«أول تواجد لعشيرة "العجارمة" بمنطقة الجولان كان حوالي عام 1720م، وتضم مجموعة من الناس توحدهم رابطة الدم، وتنتشر "عشيرة العجارمة" بالعديد من أقطار الوطن العربي كسورية ولبنان والأردن وفلسطين والسعودية والكويت ومصرو ليبيا».

هذا ما بدأ به الشيخ "زعل ناصر السلوم" شيخ "عشيرة العجارمة" بسورية حديثه لموقع eQnuatyra، وعن عشيرته وحسبها ونسبها وتاريخ وصولها إلى منطقة الجولان تابع قائلاً: «عاش العجارمة بالجولان منذ ثلاثة قرون، ينحدر نسبهم من "المهدي" من "طريف" من "عبيدة" من "جذام" من "كهلان" من "قحطان" و"المهدي"، وهم أمراء البلقاء بالأردن لأكثر من ثلاثة قرون، ففي العهد العثماني كانت منطقة "بني مهدي" تقتصر على البلقاء وفي القرن السابع عشر بقيت منها عائلة الأمراء وسمت نفسها (المهداوي أو المهادوة) وحكمت قبائل البلقاء، تعرض أمراء المهدي لمجزرة (الفحيص) وذلك إثر الصراع على البلقاء كونها تتميز بالمراعي بالنسبة لكل أرجاء جنوب سورية، وهو السبب الفعلي وليس كما يعتقد الكثير حول الأمير "جودة المهدي" وحبه لابنة القسيس حيث تآمر "بنو عدوان" عليه، بل لأن البلقاء كانت مركز صراع على الملكية بين مختلف قبائلها ومطمع كبير.

نتفاخر بعاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها عن آباءنا وأجدادنا، ومنها إكرام الضيف وإغاثة الملهوف والدخيل، والمحافظة على الجار وجار الجار والكرم وعزة النفس وعادات الصلح العشائري ضمن شروط تلتزم بها العشيرة

استمرت الحرب بين "العدوان" و"المهداوي" حسب حكايات القبيلة لثلاثة أجيال، خرج أعقاب "بنو مهدي" بعد مجزرة (الفحيص) للأمير "جودة المهدي" وانتقلوا إلى غرب نهر الأردن ثم إلى "غور بيسان" واستقروا فيها حوالي 20 عاما، ثم رحل الشيخ "عثمان بن جودة المهدي" ومعه عائلات من "العجارمة" إلى (سدهودة) شمال الحولة ثم انتقلوا إلى منطقة الجولان حيث استقروا فيها حتى اليوم في القطاع الأوسط والشمالي من الجولان».

الشيخ "زعل ناصر السلوم"

وحول أفخاذ "العجارمة" يقول الشيخ "زعل": «تتألف من فخد "السلوم" يقطنون "بجديدة عرطوز" و"نهر عيشة" والمعضمية" و "عرطوز" و"مساكن برزة" و"القدم" بمدينة دمشق، فخد "العرارات" يتفرع منها أفخاذ "الخليل" و"النصار" و"السعيد" و"القطيشات" و"الحسن" و"الجعدان" يقطنون "بجديدة عرطوز" والبحدليه" و"السيدة زينب" و"نهر عيشة" و"الكسوة" محافظة "درعا"، فخد "العتيرات" يقطنون في منطقة "نهر عيشة" و"الدحاديل" و "الكسوة" و"عرطوز" و"دويلعة" ومحافظة "حمص"، فخد "الصبيحات أو العفيشات" يقطنون بمنطقة "الكسوة" و"جديدة عرطوز" و"البحدلية" و"السيدة زينب" و"الكسوة" و"تل الشهاب" و"مزيريب" و"زيزون" بمحافظة "درعا"، فخد "الغريب" يقطنون بمنطقة "جديدة عرطوز" و"نهر عيشة " و"البحدليه" ومحافظة "القنيطرة" وفخد "السواعير" يقطنون بمنطقة "بجديدة عرطوز" و"السيدة زينب" ومحافظة "درعا" فخد "الفقرة" يقطنون بمنطقة "السيدة زينب" و "البحدليه" ومحافظة "القنيطرة" ومحافظة "درعا".

