«اعتاد أهل الفتاة المقبلة على الزواج، القيام بجملة من التحضيرات التي تسبق ليلة العرس، ومنها ما يعرف بجهاز العروس، الذي يتضمن المفروشات والهدايا المتنوعة».

بحسب كلام السيد "سلمان علي" من أهالي قرية حرفا في حديث لموقع eQunaytra (يوم الاثنين 14/1/2009) والذي أضاف: «يعد جهاز العروس هدية رمزية من الأهل تجاه ابنتهم، في محاولة منهم لمساعدة الفتاة والشاب، المقبلين على الزواج، ولو بشكل بسيط من خلال بعض المفروشات والأغراض التي تستخدمها في منزلها الجديد.

من الجميل أن يدخل المرء الى بيت الزوجية وكل ما فيه يشع بالحياة والألوان، خصوصا تلك الأجواء الجميلة التي تضفيها باقات الزهور والورود وهدايا المناظر الجدارية، فتدخل الى المنزل وكأنك تعيش أجواء السندباد، فكل ما في المنزل يشع بالحياة والبهجة والفرح

وهذا يصب في تأسيس منزل صغير، يحتوي على الكثير من الأساسيات التي يحتاجها الإنسان عند الانتقال الى منزل جديد، مثل الفرشات والسجاد وبعض أدوات المطبخ. تكاد تكون كلفة جهاز العروس في كل الأعراس واحدة، من حيث تكلفة إعداد الفرشات والأقمشة والسجاد، ولكن تبقى هناك بعض الفروقات الصغيرة التي تعود الى رغبة الأهل في زيادة بعض الأشياء او الهدايا لابنتهم.

اياد زهر

ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن تقل قيمة جهاز العروس 25 ألف ليرة سورية، ويمكن أن تصل الى أكثر من الأربعين ألفاً، وهذا يعود أمره الى الحالة المادية لأهل الفتاة، ولكن هناك أمور أساسية لا يمكن تجاهلها او تجاوزها، لا بد أن يتمتع بها جهاز العروس».

السيد "يوسف صالح" يقول: «جهاز العروس، عربون محبة ووفاء يقدم من الأهل الى ابنتهم، وهو شكل من أشكال إحساس الأهل بأهمية مساعدة الفتاة في تأسيس مرحلة جديدة في حياتها الزوجية. وفي هذا المجال يحرص الأهل على شراء مجموعة من فرشات الإسفنج، والسجاد والمساند والتكايات وغيرها من المفروشات الضرورية في المنزل، إضافة الى شراء بعض الأدوات الكهربائية والمنزلية.

محمد علي

وهذا يساهم بالحد الأدنى في تأسيس غرفة للجلوس والضيوف، إضافة الى تأسيس مطبخ يحتوي على معظم الأدوات الضرورية، لتهيئة الأرضية المناسبة لقيام مطبخ او غرفة طعام تلبي احتياجات البيت الجديد. وكثيراً ما يسهم جهاز العروس، بتوفير الكثير من المال والمصروفات في شراء المفروشات والأدوات المنزلية والمطبخية، ليلتفت الشاب والفتاة لاستكمال بعض الأشياء الضرورية الأخرى».

الشاب "إياد زهر" يصف جهاز العروس، بالهدية الثمينة من الأهل وأصدقاء العروس، ويضيف: «لا يستطيع الشاب في هذه الأيام بالقيام ببناء منزل الزوجية وتجهيزه بكافة الأشياء الضرورية من المفروشات والأدوات الكهربائية، وبالتالي يأتي جهاز العروس، شكل من تعاون العروس مع عريسها، في بناء بيت الزوجية الجديد، الذي يحتاج الى كل صغيرة وكبيرة.

جهاز العروس وموكب العروس

فالشاب أصبح يعرف الكثير من التفاصيل التي يحتوي عليها جهاز العروس، ومن هنا يضع في حساباته التفكير في شراء أشياء وأدوات أخرى، او على الأقل استكمال كسوة البيت وفرشه بالحد الأدنى من الأشياء الاساسية التي تلزم أي منزل جديد».

