المجوز من الآلات الموسيقية النفخية التي فاقت شهرتها جميع الآلات الموسيقية الأخرى في "الجولان"، وهو معروف في البلدان المجاورة بأسماء منها "الزمر" و"المطبق" و"المطبج". ويقول الأستاذ "عبد الله ذياب الحسن" الباحث في التراث الشعبي "الجولاني" لموقع eQunaytra:

«إن العزف على آلة المجوز يثير حالة من الطرب لدى الإنسان الريفي والبدوي على حد سواء في "الجولان" لا يمكن لأية آلة موسيقية أخرى أن تثيرها، والمجوز من الآلات الموسيقية القديمة وقد ورد ذكرها في الشعر العربي في العصر العباسي حيث يقول الشاعر:

المجوز هو الأداة الموسيقية الرئيسية في الأعراس الجولانية ولا يقام عرس جولاني إلا بوجود آلة المجوز وعازفها، لأنه أول آلة موسيقية عرفها الجولانيون، وهي مهنة وراثية حيث تعلمت العزف على آلة المجوز من والدي، وأنا أمارس العزف عليها منذ /30/ عاما وأشارك في كافة الأعراس والحفلات الجولانية

"وأوحش المزمار من صوته / فما له بعدك تغريد

الأستاذ عبد الله ذياب الحسن"

من للمزامير وعيدانها / وعامر اللذات مفقود"

ويعود الفضل في المحافظة على آلة المجوز وغيرها من الآلات الموسيقية التراثية للرعاة لأنهم أكثر الناس اهتماماً بها فهم يقضون طوال النهار في المشي المستمر ولا يجدون ما يخفف عنهم معاناة التعب إلا الموسيقا والغناء ومعروف عن الرعاة أنهم يسوقون أغنامهم بطريقة عجيبة على آلاتهم الموسيقية وكل قطيع من الماشية يستجيب لعزف راعيه فقط، فلو اجتمع راعيان واختلطت أغنامهم ثم أراد كل منهما أن يسوق أغنامه فما عليه إلا أن يبتعد عن الأغنام وهو يعزف على آلته الموسيقية فتتبعه أغنامه التي تتنحى عن القطيع المختلط».

السيد "جاسم الهتيمي"

وتابع "الحسن" حديثه في نفس السياق بالقول: «إن آله المجوز هي الآلة النفخية الأولى وبلا منافس فعندما يحضر عازف المجوز يتنحى جانباً عازفو الشبابة والأرغول ليصدح المجوز ويلهب الدبكة بالرقص والحماس، وصناعة المجوز صناعة فردية وهي نتيجة اجتهاد شخصي يقوم به بعض الأشخاص، وهي من الصناعات اليدوية التي لم تأخذ الصفة التجارية حتى اليوم إلا على نطاق واسع وإن صناعة المجوز ستستمر لأنه يعشش في ضمير الناس ووجدانهم وكما هو معروف فإن عازف المجوز غالباً ما يورث هذا التراث لشخص واحد على الأقل».

وعن أجزاء المجوز يقول "الحسن": «تتألف آلة المجوز من البنيتان وتصنعان من القصب وكل منهما مغلقة من إحدى نهايتيها وطول الواحدة منها يتراوح ما بين /5-7/سم ويبلغ القطر الخارجي للواحدة منهما /8/مم، والعزابيتان وهما أنبوبتان من القصب بطول /8/سم وبقطر /8/مم وتدخلان في الإماية والدواية، كذلك الإمايتان وهما أنبوبتان من القصب أو المعدن الألمنيوم طول الواحدة منهما يتراوح ما بين /26-28/سم وبقطر داخلي ما بين /10-12/مم وعلى كل من الإمايتين ستة ثقوب قطر الواحد منها /6-7/مم وكل ثقب يبعد عن الذي يليه /3/سم وتكون الثقوب على الإمايتين متوازية ويبدأ الثقب الأول من كل الإمايتين على بعد /3/سم من نهاية كل منهما، والردادتان وهما الطول الباقي من الإمايتين ابتداءً من نهاية الثقب الأخير وحتى نهاية كل من الإمايتين ويبلغ طول كل منهما من /8-9/سم».

"البنيتان" في آلة المجوز

وحول أنواع العزف على المجوز قال "الحسن": «"الطبُ" وهو أن يضع العازف أصابعه الست على ثقوب المجوز وكل إصبع تسد ثقبين متوازيين ويبدأ بتحريك الأصابع حسب ما يتطلبه اللحن، و"النقر" وهو الطريقة التي يتفنن العازف بها إذ تسد إحدى الأصابع المتحركة ثقباً دون أن تسد الذي يقابله في القصبة الموازية وكل إصبع من أصابع اليدين مرشحة للنقر وذلك حسب مقدرة العازف وتختلف القدرة من عازف إلى آخر والعازف الحاذق يجعل صوت المجوز قريباً إلى حد ما من صوت الأرغول».

وذكر "الحسن": «أن الأساس في العزف على آلة المجوز أن يكون ارتجالياً فتتوالد منه ألحان جديدة وقد يأتينا العازف القديم بنفخة فريدة قد لا تعاد مرة أخرى فهو دائماً في توالد مستمر للألحان على خلاف النسخ الكربونية للعازفين الجدد، ولقد كثر في الآونة الأخيرة العازفون على آلة المجوز وتجاوز بعضهم التراث فعزفوا ألحاناً أساءت كثيراً إلى هذه الآلة الموسيقية الحساسة وغابت ألحان ونغمات نسيها الناس».

السيد "جاسم محمد الهتيمي" عازف مجوز من "الجولان" يقول: «المجوز هو الأداة الموسيقية الرئيسية في الأعراس الجولانية ولا يقام عرس جولاني إلا بوجود آلة المجوز وعازفها، لأنه أول آلة موسيقية عرفها الجولانيون، وهي مهنة وراثية حيث تعلمت العزف على آلة المجوز من والدي، وأنا أمارس العزف عليها منذ /30/ عاما وأشارك في كافة الأعراس والحفلات الجولانية ».