من على كهف حجري طبيعيٍ شاهق تنساب مياه شلالات "وادي القلع" الدافئة وتنهمر على صخرة ضخمة فرض عليها الحت المائي شكلها المدبب ومنها تتدرج مياه الشلال إلى وادي مملوءٍ بالأشجار العملاقة تسير فيه المياه بهدوء بين الأشجار حتى تصل إلى نهر القرية ومنه إلى البحر.

الوصول إلى الشلال يعني السير على طريق جبلي طويل بدايته مدينة "جبلة" ونهايته كهف حجري في قرية "وادي القلع" تمر تلك الطريق في قلب الكهف فيكون الشلال على اليمين وجوف الكهف من الشمال في مشهد يصفه زوار المنطقة بالمذهل.

هذه المنطقة المحيطة بقرية "وادي القلع" تعج بمشاهد البصربية الجميلة؛ كقلعة "المينقة" وهذه الشلالات، والوقوف تحت الكهف ومراقبة الشلال أمر لا تجده إلى في برامج الأطفال أما أن تجده في الحقيقة فهذا نادر؛ ورغم شح مياه الشلال إلا أنه يتمتع بعظمة لا مثيل لها ومجرد النظر له من بعيد يجعل الدهشة تغمرك فكيف إذا مررت من تحته عبر الكهف

موقع "eSyria" زار الشلال "وادي القلع" بتاريخ "1/12/2010" الذي ينحدر من قرية "وادي القلع" المبتعدة عن مدينة "جبلة" لحوالي /35/ كم والتقى السيد "أحمد خزندار"- أحد زوار الشلال- والذي تحدث عن سبب زيارته بالقول: «هذه المنطقة المحيطة بقرية "وادي القلع" تعج بمشاهد البصربية الجميلة؛ كقلعة "المينقة" وهذه الشلالات، والوقوف تحت الكهف ومراقبة الشلال أمر لا تجده إلى في برامج الأطفال أما أن تجده في الحقيقة فهذا نادر؛ ورغم شح مياه الشلال إلا أنه يتمتع بعظمة لا مثيل لها ومجرد النظر له من بعيد يجعل الدهشة تغمرك فكيف إذا مررت من تحته عبر الكهف».

المهندس "حسن شعبان" رئيس بلدية قرية "وادي القلع" تحدث عن منابع "شلالات وادي القلع"، وبدأ بالقول: «مياه الشلال تنبع من عدة ينابع أهمها "نبع العسل" و"نبع ظهر الشقيف" وهي ينابع تلتقي مع بعضها البعض على ظهر الكهف ومنه تنحدر إلى الصخرة ومن ثم إلى الوادي حيث تلتقي هناك مع مجرى الساقية ليكملا الطريق سويةً إلى النهر الذي يصب في البحر.

في السنوات السابقة كانت مياه الشلال أكثر غزارةً على مدار العام أما في هذه المرحلة فقد شحت المياه بسبب انحباس المطر وتغير الظروف الجوية في المنطقة، وخاصة في فصل الصيف».

"أحمد خزندار"

السيد "عبد الرحيم حيدر" من أهالي قرية "وادي القلع" أشار إلى أن الشلال كان في السابق مكاناً لاستحمام شبان القرية، وأضاف: «تزداد قوة مياه الشلال في أشهر "كانون الأول، كانون الثاتي، شباط، آذار، نيسان" لتبدأ بعدها بالشح تدريجياً بسبب قلة الأمطار واستخدام مياه الينابيع التي تغذي الشلال في سقاية الأراضي الزراعية القريبة من مجاري الينابيع.

يتميز الشلال بمياهه الدافئة شتاءً والباردة صيفاً لذا فهو كان يستخدم حماماً لشبان القرية وظل مستخدماً حتى تسعينيات القرن الماضي».

المختار "أمين يوسف"

يحيط بالشلال منطقة خضراء طبيعية من كل الاتجاهات وخصوصاً الجهة التي ينحدر نحوها الشلال فهذه المنطقة ترتفع فيها أشجار متعددة الأنواع حدثنا عنها مختار القرية "وادي القلع" السيد "أمين يوسف" قائلاً: «المنطقة المحيطة بالشلال أشبه بجنةٍ طبيعية قائمة بحد ذاتها فأشجار "الحور والبطم والجوز والدلب" تحيط بالمنطقة وأعشاب "العليق" تتدلى مع مياه الشلال بطريقة تختلط فيها مياه الشلال مع أعشاب الأرض.

الأشجار المنتشرة في المنطقة كانت ذات فائدة دائمة لأهل القرية فهم كانوا يستخدمونها في بناء البيوت فأشجار "الدلب والحور" كانت تنشر ويتم وضعها كجسر للمنزل يمتد في الوسط من الجدار إلى الجدار المقابل، ومن ثم يتم ربط الجسور بوصلات خشبية مقطعة تسمى "قصعة"، ولا تنتهي الفائدة عند الأشجار فعشبة البلان كانت أيضاً تستخدم بعد أن يتم تكبيسها بواسطة الأقدام ليتم بعد ذلك فرشها على مساحة السقف ومن ثم يتم وضع التراب الأبيض ورشه بالماء ودحله بواسطة مدحلة حجرية صغيرة ليأتي بعد ذلك دور "التبن الخشن" الذي يوضع فوق التراب ليصبح بذلك السقف جاهزاً لا ينفذ منه الماء وهو يحتاج صيانة كل /3/ أو /4/ سنوات».

لم تتوقف فائدة الشلال عند ناحية واحدة أو ناحيتين، بل تعدت ذلك لتتحول إلى فائدة صناعية من خلال كهف الشلال الذي استخدم سابقاً في صناعة الحرير هذه الصناعة التي حدثنا عنها السيد "إبراهيم المشتية" قائلاً: «قبل سنوات كانت "تربية دودة القز" رائجة في القرية وكان كهف الشلال المكان الذي يتم فيه صناعة الحرير حيث كانت توزع فيه دواليب حل الحرير بشكل طولاني، ويتم حل شرنقة دودة القز بعد أن يسخنوا الماء ويضعوا الشرانق فيه ومن ثم يرفعونها ويعلقونها بالدواليب لكي يتم لف الخيوط التي يصنع منها فيما بعد مناديل النساء وغير ذلك الكثير من الأشياء».