«استخدام النباتات العطرية والأعشاب، تقليد تتوارثه الأجيال، سواء للاستعمال الطبي، أو التمتع بمذاق شهي للطعام، أو كمشروب ساخن يضيف نكهة مميزة لجلساتنا».

بحسب كلام السيد "ذياب الأحمد" أستاذ العلوم الطبيعية، في ثانوية "خان أرنبة" للبنين، في لقاء مع موقع eQunaytra (يوم الخميس 11/9/2008) مضيفاً: «يعد مشروب النباتات العشبية، من المشروبات الساخنة، التي يتلذذ بها الناس، في جلساتهم، وسهراتهم، وتقدم كواجب للضيافة وترحيب بالضيف، لما لهذه المشروبات العطرية،من فوائد، فالكثير منها له مفعول مهدئ للأعصاب وملين للأمعاء، مثل المليسا والميرمية، وبعضها مضاد للتقلصات المعوية، مثل البابونج والريحان والحبق، والبعض الآخر مهضم كالكزبرة. إضافة الى الكثير من المزايا و التأثيرات العلاجية التي أثبتت نجاحها، في التخلص من بعض الأعراض والأمراض، إذا أخذت بجرعات مناسبة. والجميل في أمر النباتات والأعشاب الطبية، هو توفرها في الأسواق طوال السنة، وإمكانية زراعتها في حدائق المنازل، حيث يكفي لذلك معرفة شروط زراعتها، وتوفر الظروف الملائمة لذلك، من الماء والشمس أو الظل. ومن أهم النباتات العطرية المنزلية التي تستخدم كمشروبات عطرية:

على الرغم من عيشي وسط مجتمع يعتمد على شرب "المتة" والشاي، إلا انني لاأفضل أبدا شرب المتة، وأنا أعتمد بشكل رئيسي على الأعشاب العطرية مثل الكمون واليانسون والبابونج، في حياتي

  • المليسا: نبات عطري يزرع بكثرة في "بلاد الشام"، يستخدم مغلي الأوراق مشروب ساخن، لمعالجة طرد الغازات ومهدئة للأعصاب وتساعد على الهضم، وذلك لاحتوائها على الألياف الغذائية، التي تمنع امتصاص بعض الكلسترول، كما تعمل على تلليّن المعدة، وتساعد على النوم والنعاس، وينصح الشخص بتناول كوب من المليسا الساخنة قبل النوم، لأنه يهدئ الأعصاب.

  • الريحان أو الحبق: يحتوي على مواد غذائية غنية، مثل الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، إضافة لغناه بالألياف والأملاح المعدنية، والفيتامينات، ينصح باستعماله في علاج الغازات والتشنجات، كما يستعمل في علاج حالات سوء الهضم والمغص. يستعمل خارجيا لعلاج لسعات الحشرات والأمراض الجلدية والفطرية والبكتيرية، وذلك بدهن زيت الريحان على المناطق المصابة، ثلاث الى أربع مرات يومياً».

