هناك الكثير من الأسر في مدينة "جبلة" تعمل بزراعة الحمضيات التي وصفت بالناجحة والمستقرة والمتنوعة فضلا عن أنها سوق عمل للكثيرين ممن يقومون بعملية قطاف وتوضيب ونقل وتسويق هذا المنتج، لكن تراجع أسعار ثمار الحمضيات بين موسم وآخر جعلت المزارع أمام هموم ومعاناة كثيرة كغلاء الأسمدة العضوية والمعدنية وارتفاع أسعار (صناديق النقل) وأجور اليد العاملة والنقل لاسيما بعد ارتفاع أسعار المحروقات إضافة لعدم وجود صندوق تأمين لتعويض الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية قضايا وهموم حياتية عكسها بعض المزارعين لموقع elatakia خلال جولتنا الميدانية في سوق "هال جبلة" التي قمنا بها بتاريخ (2009/2/2).

المزارع "عبد الله محمد" قال لموقعنا:

في بعض الأحيان الأسعار لا تغطي سعر التكلفة، وإذا كان هناك ربح فهو منخفض نسبياً مقابل حاجاتنا اليومية

«في بعض الأحيان الأسعار لا تغطي سعر التكلفة، وإذا كان هناك ربح فهو منخفض نسبياً مقابل حاجاتنا اليومية».

أما رسالة المزارع "مصطفى صبحي" للمعنيين فهي: «الرغبة من قبل الكثير من المزارعين بتصدير هذا المنتج خاصة وأن إنتاجنا يمتلك القدرة على المنافسة الخارجية لجودته التي يتمتع بها وتنوعه الكبير».

أما "حسن سليم مهنا" فنوّه إلى وجود: «تفاوت كبير بين السعر الذي يبيع به المزارع إنتاجه والسعر الذي يشتري به المستهلك، فالفارق يعود ريعه للوسيط لذلك أقترح دوراً للدولة بتنظيم هذه العملية خاصة وأن هذا الوسيط لا يتأثر مثلنا بارتفاع أسعار الأدوية والمبيدات فقد بعنا منتج (اليوسفي مندلينا) مثلاً بسوق الهال بـ (20-15) بينما سعره بالسوق المحلية (25-20).

من جهة ثانية أكد المهندس الزراعي "يوسف العلي" بأن: «الظروف المناخية للمحافظة ممتازة بالنسبة لزراعة الحمضيات إضافة لكون الثمار المنتجة تضاهي بجودتها ونوعيتها وطعمها أفضل الثمار المنتجة عالمياً، ولكن بالفعل الصعوبات التي يعاني منها المزارع تتكرر مع كل عام وعلى الدولة اتخاذ إجراءات مناسبة كإقامة مصانع عصائر للإنتاج الزائد ودعم مستلزمات الإنتاج الزراعي مثل "الأدوية والمبيدات" التي تتفاوت أسعارها بين عام وآخر، وأحيانا تصل أسعارها إلى الضعف، وبذلك يكون أي إجراء متخذ بمثابة سند للمزارع الذي يعاني في بعض المواسم من قلة تساقط الأمطار وبالتالي يشكل هذا الأمرعائقا إضافيا بالنسبة للتكاليف».