العروس "نظيرة علي" تعبر عن سعادتها وسرورها بمجمل الهدايا التي اشتراها لها الأهل، إضافة الى الكثير من الهدايا التي تقدمها لها صديقاتها وتضيف: «جهاز العروس هو مجموعة من الهدايا المتنوعة، المقدمة من قبل الأهل، إضافة التي مجموعة الهدايا التي تقدمها الصبايا للفتاة القادمة على الزواج، وهي تعد سلفه ودين وعلى العروس أن تبادر الى سداد هذه الهدايا للصبايا والصديقات، عند زواج احدى الصديقات في المستقبل.

وقد اعتدنا في القرية على زيارة كل صبية قادمة على الزواج، ونحمل معنا بعض الهدايا المتنوعة، التي قد تشمل على بعض الأواني المنزلية او أدوات المطبخ، وباقات الورود والزهور وغيرها الكثير من الهدايا، التي تعود نوعيتها وقيمتها بحسب رغبة الفتاة، او حتى بحسب درجة القربى من العروس. وهنا قد تختلف قيمة الهدية المقدمة من قبل أخوات العريس او العروس، وتكون على الأغلب ذات قيمة ثمينة».

الشابة "إقبال علي" تعرب عن مدى أهمية جهاز العروس، والأهمية تكمن ليس في قيمة الهدايا او سواها، بقدر ما هي دليل على مشاركة الأهل والصديقات للفتاة، وتعبيراً عن المحبة والمودة التي تربط أهل القرية بعضهم البعض.

وتضيف: «درجت العادة في القرية، على أن تقوم الصبايا بإحضار الهدايا قبل يوم او أكثر من ليلة العرس، حتى تتمكن العروس من توضيب الهدايا بشكل جميل وأنيق يليق بالمناسبة. تصل ذروة إحضار الهدايا قبل يوم من العرس، حيث تقوم العروس بدعوة الأهل والصديقات وبنات القرية والجيران، لتناول مأدبة عشاء العروس، حيث تأتي كل فتاة حاملة هديتها معها.

وهنا تقوم بعض رفيقات العروس او أخواتها، باستلام الهدايا وتسجيل أسماء الصبايا اللواتي شاركن العروس فرحتها، ونوع الهدية التي تقدمها كل واحدة منهن. من اجل رد الجميل من قبل العروس عند زواج الفتاة. وبالمقابل تكتب كل فتاة اسمها او اسم عائلتها على الهدية التي تقدمها.

وبعد الانتهاء من طعام العشاء، تقوم بعض الصبايا والشباب المقربين من العروس، بمهمة توضيب الهدايا وفق أشكال جميلة تليق بالمناسبة، وترتيبها بشكل يسهل نقلها أثناء خروج العروس من بيت أهلها. وفي يوم زفاف العروس تقوم الصبايا والشباب بنقل الهدايا وتحميلها في سيارة خاصة لذلك، ويتم نقل جهاز العروس وفق طقوس ومراسم جميلة، يتخللها غناء الصبايا ببعض الأغاني والأهازيج الشعبية الجميلة، التي تعبر عن هذه المناسبة.

بعد خروج العروس من منزل أهلها، تسير سيارة جهاز العروس في موكب العرس، وعند وصول الموكب الى منزل العريس، تقوم الصبايا بمساعدة الشباب بتنزيل الجهاز الى بيت العريس، ووضع الهدايا وترتيب المفروشات، بمساعدة أخوات العريس».

الشاب "محمد علي" يشير الى أن مهمة نقل بعض المفروشات الأشياء الثقيلة تنحصر في عمل الشباب. حيث لا تقدر على ذلك الصبايا، مثل نقل السجاد والفرشات والأدوات الزجاجية الثقيلة، وبالتالي تجد الجميع يتشارك في الفرحة، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على المحبة والروابط الاجتماعية. التي ما زالت تربط بين الأهالي في القرى والأرياف.

ويقول: «من الجميل أن يدخل المرء الى بيت الزوجية وكل ما فيه يشع بالحياة والألوان، خصوصا تلك الأجواء الجميلة التي تضفيها باقات الزهور والورود وهدايا المناظر الجدارية، فتدخل الى المنزل وكأنك تعيش أجواء السندباد، فكل ما في المنزل يشع بالحياة والبهجة والفرح».