"اليقطين أو الخفيف" نبات صيفي متسلق وسريع النمو، يؤكل صيفاً ويخزن شتاءً، يستخدمه أهالي الساحل السوري لصنع العديد من المأكولات، والغريب أنهم يحفظونه باعتباره عاملاً رئيسياً في طرد البرغش والذباب.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2/12/2012 السيدة "منيرة الأطرش" (63 عاماً) من قرية "بدميون" التابعة لمحافظة اللاذقية، والتي تحدثت عن "اليقطين" بالقول: «نزرع اليقطين كبذور إلى جوار بقية الخضراوات كالباذنجان والبامياء والفاصولياء وغيرها، ونخص اليقطين بمكان قريب من البيت عادة قرب العريشة أو قرب الحيطان وذلك لأن اليقطين يتسلقها باتجاه الأعلى وأحياناً كثيرة نزرعه على الأسيجة، حيث يزهر في أواخر شهر أيار زهرة بيضاء اللون زكية الرائحة، مكونة من ثمرة متطاولة خضراء فاتحة اللون ذات وبر ناعم».

من إحدى مميزاته أنه يطرد الحشرات ومنها الذباب والبرغش، هذه الخاصية لم يجدوا لها تفسيراً، ولكنهم بحكم تجربتهم الحياتية وجدوا أنهم عندما يقطعون اليقطين إلى قطع متوسطة ويضعونه في الغرف، فإن البرغش والذباب يختفي ولا يحاول الدخول إليها مجدداً

اليقطين كما تذكر نشرة وزارة الزراعة السورية من النباتات الصيفية ذات النمو السريع لا تحتاج إلى أي نوع من العناية باستثناء السقاية، وتثمر في عدة بيئات سورية بدرجات حرارة مختلفة، وينمو بعد 60 يوماً على زراعته، وهنا تتابع حديثها بالقول: «يتم تجفيف اليقطين للمؤونة بعد تقطيعه لقطع صغيرة وتجفيفه في أماكن جافة لا تصلها أشعة الشمس حتى يصبح لونه بنياً وجافاً، حيث تجف المياه فيه ثم يخزن في أوعية زجاجية أو بقماش، مع العلم أن هذا النبات تحديداً لا تقترب منه الحشرات أبداً عدا النحل الذي يمتص رحيق زهوره كغيره من النباتات وهذه ميزة لا تتوافر إلا في هذا النبات، إضافة إلى ذلك فإن هذا النبات بعد تجفيفه لا يتعفن أبدأ.

ثمرة اليقطين

ويوجد فيه فوائد عديدة ومنها غناه بفيتامينات كثيرة كفيتامين A,B وهو نبات خفيف على المعدة والجهاز الهضمي والقلب، وتصنع منه أشربة باردة في بعض الدول، بالإضافة إلى أنه يطبخ مع العديد من المواد الأخرى كاللحوم والذرة والبندورة».

تضيف: «من إحدى مميزاته أنه يطرد الحشرات ومنها الذباب والبرغش، هذه الخاصية لم يجدوا لها تفسيراً، ولكنهم بحكم تجربتهم الحياتية وجدوا أنهم عندما يقطعون اليقطين إلى قطع متوسطة ويضعونه في الغرف، فإن البرغش والذباب يختفي ولا يحاول الدخول إليها مجدداً».

زهرة اليقطين

وللبحث عن حقيقة هذه المعلومة علمياً، أشار المهندس الزراعي "قيصر ديوب" بالقول: «يحتوي اليقطين على مادة الميناثول المتطايرة والتي عند انتشارها بجزيئات صغيرة في الجو تطرد البرغش لأنها تسبب له الدوخة، وبالتالي عدم قدرته على الطيران، وهذه المادة تتواجد بتركيز عال في ثمرة اليقطين.

ويبدو أن الحشرات وبشكل خاص "البرغش" تعرف هذا الأمر بحكم حاسة الشم القوية لديها، ولذلك عندما تدخل إلى مكان مغلق وتشم الهواء فيه وتلتقط أثر هذه المادة فإنها تبادر فوراً بالهرب، ويستفيد الأهالي الذين يعيشون في مناطق مملوءة بالمستنقعات– مولدة البرغش– من هذه الحقيقة فيزرعون اليقطين قرب أطاريف الشبابيك أو يقومون بتوزيع قطع اليقطين على الشبابيك صيفاً».

يضيف: «ومع ذلك لم يتم الاستفادة من هذه الحقيقة العلمية على مستوى استثماري في تصنيع منتج طبيعي لطرد البرغش بسبب إصرار الشركات لدينا على استخدام المواد الكيماوية المؤذية للإنسان وللطبيعة، بالإضافة إلى أنه أيضاً لم يتم الاستفادة من خاصية عدم تعفن اليقطين، حيث من الممكن صناعة مواد حافظة منه».