لا أحد يظن بأنه قد سبق لأحد أن انتحر من على قمتها، إلا أن الحكايات القديمة تروي عن قصص انتحار عديدة شهدتها منطقة كورنيش "اللاذقية"، وبالذات الصخرة المميزة له والتي يدعوها أهل المدينة بصخرة الانتحار.

على مدى ارتفاع متدرج ونتوءات ضخمة خارجها إلا أنها بقيت المرتع الأجمل للعديد من الناس اللذين أحبو أن يصعدوا إليها ويراقبوا من بعيد غروب الشمس وشروقها، ولا سيما أنها تمكّن الناظر من رؤية البحر بجل جماله من فوقها في صورة خلابة، هي بعض من الصخور التي تأثرت بعمليات طبيعية عدة كالحت والتعرية، ولقربها من البحر حيث أنها غدت داخله ويحيط بها الماء من أغلب جهاتها، فتبدو للرائيين كصخرة رسوبية حملت على متنها مئات من الذكريات التي ينحتها من يزورها لتكون ذكرى حميمية للأعوام القادمة.

الصخرة ومنذ صغرنا تعرف باسمها الذي هو عليه اليوم، ولكن من المؤكد أنه لم تحدث أي حادثة انتحار من هذه الصخرة، ولكن كما تعلم جرى الحديث عن العديد من الصخور المنتشرة على شواطئ المتوسط، ومنها صخرة "الروشة" في لبنان الشقيق، ومنها قد يكون اشتق عامة الناس تسميتها، فأنا ومن خلال أكثر من مئة عام ومن خلال آبائي وأجدادي لم يعرفوا لهذه الصخرة اسماً سوى اسمها الحالي

الجيولوجي "صفوان داوود" قال في حديث لـeLatakia يوم الاثنين الموافق لـ18/8/2008: «إن منطقة الكورنيش الجنوبي هي جزء من فالق كبير يندفع جزؤه الجنوبي باتجاه البحر عبر الزمن الجيولوجي ببطء شديد، وهو مكون من صخور كلسية بعضها قاس تتعرض للحت بشكل دائم من قبل الأمواج المتلاطمة، وهذا يؤدي إلى انعزال مجموعات صخرية متعددة يبتعد بعضها عن الشاطئ، ويشكل بعضها كهوفاً شاطئية بحجوم مختلفة وهذه الصخرة هي مثيل لعدد من الصخور الأخرى المتشكلة على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط "كصخرة الروشة" قبالة الشواطئ اللبنانية وصخور أخرى في منطقة "المينا البيضا" إلى الشمال من مدينة "اللاذقية"».

الحكايات التي دارت حول حقيقة هذه الصخرة كانت كثيرة، eLatakia استطلع بعضها على ألسنة من التقى بهم، فالصياد "ابراهيم زينو" وهو رجل في الستينيات من عمره قال: «الصخرة ومنذ صغرنا تعرف باسمها الذي هو عليه اليوم، ولكن من المؤكد أنه لم تحدث أي حادثة انتحار من هذه الصخرة، ولكن كما تعلم جرى الحديث عن العديد من الصخور المنتشرة على شواطئ المتوسط، ومنها صخرة "الروشة" في لبنان الشقيق، ومنها قد يكون اشتق عامة الناس تسميتها، فأنا ومن خلال أكثر من مئة عام ومن خلال آبائي وأجدادي لم يعرفوا لهذه الصخرة اسماً سوى اسمها الحالي».

أما الشاب "عبد الرحمن جانودي" قال: «المكان للقادمين إلى "اللاذقية" هو صخرة غريبة تحتل نقطة ما من كورنيش "اللاذقية" الجنوبي، فهي وبمغارتها الداخلية التي تبدو كقوس مجوف، تجتمع مع بعضها للوصول بكامل ما تحتويه إلى قمة جذورها تصل إلى عشرة أمتار بالأرض ربعها ماء، وأنا لم اقتنع بأن هناك من انتحر من ارتفاع 50م، والسبب هو أن هذه الصخرة هي معلم من معالم المدينة التي تميزها، وليست مكاناً للانتحار كما قيل ويقال، بل غدت تقليداً شعبياً ومحطة لجميع الزوار حيث يقومون بالتقاط الصور التذكارية من عليها أو من جوارها».

الصخرة التي تمكن أغلب سكان "اللاذقية" من الصعود إليها ورسم تذكار لهم على سطح صخورها، كان آخر من وقع عليها هو موقع eLatakia خلال زيارته إليها.