«كعادتها في كل عام، ومع اقتراب حلول العيد، تنقلب شوارع "القنيطرة" الى مركز تسوق تجاري شعبي، ويزداد إقبال الناس على المحلات لشراء حاجيات العيد للأطفال».

بحسب رأي السيد "أبو عبدو" صاحب محلات "العبد" للألبسة الولادية والنسائية، في بلدة "عرطوز"، في حديث لموقع eQunaytra (يوم الثلاثاء 29/9/2008) مضيفاً: «حال الشارع اليوم، يعكس الصورة الحقيقية لقدرة المواطن الشرائية، كما يعكس في نفس الوقت، حال التجار الذين خابت آمالهم في زيادة الغلة، نظراً للحالة الاقتصادية التي يمر بها المواطن، جراء احتياجات شهر آب، من إعداد مونة البيت، وشراء احتياجات الأولاد المدرسية، ومصروف العيد، والعيدية. الحركة الشرائية في عيد العام الماضي، كانت أفضل بكثير عما هي عليه اليوم، لغاية عصر اليوم لم نكن نشعر بقدوم العيد، جراء قلة الزبائن الذين يدخلون الى المحل، مع العلم أننا نبيع بسعر الجملة للمواطن، الوضع في هذا العيد اقل حركة، لان أغلبية الناس لجأت الى العربات لشراء أنواع الألبسة لأولادهم، بعد عمليات مراوحة للتسوق بين المحلات والبسطات، لخلق حالة من التوازن في الشراء وفي مواصفات السلعة، وفي قدرته الشرائية، حيث نبيع الطقم الولادي بسعر يتراوح بين 550 ليرة سورية و1500 ليرة سورية للنوعية الممتازة، في حين يباع الطقم الولادي ذو النوعية المتوسطة، بسعر لا يقل عن 1250 ليرة سورية، وأكثر ما نصادفه هذا العام طلب الكثير من الزبائن الذين نعرفهم، ويترددون على محلنا، الاستدانة لبعد العيد، حتى يتمكنوا من شراء بعض حاجيات العيد من حلويات العيد وبعض الهدايا للأولاد والأهل».

سوف احتفظ بالقميص والبنطال والحذاء الجديد، الى أول يوم العيد، حيث سأخرج لمعايدة أهلي ومن ثم اللعب مع الأصدقاء والأطفال في الحارة، ومن ثم سأقوم بزيارة حديقة الألعاب، لممارسة ألعابي المفضلة في اللعب على المراجيح، والزحليطه، برفقة إخوتي ووالدي، الذي وعدني أنا وإخوتي أن يأخذنا الى حديقة "الجلاء" خلال أيام العيد

eQunaytra التقى العديد من الناس في سوق "عرطوز".

حسن مسعود

السيد "حسن مسعود" قال: «قررت المجيء الى سوق البلدة نظراً لرخص أسعاره مقارنة مع المحلات في مدينة "دمشق"، وقد حاولت قدر الإمكان التركيز على شراء الأشياء والأغراض الاساسية، مثل الحلويات وألبسة الأطفال، التي ازدادت أسعارها بشكل جنوني، وقد حاولت شراء الكنزات والقمصان، بدلاً من البنطال وفي هذا سيبدو الطفل بمظهر جميل، فسعر الكنزة المتوسطة 250 ليرة سورية، وشراء أربع قطع منها، او أكثر من ذلك يعني صرف مبلغ يزيد على 1000 ل.س. بينما لو اضطر رب الأسرة العادية لشراء ألبسة لأولاده، ناهيك عن شراء بنطال بسعر لا يقل عن 300 ليرة سورية، وهذه الكلفة بمعزل عن شراء الأحذية، تزيد على ألف ليرة سورية للطفل الواحد، وهي فعلاً غير متوافرة للبعض منا».

السيد "محمود الذيب" عبر عن فرحه بقرب عيد الفطر السعيد، قائلاً: «كل عام وجميع الناس بخير، أعاده الله على الجميع بالخير والصحة والعافية، لا يخفى على احد أن الجميع ينتظر قدوم العيد، من أطفال وتجار وأصحاب محلات وبسطات، ولكن يبقى هناك دور هام لدوريات التموين وحماية المستهلك، يجب أن تمارسه من خلال مراقبة السوق والتأكيد على معقولية الأسعار، وان تتناسب هذه الأسعار مع نوعية وجودة السلعة، لأن التجار في مثل هذه الظروف يستغلون احتياجات الناس، وعلى الأخص الأطفال، فتجد ارتفاع أسعار كل ما يتعلق بالطفولة، أما بالنسبة لأسعار المواد الغذائية مثل اللحوم، فحدث ولا حرج، حيث تراوح سعر كيلو لحمة العجل، على سبيل المثال بين 350 و400 ليرة سورية، ولحم الغنم وصلت الى أكثر من 500 ليرة سورية، بينما حلق سعر كيلو لحم الفروج المذبوح الى سعر 155 ل.س.

