افتتح جسر "الرقة" القديم للنقليات في العاشر من حزيران عام/1942/م، وللجسر في ذاكرة أهل "الرقة" وريفها ألف ذكرى وحكاية، أعطاهم فأحبوه، ووصلهم بالعالم فعشقوه، وأسعدهم فتغنوا به، في أفراحهم، وأعراسهم، والتراث الغنائي الرقي يحمل أجمل المعاني وأروع الصور عن جسر "الرقة".

موقع eRaqqa التقى بتاريخ (12/11/2008)، الباحث "حمصي الحمادة"، فحدثنا كيف ورد اسم الجسر القديم، أو كما يسميه أهل "الرقة" بالجسر العتيق، كشاهد على لوعة الحب والغرام في أغاني أهل "الرقة"، فقال: «يبدو أن لعلاقة الجسر بنهر الفرات السبب الوجيه لوروده بأهازيج العشق والغرام في أغاني الفرات، فلقد كانت الصبايا الملاح فيما مضى من الزمان يذهبن مع بعضهن البعض لجلب الماء، فيحملنه على رؤوسهن بطريقة فريدة من القدرة على التوازن، وكان العشاق من الشباب يقصدون الجسر للمشي الذي يريدون من وراءه الظفر بنظرة أو سلام ممن يحبون، فأورد ذلك الشعراء الشعبيون بقصائدهم، فهاهو الحبيب الغالي يمر من فوق الجسر، ويشير إلى حبيبته السائرة مع صويحباتها بالسلام، لكنها لا تستطيع أن ترد على سلامه خشية أن يفتضح سر حبهما، فتقول الأغنية): من فوق جسر "الرقة" سلم علي بيدو/ ماقدرت أرد السلام خاف يقولون تريدو)، والأم الرقّية تشبه أولادها وفلذات كبدها وهم يسيرون فوق جسر "الرقة" بالغزلان، بل إن أحدهم يشبه الضابط الألماني بجماله ومشيته، فتقول الأغنية: (من فوق جسر "الرقة" عدّن ثلث غزلاني، "حازم" و"فرحان" الجخَّه و"مؤيد" ضابط ألماني)، ولفظة "جخَّه" تعني الجيد الحسن، أما مفهوم العشق عند الفتاة الرقّية، فأجمله ما كان عشقاً عفيفاً صادقاً، يتوج في النهاية بالزواج واللقاء، فتقول الأغنية: (من فوق جسر "الرقه" زتَّم عليَّ وساده لا تزعلن يا بنيات الزين عشقو وراده)، وأجمل لحظات العشاق، السير فوق جسر "الرقة" عند لحظات الغروب، حيث يرسم الشفق الأحمر لوحات رائعة على صفحات الفرات الخالد، فتقول الأغنية: (يا شويق هات اديتك عالجسر تانتمشى غابت علينا الشمس وآني أنقش لك ممشَّه)، ولفظة "اديتك" هي تصغير محبب لدى أهل "الرقة" لكلمة يدك، ولفظة "ممشَّه" تعني المنديل المطرز».

يبدو أن لعلاقة الجسر بنهر الفرات السبب الوجيه لوروده بأهازيج العشق والغرام في أغاني الفرات، فلقد كانت الصبايا الملاح فيما مضى من الزمان يذهبن مع بعضهن البعض لجلب الماء، فيحملنه على رؤوسهن بطريقة فريدة من القدرة على التوازن، وكان العشاق من الشباب يقصدون الجسر للمشي الذي يريدون من وراءه الظفر بنظرة أو سلام ممن يحبون، فأورد ذلك الشعراء الشعبيون بقصائدهم، فهاهو الحبيب الغالي يمر من فوق الجسر، ويشير إلى حبيبته السائرة مع صويحباتها بالسلام، لكنها لا تستطيع أن ترد على سلامه خشية أن يفتضح سر حبهما، فتقول الأغنية): من فوق جسر "الرقة" سلم علي بيدو/ ماقدرت أرد السلام خاف يقولون تريدو)، والأم الرقّية تشبه أولادها وفلذات كبدها وهم يسيرون فوق جسر "الرقة" بالغزلان، بل إن أحدهم يشبه الضابط الألماني بجماله ومشيته، فتقول الأغنية: (من فوق جسر "الرقة" عدّن ثلث غزلاني، "حازم" و"فرحان" الجخَّه و"مؤيد" ضابط ألماني)، ولفظة "جخَّه" تعني الجيد الحسن، أما مفهوم العشق عند الفتاة الرقّية، فأجمله ما كان عشقاً عفيفاً صادقاً، يتوج في النهاية بالزواج واللقاء، فتقول الأغنية: (من فوق جسر "الرقه" زتَّم عليَّ وساده لا تزعلن يا بنيات الزين عشقو وراده)، وأجمل لحظات العشاق، السير فوق جسر "الرقة" عند لحظات الغروب، حيث يرسم الشفق الأحمر لوحات رائعة على صفحات الفرات الخالد، فتقول الأغنية: (يا شويق هات اديتك عالجسر تانتمشى غابت علينا الشمس وآني أنقش لك ممشَّه)، ولفظة "اديتك" هي تصغير محبب لدى أهل "الرقة" لكلمة يدك، ولفظة "ممشَّه" تعني المنديل المطرز