فخد "الموسى" يقطنون بمنطقة "جديدة عرطوز" و"جرمانة" و"عرطوز" و"دروشة" و"دويلعة" و"نهر عيشة" و"البحدليه" و"السيدة زينب" ومحافظة "حمص"، وأبناء عمومة عشيرة "العجارمة" في سورية، لهم أقارب في الأردن بالبلقاء أبناء عمومتهم "كالشهوان" و"الدروبي" و"الفقرة" و"السواعير" و"العفيشات" و"العرارات" وأقاربهم "البكار" في الأردن كون "عرار" و"بكار" أخوة و"السلوم" لهم أقارب كثر من "المهدي" نذكر منهم "آل مريود" بقرية "جباتا الخشب" بمحافظة "القنيطرة" وعشيرة "السويلمن" في البلقاء وعشيرة "المغاريز" في عارضة عباد بالأردن وكذلك عائلة "الهبارنة" من عشيرة "الدعجة" بالأردن وعائلة "العليان" في منطقة "الكرسي" بالجولان واليوم يتواجدون "بمخيم اليرموك" بدمشق، وكذلك "ابن مهيد" الذي تزعم قبيلة "الفدعان" من قبائل "عنزة" الذي يعود نسبه إلى "المهدي"، بإضافة إلى عائلة "قرقرش" بمنطقة "سبينة " و"اليرموك" وفي نابلس" بفلسطين و"عمان" وعائلة "المهداوي" غور الأردن و"شونة" الشمالية و"العلايان" متواجدين في "مخيم اليرموك" ومحافظة "درعا".

في مضارب العجارمة

قرية "الصيرة البيضاء" و"السماقة" و"واسط" و"مويسة" و"السنديانة" و"الخريبة" و"جويزة" هي القرى الجولان سكنتها عشيرة "العجارمة"بالإضافة إلى منطقة سهل الحولة " وقراها كـ"عين زاغة" و"الفرماوي" و"خريبة السمان" و"خريبة التمن" و"خربة السوس" و"مزرعة محجار" و"الكشبارة"، وقد كان أهل هذه المناطق يهتمون بزراعة وتربية المواشي وتربية الإبل فكان وسم العجارمة للإبل وهو المطرق والفتخة على شكل الرقم "15 "، أما الخيول التي امتلكها "العجارمة" فهي عربية أصيلة مثل (الكحيلة العجوز و الصقلاوية)، وفي عام 1967م كان العدوان الإسرائيلي على سورية حيث احتلت إسرائيل الجولان، وهجّرت إسرائيل السكان ودمرت قراهم وبذلك نزح أبناء العشيرة باتجاه (درعا ودمشق وريف دمشق وحمص)».

عشيرة "العجارمة" شأنها شأن بقية العشائر، يجمعها رابط الولاء وقربة الدم، حيث يلتقي بعضهم البعض، إضافة لذلك لهم علاقات وثيقة مع القبائل في محافظة "القنيطرة" وخارجها، لم يغزو القبائل المجاورة لهم أو قام أحد بغزوهم.

وتتميز بمنعتها وتلاحم أبنائها من كافة الشرائح وتمتعهم بعلاقات طيبة جدا مع كافة جيرانهم وتصاهروا مع الكثير منهم واستمر تواصلهم بهم حتى بعد النزوح عام 1967.

