مناخها المعتدل صيفاً والبارد والمثلج شتاءً، جمع بطبيعته الأم بين الساحل والجبل، بين دفء البحر والرمال الذهبية الناعمة لشاطئ لا يعرف التلوث..

وبين برودة الجبال المحيطة به، حيث لايستطيع الشتاء القارس أخذ هذا الجمال أو حتى السيطرة عليه، لاسيما عندما يختلط بياض الثلج الناصع مع خضرة الغار الغامق.‏

المنظر يدعك تنظر فقط وتمضي وقتك في ملاحظة المعاني الجميلة التي تكتسبها المنطقة، المكان رائع وأنا آت إلى هنا باستمرار بصحبة أصدقائي لقضاء بعض من الوقت ونشعر بحلاوة الصيف البارد كما يقال عن "كسب"

مصيف "كسب" السياحي واحد من أجمل المصايف الممتدة على شريط الساحل السوري، حيث يقع في شمال "اللاذقية" على سفح جبل "الأقرع" المتاخم للحدود السورية التركية، يرتفع عن سطح البحر 750م ضمن البلدة و900م في بعض المناطق، يبعد عن البحر الأبيض المتوسط حوالي 7 كم في رأس البسيط، ولـ "كسب" بحرها الخاص في قرية "السمراء" التي تبعد عنها 7كم، والمصيف يبعد عن "اللاذقية" حوالي 60 كم وعن شاطئ "البسيط" 14 كم وعن الحدود التركية 5 كم، وهو من النوافذ السورية الهامة على تركيا وأوروبا، حيث تبعد قرية "أوردو" التركية عن المعبر الحدودي مسافة 3 كم فقط، وعن مدينة "أنطاكية" مسافة 50 كم، والطريق إلى "كسب" دولي يشهد حركة سير وسياحة مستمرة صيفاً وشتاءً، ويعتبر من أجمل الطرق في سورية، فهو يمر عبر الغابات ومروج الأزهار البرية وأشجار الزيتون والتفاح وصولاً إلى غابات "الفرنلق" الرائعة التي تقام فيها المخيمات العديدة وتستقبل الكثير من الرحلات السياحية الترفيهية، ويتبع لمصيف "كسب" قرى عديدة "النبعين على مسافة 3 كم ـ الربوة 2كم ـ السمراء 3 كم ـ الصخرة 1 كم، الطلال 1 كم" وعدة مزارع "عين الدلبةـ الغزالةـ الشجرةـ النبع المر".‏

تبلغ مساحة البلدة 3000 هيكتار منها ألف هكتار غابات حراجية غالبيتها من أشجار الصنوبر والغار، وعدد سكانها مع القرى والمزارع 5303 نسمة شتاء وحوالي 50 ألف صيفاً، تحيط بها غابات كثيفة من أشجار الصنوبر البري والحلبي ويعتمد سكانها على الزراعة فوق المدرجات لإنتاج التفاح والعنب كما تشتهر بصناعة صابون الغار، والبلدة تضمُّ مجموعة من الفنادق والشقق المفروشة والمقاصف والمقاهي والمطاعم، ويوجد فيها بلدية ومركز ناحية ومستوصف ومركز هاتف ومركز كهرباء ووحدة مياه، ومدرسة ثانوية وأربع مدارس للتعليم الأساسي وخمسة معسكرات للكشافة، وتشتهر البلدة بزراعة التفاح بأنواعه الفاخرة، والدراق والكرمة، كما يوجد في البلدة برادات للحفظ والتبريد والتصدير، وأهم الأشجار الحراجية الصنوبر والغار الذي يدخل في صناعة الصابون على البارد ويصدر إلى العديد من الدول الآسيوية والأوروبية مثل "اليابان وقبرص واليونان وفرنسا".

وتحتوي الغابات المنتشرة بمحيط القرية "كسب" على جميع مكونات التنوع الحيوي التي تجمع بين المتعة والراحة والاستجمام والاستمتاع بالنغم العذب الذي ينساب كشدو الطيور المتنقلة على أشجار الربيع الباسقة، وفيها أماكن للسياحة الدينية حيث موقع السيدة العذراء بقرية "أسكوران" الذي يقام فيه مهرجان "العذراء" السنوي في 15 آب وعيد "العنب"، كما أنها تقع في حضن "جبل الأقرع" "كاسيوس" والذي يرتفع 1725م عن سطح البحر وهي مدينة قديمة عثر فيها على خرائب تعود إلى ما قبل الميلاد. ولقد تعرضت في أوائل القرن العشرين إلى حريق هائل أتى عليها، وأعيد تجديدها بدءاً من عام 1910.

عدسة eLatakia كانت هناك لرصد تلك المناظر الخلابة والتقت أحد المصطافين هناك حيث قال السيد "محمد كنعان" وهو زائر دائم يأتي إلى "كسب" باستمرار: «المنظر يدعك تنظر فقط وتمضي وقتك في ملاحظة المعاني الجميلة التي تكتسبها المنطقة، المكان رائع وأنا آت إلى هنا باستمرار بصحبة أصدقائي لقضاء بعض من الوقت ونشعر بحلاوة الصيف البارد كما يقال عن "كسب"».

أما الشاب "نوار حيدر" فقال لـelatakia: «كسب من المناطق الرائعة وأنا شخصياً أعتبرها المكان رقم واحد من بين المناطق السياحية، حيث الغابات والمناظر الفريدة تمنحك ما تراه ممتعاً حينما تعيشه، فالهواء النقي القادم من عبق الخضار المحيط شيء نحتاج إليه نحن سكان المدينة المكتظة بعوامل التلوث ومصادر الضجيج».