دخلت العديد من الأساليب المتطورة في طرق إعداد المؤونة، التي تعتبر المخزون الإستراتيجي لأي منزل، حيث تدأب السيدات لإعدادها في مواسمها التي تكون غالباً في الصيف لكي تستهلك في الشتاء.

وقد تغيرت طرق إعداد المؤونة عما كانت عليه سابقاً، وللحديث عنها وعن طرق إعدادها القديمة، التقت مدونة وطن "eSyria" الجدة "حليمة إبراهيم" من قرية "المشيرفة" في ريف "جبلة" بتاريخ 12/10/2012، والتي تحدثت بالقول: «تعلمت إعداد المؤونة من والدتي رحمها الله حيث كانت تعد كافة أنواع المؤن من محاصيلنا الزراعية المتوافرة بكثرة في القرية.

الثلاجة أسهل بكثير من الطرق التقليدية القديمة وحتى نكهة الطعام المحفوظ فيها تكون أفضل، وقد تعودت أسرتي عليها حتى إن زوجي يميز في النكهات فيعرف نكهة الطعام المحفوظ في الثلاجة عن شبيهه المحفوظ بالطرق التقليدية

فمثلا "البندورة" أعدها بطريقتين الأولى عن طريق صناعة "رب البندورة" بالطريقة التقليدية لاستخدامها في الطبخ، والطريقة الثانية تكون عبر تيبيسها وهي طريقة بسيطة وسهلة ولكنها شبه منقرضة وذلك لتوافر "البندورة" صيفاً وشتاء في هذه الأيام، حيث نأتي بأقراص "البندورة" الطازجة ونقوم بتقطيعها إلى نصفين ونرش فوقها الملح ونتركها تحت الشمس حتى تيبس تماماً بعدها نقوم بحفظها بوعاء زجاجي وحين نستخدمها نقوم بنقعها لمدة ساعتين بمياه ساخنة حيث ينتشي القرص ويصبح وكأنه طازج وهي طريقة مثالية لمن لا يحبون تناول البندورة البلاستيكية وأنا منهم».

رب البندورة

وتابعت الحديث ابنتها الآنسة "نبيهة محمد" قائلة: «وأيضاً هناك "الباذنجان" حيث نقوم بحفره كما لو أننا نريد أن نطبخ "محاشي" وبعد أن ننتهي من حفر الكمية التي نريد نأتي بإبرة وخيط ونقوم بتعبئة الحبات المحفورة بالخيط عن طريق الإبرة على أن تدخل الإبرة في رأس "الباذنجانة" لنكون حبلاً طويلاً نقوم بتعليقه تحت الشمس حتى يجف ويصبح قاسياً، بعدها نضعه في غرفة المؤونة وحين الاستخدام يكفي أن نضعه في المياه الساخنة لمدة بسيطة ونقوم بطهوه بالطريقة المعتادة».

تتابع: «ومثل "الباذنجان" طريقة "البامياء" بعد أن نقمعها نقوم بعمل نفس خطوات حفظ "الباذنجان"، وأيضاً إذا ما أردنا تجفيف "الباذنجان" بلبه يكفي أن نقشره ونقطعه ونضيف الملح ونضعه تحت الشمس ليجف وبعدها نحفظه في أكياس قماشية ومثله "اليقطين" و"الملوخية" باستثناء أننا مع "الملوخية" لا نقوم بإضافة "الملح"».

الآنسة نبيهة محمد

الجدة "كوكب مسعود" من ذات القرية حدثتنا عن سبب حفظ المؤونة بهذه الطريقة بالقول: «في زمننا لم نعرف "الثلاجة" ولم تكن متوافرة كما الآن، وكان من الضروري أن نحفظ الخضراوات للشتاء حيث لم يكن هناك بيوت محمية في ذلك الوقت، على عكس الآن حيث كل الخضراوات متوافرة صيفاً وشتاء، ولكن مع ذلك مازلنا حتى الآن متمسكين بطريقة إعداد المؤونة القديمة حيث تعودنا عليها وليس لنا ثقة بالجديد خصوصاً زوجي حيث يرفض تناول حتى الماء من الثلاجة».

السيدة "سعاد مقبل" من مدينة "جبلة" تؤيد الطرق الحديثة في التخزين والتي أشارت بالقول: «الثلاجة أسهل بكثير من الطرق التقليدية القديمة وحتى نكهة الطعام المحفوظ فيها تكون أفضل، وقد تعودت أسرتي عليها حتى إن زوجي يميز في النكهات فيعرف نكهة الطعام المحفوظ في الثلاجة عن شبيهه المحفوظ بالطرق التقليدية».

هكذا تبدو حباة البندورة بعد تجفيفها

اختصاصي التغذية الدكتور "عيسى دونا" من مدينة جبلة تحدث عن محاسن وعيوب الطريقتين التقليدية والحديثة لحفظ الخضراوات بالقول: «حفظ الخضراوات في الثلاجة هو الأكثر صحة حيث يمنع البرد الجراثيم من التكون والانتشار على عكس التجفيف الذي قد يكون في ظروف غير صحية ما يؤدي لتواجد الجراثيم والميكروبات، وهناك التخليل ايضاً الذي يمنع انتشار البكتيريا بسبب تركيز المحلول الملحي وينصح بإضافة طبقة من الزيت لمنع انتشار البكتيريا على سطح الوعاء، وبالتالي فإن طرق حفظ المؤونة الحديثة هي الأكثر صحة بشرط ألا تنقطع الكهرباء كثيراً حيث إن ذوبان الثلج عن الخضراوات المحفوظة في الثلاجة يؤدي إلى تغير في طعمها عند الطهو ويفقدها الكثير من خصائصها الغذائية».