لكل مدينة سورية ما تشتهر به من أصناف الحلويات التي عرفت عنها على مر الأيام والتاريخ وإن كانت "اللاذقية" مشهورة بـ "الكنافة" فإن أصنافاً أخرى من الحلويات بدأت بالانتشار بشكل سريع، وأثرت على المنتج الأصلي لأهل "اللاذقية" ومن تلك الحلويات "الشعيبيات" التي نُقلت من مدينة "أريحا" منذ سنوات طوال من خلال شباب يسعون لطلب الرزق، ونظراً لجودة صنعها ولذة مذاقها بات أهل "اللاذقية" يُقبلون على شراء "الشعيبيات" من محلات يختارونها ليحصلوا على الطازج منها واللذيذ.

من يسمع باسم محل حلويات "جبل الأربعين" أول ما يتبادر لذهنه أنه سيجد "الشعيبيات" لديه كيف لا و"جبل الأربعين" يحتضن مدينة "أريحا" منذ آلاف السنين، موقع eLatakia دخل المحل والتقى العم "محمود حسن قربة" الملقب بـ"أبي حسن" ليتحدث لنا عن تعلمه صناعة "الشعيبيات" وكيفية إعدادها من لحظة خلط العجينة حتى عملية "الشواء" وصب القطر عليها.

تعلمت المهنة من والدي عام "1997" وهي من أصعب الحلويات صنعاً وتحتاج للجهد والوقت لهذا لا تجد في غالبية محلات الحلويات وقد تتواجد في "15" محل باللاذقية

  • كيف تعلمت صناعة "الشعيبيات"؟
  • عملية تقطيع العجين

    ** كان الموضوع بالنسبة لي مجرد فضول في بادئ الأمر، لكوني ابن مدينة "أريحا" التي تشتهر بهذا النوع من الحلويات والتي يقبل عليها أهل المدينة كافة ويوجد بها ما يفوق 150 محلاً، أردت تعلم صناعة "الشعيبيات" كي أصنعها لأهلي في البيت فقط ولم أكن أفكر نهائياً بأنني سأمتهنها لتكون مصدر رزقي في يوم من الأيام، خاصة أني كنت موظفاً، قمت بالاتفاق مع صديق لي هو "جميل صلاحو" ليعلمني صنعها، ومن أول مرة قام بصنع "الشعيبيات" أمامي تعلمت الطريقة ولكن ليس كأهل المصلحة بالتأكيد وقمت بصنعها مراراً في البيت وشيئاً فشيئاً أصبحت مقبولة إلى حد ما، وفي النهاية أتقنت صناعتها.

  • متى بدأت العمل بهذه المهنة كمصدر للرزق؟
  • أبو حسن وولده وبداية العمل

    ** منذ حوالي عشرين عاماً قمت بتأسيس محل في "حلب" عملت فيه لمدة عام واحد وهناك يتم طلب "الشعيبات" صباحاً، ثم عدت إلى "أريحا" وسبحان مُقسم الأرزاق غادرت مجدداً وكانت الوجهة الثانية هي "اللاذقية" التي بدأت العمل فيها بصناعة "الشعيبيات" منذ ثمانية عشر عاماً، وكان المحل في حي "مشروع الزراعة" واقتصر في البداية على هذا النوع وأصبح لي رواد يطلبون "الشعيبيات" بعد أن كان أهل الحي يجهلونها ونظراً لمذاقها الطيب بدأت تنتشر، وأصبح لي زبائن من كل أنحاء المدينة وقمت بتوسيع العمل وتصنيع كافة أنواع الحلويات الشرقية والغربية نظراً لتعدد الأذواق، وبعد أربع سنوات من العمل ونظراً لتغيير خط "السرافيس" من أمام المحل قلّ الطلب قليلاً وقمت بالانتقال إلى محل آخر في "المشروع الثامن" منذ "14" سنة وإلى الآن..

  • كيف تتم عملية تحضير "الشعيبيات"؟
  • العجينة بعد عملية التوريق

    ** كما كل أنواع الحلويات "الطحين" و"الماء" أساس عملنا لصنع "العجينة" التي نرش عليها قليلاً من الملح والقطر حسب الكمية التي نريد صنعها، ويتم العجن من ثلاث إلى عشر دقائق بعد ذلك تتم عملية التقطيع، وبعدها نقوم بعملية الرق مع استخدام مادة السمن "نباتي أو حيواني" حسب الطلب، ويتم طي قطعة العجين على شكل "هلال" أو حرف D مع إضافة السمن مجدداً ثم نقوم بعملية تسمى "التوريق" حيث يتم رق العجينة بـ "الشوبك" ثم نحشو العجينة حسب الطلب؛ والحشوة قد تكون من "القيمق" أو "الجوز" أو "الفستق" أو "الكاجو" أو "قشطة بلدية" أو "جبنة" و"قشطة مطبوخة" أو من "القريشة" و"الشمندور" أي "اللبأ"، ثم نضع الصدر "الصينية" المدهونة بالسمنة مسبقاً في الفرن لمدة نصف ساعة، وفور إخراجها من الفرن يتم صب القطر عليها وهي ساخنة، ونكون قد جهزنا القطر مسبقاً وهو مكون من سكر وماء بمعدل "10" كغ سكر لنصف ليتر ماء مع إضافة مادة "الشبـّة" بكمية مناسبة، ويوزع القطر على القطع بشكل مناسب وتصبح جاهزة وبالإمكان تناولها باردة أو ساخنة والألذ بالتأكيد وهي ساخنة».

    أما نجله "حسن" فيقول: «تعلمت المهنة من والدي عام "1997" وهي من أصعب الحلويات صنعاً وتحتاج للجهد والوقت لهذا لا تجد في غالبية محلات الحلويات وقد تتواجد في "15" محل باللاذقية».

    فيما نجد الشاب "محمد" النجل الثاني لأبي "حسن" يتقن المهنة كوالده وشقيقه رغم أنه تعلمها حديثاً منذ "عامين" لتفرغه للدراسة.

    ومن زبائن المحل التقينا "عبد القادر أحمد" يقول: «كنت سابقاً أطلب من المسافر إلى "أريحا" أن يجلب لي "الشعيبيات" لعدم توفرها في "اللاذقية" وإن توفرت لا تكون بنفس الجودة لكنني الآن أشتريها من محل "أبي حسن" كلما أردت تناولها والطعم ذاته باستثناء تغيير مكان صنعها».

    الجدير بالذكر أن "الشعيبيات" حلويات تصنع في المحلات والبيوت ويرجح أن تاريخها يعود لفترة الحكم العثماني، ويتم تقديمها هدايا في السفر للمغتربين بشرط تناولها بشكل سريع.