ما إن تزيد مياه البحيرة المتجمعة خلف سد "16 تشرين" الواقع على بعد يقارب 20 كم عن مدينة "اللاذقية"، حتى تبدأ فتحة تشكل قمعا دائريا بتصريف تلك المياه الزائدة بشكل تلقائي...تلك الحادثة أثارت إعجاب الزائرين للسد، حيث ترتبط زيارة البحيرة بجولة لا بد منها لمشاهدة تلك الحادثة التي لا يتثنى للناس مشاهدتها بشكل دائم بل يرتبط ذلك بأيام محدودة من العام، الذي تكون فيه نسبة الهاطل المطري جيدة، مما يتسبب بارتفاع منسوب المياه في البحيرة إلى مستوى تفيض به عن الحجم المطلوب.

يقف الزوار أمام مشهد تساقط المياه مأخوذين بروعته إذ تنحدر المياه على شكل شلال ذي محيط دائري، تسقط في قعر قمع عميق بارتفاع يقارب الأربعين متراً، محدثة ضجيجاً يبعث الرهبة في النفوس، ويساعد على مشاهدة ذلك المشهد وجود معبر على شكل جسر يمتد من جسم السد باتجاه أعلى الفوهة مما يؤمن لمن يمتلك الجرأة مشاهدة تلك الحادثة بدرجة عالية من الأمان.

جسم السد مفتوح للزوار المشاة بشكل دائم، وهو مكان جميل محاط بمشاهد طبيعية خلابة يمكن الاستفادة منها واستثمارها سياحياً، هو أمر تشجع إدارة السد عليه وتدعمه كما أن البحيرة بمساحتها الواسعة هي خامة خصبة للاستثمار السياحي

elatakia زارت مديرية الموارد المائية في "اللاذقية" والتقت المهندس "بسام عبدالله هيفا" مدير المنشأة الذي حدثنا عن نظام التصريف في ذلك السد قائلاً:

مشهد المياه المتدفقة في بؤرة القمع

«إن سد 16 تشرين هو سد ركامي بطول 915 متر، وارتفاع أعظمي يبلغ 52 متر، وقد بدأ الاستثمار بهذه المنشأة في العامين 1987م والعام 1988م

يبلغ منسوب قمة السد 81.65 متراً، لكن المجال المسموح لتزايد الماء في البحيرة يقع بين منسوب 74.65م ومستوى 75.95م وبالتالي فإن كل زيادة في تلك النسبة يتم التخلص منها بطرق مختلفة..

بعض الزوار يشاهدون تدفق الماء

أما قمع التصريف هذا فهو يقوم بتصريف المياه الفائضة بالبحيرة ابتداءً من منسوب 74.65متراً حيث تتساوى قمة القمع مع منسوب المياه في البحيرة، وكل زيادة في ذلك المنسوب تعني أن المياه ستبدأ بالتساقط ضمن هذا القمع مباشرة.

هذه العملية هي جزء من نظام "إملاء وتمرير الفيضانات في البحيرة" الذي يشمل أيضاً فتح بوابات قناة المفيض على مراحل ترتبط بتزايد ذلك المنسوب.

الجسر المؤدي الى اعلى القمع

يضمن هذا النظام تصريفاً آمناً للمياه الزائدة عن حجم التخزين الطبيعي للسد، ويحدث ذلك بدقة عالية ومتابعة مباشرة مرتبطة بمحطة ارصاد جوية تؤمن المعلومات اللازمة عن نسبة الهطول المطري.

وبالعودة لقمع التصريف فهو شكل اسطواني، يتسع في جزئه العلوي بنصف قطر يساوي 10.6 متر عند الشفة العليا وهو قادر على تصريف يصل إلى 30 متراً مكعباً في الثانية تتساقط فيه المياه بعمق يصل الى 40 متراً، حيث تجر المياه بعدها إلى مجرى النهر القديم وقنوات الري».

وفي سؤال عن إمكانية استخدام منشأة السد للسياحة أشار المهندس "هيفا" إلى أن «جسم السد مفتوح للزوار المشاة بشكل دائم، وهو مكان جميل محاط بمشاهد طبيعية خلابة يمكن الاستفادة منها واستثمارها سياحياً، هو أمر تشجع إدارة السد عليه وتدعمه كما أن البحيرة بمساحتها الواسعة هي خامة خصبة للاستثمار السياحي».