدقيق عن الجونة التي تحتاج حصاة واحدة أو اثنين حتى يقدر لنا الفوز بالعدد الذي يعلن الواحد منا فائزاً في جولة من الجولات الثلاثة التي نلعبها خلال هذه الظهيرة المملة».

العد وسرعته هما سر لعبة المنقلة...

في حين يقول السيد "ماهر صقر" وهو مراقب للاعبين والجالس يشجع الرجل الأمهر بين الاثنين: «بعدما انتهى بنا المطاف كما قال من قبلي في المنزل، نعمل نحن كمجموعة من المتقاعدين إلى اللعب بهذه اللعبة وغيرها من أجل شغل الوقت الطويل في حياتنا اليومية، ولعبة المنقلة ذات الأصول التركية القديمة موجودة في تراثنا اللاذقاني، يعلمها الجميع من الناس، فهي بسيطة جداً سعرها رخيص لا يتعدى المائتي ليرة، فهي مجموعة حفر ملساء محفورة بدقة عالية لكي يسهل التقاط الحصى منها، وفي نهاية الدور تستطيع طيها وإغلاقها بدون أن تضيع أي من حصاها المعدودة والمحسوبة جيداً».

والجدير بالذكر أن كلمة "منقلة" أتت من فعل نقل الحجر أي حرّكه من مكان إلى آخر والمنقلة قطعة من الخشب طولها 65 سم وعرضها حوالي 15 سم وسماكتها 5 سم وفيها 14 حفرة متساوية في صفين متقابلين، في كل صف 7 حفر، وفي كل حفرة سبعة حجارة صغيرة تسمى (حصو المنقلة) مجموعها 98 حجراً، وتلعب بلاعبين اثنين وفقاً لأصول وقوانين معينة تحكم هذه اللعبة، وتعتمد فيها الأشواط على العد والحساب والرابح من يكسب عدداً أكثر من الحجارة.

السيدان "عدنان اسماعيل"و"علي بركات" يلعبان جولة