ويكمل "الحمادة": «أما الشاعر الدكتور "باسم الحاج"، فيرى الورود تنثر من فوق جسر "الرقة"، فتطير في الهواء مالئةً الجوَّ بعبقٍ سحري، فيحذر الفتيات من عشق شباب قبيلتة "البياطرة"، لأن عشقهم يكوي القلب ويضني الكبد فيقول: (من فوق جسر "الرقة" نثرم ورد طياري ووصيكن يا بنيات من عشقة البيطاري)، أما الشاعر الشعبي الأستاذ "محمود الذخيرة" فقد أعطانا لوناً غنائياً جميلاً، وصوراً تراثية رائعة، فهاهو الحبيب الغالي يسير الهوينى على جسر "الرقة"، لكن حبيبته تذكره بموعد اللقاء لركوب السفينة الصغيرة، لتسير بهم فوق صفحة الفرات الخالد فيقول: (من فوق جسر "الرقة" عاللون اللون، يمشي الغالي بهواده يا سمر اللون، آني وانت تواعدنا عاللون اللون، تا نركب بالطراده ياسمر اللون)، وفي الصورة الثانية تلقي المحبوبة بخاتمها لحبيبها، وهي تسير فوق جسر "الرقة"، وهو يرى أن هذا الحب لابد أن يتوج بقبلة من شفاه الحبيبة، مستحلفاً إياها أن تعطيه هذه القبلة إكراماً لأهلها الأموات، فيقول: (من فوق جسر "الرقة" عاللون اللون، طوح علي بخاتم ياسمر اللون، خليني أحبك بثمك عاللون اللون، كرما لأهلك الماتم ياسمر اللون)، ولفظة "اثمك" تعني فمك، ولفظة "الماتم" تعني الذين ماتوا، أما في العرس فإن العروس تُزف عصراً لمنزل الزوجية الجديد، الذي يكون العريس قد غادره قبل ذلك لمنزل أحد الأصدقاء أو الأقارب، وبعد العشاء تسير "الزفَّة" يتقدمها العريس بين أصدقائه وأقاربه، والشباب يلعبون أمام الزفة بالسيوف، ويطلقون العيارات النارية في الهواء إبتهاجاً، مرددين الهوسات الرقيَّة، حاملين "اللوكس"، وهو مصباح يضيء بواسطة الكاز، وتكون إضاءته باهرة، وكان فيما مضى من الزمان يستخدم بكثرة، لأن الشوارع لم تكن مضاءةً آنذاك بشكل جيد، أما النساء فيسرن خلف الرجال وهن يطوحن مع "الهلاهل" أي الزغاريد، مرددات بشكل جماعي: (من فوق جسر "الرقة" عدى الببور يا نيالك يا /اسم العريس/ ما اطول بالك/اسم العروس/ مرت قبالك بأول طابور)». ومازال المطربون الرقيِّون يتغنون بهذه الأغاني الجميلة في الأعراس والمناسبات، ومن أفضل من أدى هذه الأغاني فرقة "الرقة" للفنون الشعبية، بقيادة الفنان "إسماعيل العجيلي" وكذلك أبدعت في هذا اللون الغنائي الفنانة الشابة "خولة الحسين"، وأعتقد أنه لا يوجد جسر في العالم دخل في ذاكرة وذكريات وتراث منطقة كجسر "الرقة" القديم.

الجسر نهاراً
الفنانة "خولة الحسن" بالزي الفراتي متكئة على الجسر