  • ذياب الاحمد

    ويشير الصيدلي "طراد الحجي" صاحب مخبر الحجي للتحاليل الطبية، في بلدة "خان أرنبة"، يشير الى أهمية تناول المشروبات الساخنة والمتعددة، من النباتات العطرية، نظراً لفوائدها الطبية والعلاجية، ومنها الزعتر، من اجل خواصه المطهرة، حيث استخدمه المصريين، منذ قيامهم بتطبيب المومياوات. ويضيف "طراد الحجي": «على مر القرون احتضنت الحضارات هذا النبات العطري، واستخدمته الشعوب في حياتها، لفؤائده الطبية الكثيرة. يأخذ من نبات الزعتر، الأوراق والقمم الزهرية، بعد تجفيفها، كشراب ساخن، يضفي نكهة على جلساتنا، إضافة الى استخدام مغلي الزعتر لتطهير الجروح السطحية كمطهر ومعقم، كما يساعد على علاج رائحة الفم و النفس الكريهة، ومعالجة مشاكل المسالك التنفسية كالسعال وطرد البلغم، وإذا ما أضيف مغلي الزعتر الى ماء الحمام، فهو يفيد لنظافة البشرة، وتستعمله النساء في المطبخ، بإضافته الى الطعام، لما له من رائحة طيبة، حيث يضاف الى الدجاج واللحوم والأسماك، وأنواع الفطائر والمعجنات والمعكرونه. أما بالنسبة لنبات النعناع، فهو نبات عشبي معمر، يستعمل كنوع من التوابل، يضاف الى أنواع عديدة من الأطعمة، كما أنه فاتح للشهية، يفيد في حالات المغص، ويساعد على عمليات الهضم، كما يستعمل في الصناعات العطرية، لتعطير الحلوى والعلكة ومعاجين الأسنان، ويدخل في بعض المستحضرات الصيدلانية، كالصابون والشامبو، وفي بعض أدوية السعال، إضافة الى استخدامه في صناعة السجائر، لإكساب نكهة مستحبة خاصة لسجائر السيدات، كما يستعمل كمطهر لإزالة رائحة الفم من البصل والثوم، والروائح الغير مستحبة الأخرى. وفيما يخص البقدونس، فقد عرف البقدونس بالطب القديم، بالخضار المدر للبول، ويعتبر من أكثر الأعشاب والتوابل فائدة للجسم، فإلى جانب رائحته الزكية، يحتوي على عناصر غذائية مهمة، كالكالسيوم والحديد واليود والكبريت والصوديوم، كما أنه غني بفيتامين ج، أكثر من البرتقال. يوصف البقدونس، كمطهر وملين للمعدة، يفيد النساء المرضعات، فهو مدر للحليب، ويفتح الشهية مع الطعام، يساعد على تقوية الأطفال والرياضيين، ويساعد على الرؤية الجيدة عند المسنين، لاحتوائه على كميات كبيرة من فيتامين أ، وهو منشط للجهاز الهضمي، والتناسلي، ويفيد كمقوي للضعف الجنسي، كما يستخدم لإزالة رائحة الفم، لغناه بمادة الكالسيوم، إضافة الى إمكانية استخدام البقدونس، كغسول للبشرة، فهو يفيد في علاج مشاكل البشرة، كحب الشباب والبثور الدهنية، لذا ينصح بغسل الوجه بمغلي البقدونس صباحاً ومساءً».

    وأوضح الدكتور "طراد الحجي" موضوعاً غاية في الأهمية، وهو ضرورة الاعتدال في تناول مشروبات النباتات العطرية، وعدم الإسراف في ذلك، لان لها تأثيرات غير مستحبة لدى بعض المرضى، فمثلاً يمنع الريحان عن النساء الحوامل، كما يمنع عن مرضى الكبد والكلى، ولا يجوز إعطاؤه للأطفال دون السنتين.

    نبات المليسا

    بدوره أوضح السيد "علي الراعي" الى أهمية تناول مشروبات الأعشاب والنباتات العطرية، في حياتنا اليومية، حيث تكاد لا تخلو جلسة أو سهرة، من كاس من البابونج أو المليسا أو النعنع، او اليانسون والكمون، لأنها تقدم إكراما للضيوف، هذا من ناحية، وتساعد على تهدئة الأعصاب وتخفف من الإرهاق، وتساعد على الراحة من جهة ثانية.

    السيد "محمد صالح" قال: «على الرغم من عيشي وسط مجتمع يعتمد على شرب "المتة" والشاي، إلا انني لاأفضل أبدا شرب المتة، وأنا أعتمد بشكل رئيسي على الأعشاب العطرية مثل الكمون واليانسون والبابونج، في حياتي»، ويضيف: «من خلال سفري المتكرر الى "لبنان" وعيشي هناك لمدة تجاوزت السنوات العشر، تعمدت زراعة العديد من أنواع النباتات العطرية، مثل المليسا واليانسون والحبق، في حديقة المنزل، وقد تعودت على تناول مشروب أوراق الأعشاب العطرية، لما لها من فوائد علاجية ونفسية مفيدة، إضافة الى عدم شربي المتة بشكل نهائي وأتناول القليل من الشاي، مما سمح لي بالاستعاضة عنها بالتنويع بتناول المشروبات العطرية، التي اعتبرها أكثر فائدة ومنفعة، خصوصا إذا تم الاهتمام بها ورعايتها، وتم الاحتفاظ بالا رواق والساق، في أواني زجاجية او أكياس بلاستيكية، بشكل يحفظها من التلف والفساد».

    طراد الحجي