مشروب المتة الساخن هذا الصنف الحديث من المشروبات العصرية غزا بيوتنا وانتشر بشكل واسع ليصبح من أهم أنواع المشروبات التي تقدم للضيوف والزائرين في مجالسنا وسهراتنا الخاصة والعامة، والمتة معلبة

في علب ورقية وبألوان وأشكال معروفة ومتنوعة واتخذت لها اسماء كثيرة منها: الخارطة– بيبورين– الخريطة– الترغواي.. أما مصدرها واصلها فهي وعلى ذمة الراوي من الأرجنتين، والبعض يقول إننا أصبحنا نحضرها في سورية.

وعن طريقة إعداد وتحضير مشروب المتة فهي اقرب الى الزهورات إذ يكفي تسخين الماء لدرجة معينة ووضع القليل من خلطة أو عشبه المتة في كأس صغيرة مع مصاصة وإضافة السكر ولا بأس ببعض حبات الهبل التي تعطي المتة نكهة طيبة ومميزة.

المته مشروب المحبة

وتختلف عادة شرب المتة من منطقة الى أخرى. ففي مناطق جبل الشيخ والسويداء وبعض قرى ريف دمشق تشرب بشكل جماعي وبنفس الكأس دليل على المحبة والتساوي بين الناس على حسب رأيهم، أما في مناطق الساحل السوري والقلمون ودمشق وحمص فيشرب كل شخص من كأسه الخاص به مع احتفاظ كل شخص بمصاصته الخاصة به في جيبه أينما حل واستقر به المطاف.

وبفضل الانتشار الواسع لعادة شرب المتة بين الناس أصبح للمتة قيمة معنوية، وفُضلت على باقي أصناف الضيافة المقدمة، لدرجة وصلت فيها الأمور بأنك مهما قدمت لضيوفك وزوارك من أنواع المشروبات والفاكهة وحتى القهوة ولم تقدم لهم كأس الواجب السيدة المتة، فكأنك لم تضيفهم شيئاً، فهل وصلت صاحبة القدر والرفعة المتة الى هذه الدرجة لتصبح منافسة للقهوة؟

يحضرني في هذا السياق هذه القصة الطريفة: في إحدى السهرات وبعدما قدم صاحب المنزل معظم أنواع المشروبات والفاكهة لزواره ونسي أن يقدم لهم المتة وكان صاحب البيت شيخا معروفا، سأله احد الحاضرين يا شيخنا هل المتة حرام؟

فأجاب الشيخ صاحب البيت بالتأكيد لا، فتابع الضيف: إذاً لماذا ما ضيفتنا مته؟.

ومن شدة اهتمام ربات المنازل بتقديم واجب ضيافة المته، انعكس في حرصهن الشديد على شراء أفضل الأدوات والمعدات المعروفة باسم- العدة- التي تحضر بها المته ومن هذه الأنواع والأصناف: الأدوات الخشبية والستانلس ستيل والاوني الفخارية وآخرها الأواني الزجاجية، والتي تندرج بدورها على نوع الإبريق الذي يجب أن يتطابق مع نوع العدة، وبالتالي تجد ابريق الستانلس والخشب وآخرها إبريق الزجاج.

واليوم أصبحت أدوات المته من أساسيات تجهيزات العرائس في مناطق جبل الشيخ والسويداء، وغالبا ما تجد العروس قد اشترت العدة أو يقدمها لها احد الأقارب أو الصديقات بما في ذلك الغاز والتي تغلف بأطباق من النايلون الشفاف وتحملها الصبايا فوق الأكف ليشاهدها المدعوون وخاصة المدعوات.