يرسم الشعر بأي لغة كانت ملامحه الخاصة من خلال الصورة والخيال الذي يلون الأفق بلون يختاره كاتب النص الشعري بما يناسب هدفه، وهذا ما نجده في مجموعة الشعراء الذين قدموا أمسية شعرية تحمل في طياتها ألواناً مختلفة من الشعر فكانت الشاعرة المكسيكية "روز ماري اسبينوزا" والتي تعود بجذورها إلى سورية وانضم اليها الشاعر المصري "إبراهيم المصري" أما من سورية فكان الشاعر "حسين بن حمزة" والشاعر "توفيق احمد".

موقع eLatakia توجه إلى المركز الثقافي العربي في مدينة "جبلة" حيث تحدث الشاب "سومر النبراس" وهو طالب في ماجستير في الأدب العربي: «هذه الأمسية متميزة لأنها تحتوي على أصداء شعرية مختلفة لعدد من الشعراء العرب والأجانب وهذا ما لا نراه في الكثير من المهرجان العربية وهذا دليل على أن المهرجان بدأ يأخذ مكانه الصحيح على مستوى المهرجانات العربية».

كان التفاعل مهماً وقد أسعدني جداً لوجود التقبل والتجاوب الايجابي من قبل الجمهور

وقال الشاعر "عميد السمر" عن الأمسية: «من النادر أن تجمع أمسية شعرية قامات من بلدان مختلفة بل من بلدان بلغات لا تربطها أي مفردة لغوية فنرى الاسبانية التي تتحدث بها الشاعرة "روز ماري" ملاصقة للعربية التي يستشعر بها الشعراء العرب، وكأن لغة الشعر لا تعرف الحدود الفاصلة».

الشاعر المصري ابراهيم المصري

فيما تحدثت الشاعرة المكسيكية "روز ماري" والتي لها إصدارات عديدة كرواية "جسدي بين يديك" والمجموعة الشعرية "مرة جسدك" حول طريقة اختيارها للنصوص التي قدمتها في الأمسية: «لقد اخترت المقطوعات الشعرية لإحساسي بأنها الأقرب إلى الجمهور بالإضافة إلى أنها تتحدث عن الجسد كتراب، فالإنسان يخلق من تراب ويعود للتراب وأحببت إيضاح ذلك، ومع ذلك لم أفكر في المعنى الذي أقدمه بل فكرت بالإيقاعات الشعرية والصور البيانية».

وتضيف حول وجودها في مكان تنحدر منه أصولها ورؤيتها في اختلاف الشعر بين بلد وآخر:

الشاعر السوري حسين بن حمزة

«أجدادي من أصول سورية وكان بالنسبة لي هذا لقاء مع نصفي الآخر، وهذا شكل دافعاً لعودتي لرؤية نصفي العربي الذي يكمله نصفي المكسيكي».

بينما تحدث الشاعر "حسين بن حمزة" الذي أصدر ديواناً شعرياً بعنوان "رجل نائم في ثياب الأحد" عما يعني له وجوده في مهرجان جبلة الثقافي السادس: «أنا سعيد لوجودي في هذا المهرجان، كنت أستمع لأصدقائي من شعراء وصحفيين بأنه مهرجان نوعي يقدم ويراكم شيئاً جميلاً ومهماً سواء على صعيد مدينة "جبلة" أو على صعيد الثقافة السورية، وأنا سعيد لأني منذ زمن لم أقرأ الشعر للجمهور السوري بسبب إقامتي في لبنان».

الشاعر السوري توفيق أحمد

وعن تفاعل الجمهور مع النص الشعري المقدم قال: «كان التفاعل مهماً وقد أسعدني جداً لوجود التقبل والتجاوب الايجابي من قبل الجمهور».

أما الشاعر المصري "إبراهيم المصري" المقيم في "أبو ظبي" والذي أصدر عدداً من المجموعات الشعرية والرواة منها "الديوان العراقي" و"عادل وسعاد" فقال عن انطباعه حول هذا المهرجان: «أهم انطباع لي كشاعر وقصصي عن مهرجان "جبلة" هو هذا التواجد من الناس ويقال دائماً أنه ثمة انقطاع بين العمل الثقافي بأشكاله المختلفة وبين الجمهور وهذه حقيقة تشاهد في أكثر من مكان ومدينة عربية ولكن الانطباع الأول هو الحضور الجماهيري الكثيف للمهرجان بكل فعالياته فالناس يشكلون القوة الحقيقية».

وعما قدمه من نصوص الشعرية يقول: «نحن نكتب نوعاً من القصيدة يطلق عليه اصطلاح قصيدة نثر وهو شكل قريب من هموم ومشاكل الناس وهذا ما أقدمه وأراه أقرب إلى نفسي».

أما الشاعر "توفيق أحمد" الذي أصدر عدداً من الدواوين منها "اكسر الوقت وامشي" و"حرير للفضاء العاري" وغيرها فيقول حول تواصل الشاعر مع الجمهور: «الكثير من الأشخاص يعرفون الشاعر من خلال الإعلام ولكن من الجميل أن يقرأ الشاعر على مسامع المتلقين ما فاضت به مشاعره، وهذا يخلق انسجاماً مهماً بين رؤى الشاعر والمتلقي، وأحب أن أقدم تجربتي التي تتشكل بقصيدة النثر وقصيدة التفعيلة والقصيدة العمودية والتي تتضمن في طياتها المعاصرة».

وعما يقدمه المهرجان له وما يقدم هو للمهرجان يقول: «يقدم لي أنني أتعرف على تجارب أسمعها لأول مرة وخصوصاً القادمين من الخارج وهذا ما يجعلني أقترب من الناس أكثر».