رولا محمد وشوكولا العيد

وبالنسبة لحلويات العيد فقد اكتفيت بشراء القليل منها، مثل أصابع الست، والبرازق والغريبه، والهريسة، نظرا لغلاء أسعار الحلويات الاخرىمثل شرحات الفستق والبلورية والشوكولا».

بدورها أوضحت السيدة "رولا محمد" التي تعمل موظفة، بأنها اكتفت بشراء ألبسة الأطفال والبزورات واللحمة من السوق، وأضافت قائلة: «جئت الى السوق من اجل شراء الشوكولا بأنواعها، لأنها بالنسبة لي لا يمكن أن يمر العيد من دون، أن أزين حلويات العيد بها، وبالنسبة لموضوع حلويات العيد، فقد اعتدت منذ وقت ليس بالقليل على صنعها في البيت، بمساعدة أهلي وأخواتي، حيث اعمل على تصنيع المعمول والبرازق والغريبه، والهريسة والعوامة، وكعك العيد في المنزل، وبكميات كبيرة تكفي الى ما بعد العيد بأيام، وهذا العمل يوفر الكثير من المال، إضافة الى أن صنع حلويات العيد، يعد تقليداً جميلاً نمارسه في حياتنا، وهو احد أوجه الاحتفال بالعيد، خصوصاً لمة الأهل واجتماع النساء حول المعمول، أمام الفرن، طوال يوم كامل يعدون خلاله ما لذ وطاب من كعك وحلويات العيد، وهذه اللمّة للصبايا تزينها أحاديث النسوة، التي تتنوع بين الزواج والغرام والعشق، والعديد من الأمور التي تتعلق بحياتنا اليومية».

ابو عبدو

الطفل "محمد" وشقيقه "رامي" لم يخفيا فرحتهما بالألبسة الجديدة التي اشتراها لهما والدهما، وعبر "محمد" عن فرحه قائلاً: «سوف احتفظ بالقميص والبنطال والحذاء الجديد، الى أول يوم العيد، حيث سأخرج لمعايدة أهلي ومن ثم اللعب مع الأصدقاء والأطفال في الحارة، ومن ثم سأقوم بزيارة حديقة الألعاب، لممارسة ألعابي المفضلة في اللعب على المراجيح، والزحليطه، برفقة إخوتي ووالدي، الذي وعدني أنا وإخوتي أن يأخذنا الى حديقة "الجلاء" خلال أيام العيد».

وفي جولة الى سوق "البلدية" المجاور للشارع العام، في بلدة "عرطوز"، فلا تكاد تصل على مقربة منه، حتى تصل الى أذنيك أصوات الباعة، التي يطلقها أصحاب المحلات والدكاكين والبسطات: (ألبسة أطفال، القميص بس 100 ليرة سورية والكنزة 150، أي قطعة وأي لعبة بس ثمنها 150 ليرة).

السيد "معن العبد" صاحب محل لبيع ألبسة الأطفال يقول: «كثرة البسطات وتدني أسعارها بالنظر الى نوعيتها، هذا الأمر جعلنا نخفض أسعارنا، ونتبع بأسلوب التنزيلات، على العيد لعل ذلك يجد نفعاً، خصوصاً أن الناس يقبلون على البسطات بالنظر الى أسعارها، وهم معذورون في ذلك، لان الجميع يريد أن يعيد ولكن الأمور المادية تكاد لا تسعف أغلبية الناس، وبالتالي تجد الناس يقبلون على شراء ما تيسر لأطفالهم، بما يتناسب مع إمكاناتهم المادية، ولكن تبقى حركة البيع جيدة، ورمضان كريم والله أكرم، العيد بيمر مرة بالسنة، الطفل لا يعرف إذا كان هذا الغرض غال أم رخيص، المهم بنظره أن يشتري لباس العيد والهدية التي وعده به أهله، ونحن نحاول كسر الأسعار بأقل كلفة ممكنة، لان حركة البيع برأيي تتحرك في هذه الأيام ومن بعدها تتوقف الحركة، وبالنسبة لي فقناعتي هي، بيع كثير واربح قليل».