انتقلت المشيخة في عشيرة "العجارمة" من شيخ إلى آخر في الجولان المستقر الأخير للعشيرة، حيث تتابع على مشيخة العشيرة تسعة شيوخ بحسب ما ذكره لنا الشيخ "زعل السلوم"وهم على التوالي: «الشيخ "ناصر بن الأمير جودة المهدي" انتقلت إلى ابنه الشيخ"سلام المهدي" ثم إلى الشيخ "إبراهيم السلوم" ثم إلى ابنه الشيخ "محمد السلوم" ثم إلى الشيخ "عثمان السلوم" ثم إلى الشيخ "إبراهيم السلوم" ثم إلى الشيخ "زعل السلوم" ثم إلى الشيخ "عدنان زعل السلوم" ثم إلى الشيخ "زعل ناصر السلوم"».

زار منطقة الجولان في القرن التاسع عشر بعض الرحالة والمستكشفين الذين اهتموا بموضوع العشائر بفترة 1883-1885، وذكر المستشرق الألماني "ماكس فون أوبنهايم" أن عدد خيام "العجارمة" تصل إلى 100 خيمة بالعشرينيات من القرن الماضي جنوبي غرب قضاء "القنيطرة" كما يشير إلى ذات العدد بالخيام كل من المستشرق "جون لويس بوركهاردت" والمستشرق الألماني "شوماخر"».

وحول الشخصيات كان لها تأثير في مسيرة الأحداث التاريخية لمنطقة الجولان، عرفوا بالشجاعة والفروسية والمواقف البطولية إضافة إلى الكرم وعن تلك الشخصيات يقول السيد "محمد حسين اليعقوب العجرمي" مدير أوقاف "القنيطرة" سابقاً: «الشيخ "إبراهيم بن عثمان السلوم" عضو مجلس قضاء "القنيطرة" من عام 1880-1896 والشيخ "زعل السلوم" وهو القائد العسكري بالحركة الوطنية بالجولان ومشهور بخصلتي الفروسية والكرم، الشيخ "عدنان زعل السلوم" حافظ على موروث أبيه من كرم وفروسية وهو من رفع العلم السوري يوم إعلان استقلال سورية على ظهر فرسه عندما صعد بها السرايا الحكومية بمدينة "القنيطرة"، والشيخ "زعل ناصر السلوم" عضو مكتب التنفيذي لشؤون البلديات (لدورتين) بمحافظة "القنيطرة"1972 -1977، وبعد عام 1967 تعلم الكثير من أبناء "العجارمة" كغيرهم من أبناء الجولان وبرز العديد منهم من كتاب وشعراء نذكر منهم: «الصحفي "أنور سالم السلوم" له ستة دواوين شعرية منها (عروسة الجولان) وأربعة مؤلفات منها (هجرة العقول)، الصحفي الدكتور"غازي الموسى" له مؤلفات أشهرها (الجولان بين الحرب والسلام)، والكاتب "محي الدين الموسى"، المهندس "عبد الحكيم مشوح السلوم" له عدة مؤلفات أشهرها (البيان في تاريخ الجولان)، الباحث في الموروث الشعبي الدكتور "صايل عطية السلوم"، منهم أبطال بالرياضة أمثال الملاكم "محمود عاصم السلوم" بطل سورية لعدة سنوات، وغيرهم من الأطباء والمحامين والمهندسين والمدرسين، وأصحاب الشهادات الأخرى، حيث عرف عن أبناء العشيرة حبهم للعلم والتفوق».

وحول العادات والتقاليد يتابع الشيخ "زعل" قائلاً: «نتفاخر بعاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها عن آباءنا وأجدادنا، ومنها إكرام الضيف وإغاثة الملهوف والدخيل، والمحافظة على الجار وجار الجار والكرم وعزة النفس وعادات الصلح العشائري ضمن شروط تلتزم بها العشيرة»

نخوة عشيرة "العجارمة" (عيال الصباح) ويقول الشيخ "زعل" في منطقة "البلقاء" وقبل أذان الفجر داهمت العشيرة غزو، فا انتخوا "بعيال الصباح" للتصدي للغزو فجاءت النخوة من الصباح الباكر.