«كانت بادية "الرقة" في أزمنتها البعيدة جناتٍ خضراء، تجري وديانها، وتخضرّ سهولها، وتنمو في أراضيها شتى أنواع الشجيرات والحشائش، كأشجار "الطرفاء" ونباتات "الرغل" و"الروثة" و"الشيح" و"الحنظل" وأزهار "الخزامى"، ولبعض هذه الحشائش والنباتات فوائد طبية جمّة، فنبات "الكُبر"، أو "الشفلح" حسب تسميتها المحلية الدارجة، والذي يكثر في أودية البادية، وفي المناطق الرطبة منها، يستخدمه الأهالي في التداوي من عللٍ عديدة، وذلك بعد تخليل ثماره، و"الشفلح" نبتة أرضية، تحمل ثماراً صغيرة الحجم، تشبه التين، خضراء من الخارج، حمراء من الداخل، ولطعمها مذاق طيب».
هذا ما ذكره لموقع eRaqqa بتاريخ (11/2/2009) الباحث الرقي "علي السويحة" في معرض حديثه عن نباتات البادية وفوائدها الطبية الكثيرة.
ورد ذكر نبات "الشفلّح" كثيراً في الشعر الشعبي الفراتي، ومن أشهر القصائد، قول أحد الشعراء: (شفافك شفلح عذي وشمام بصديرك/ عمر القلب ما هوى ولا والف غيرك/ دعواي لك من قبل الله يحمي عميرك/ ويكفيك شر العدى ومخلف النية). وهذه الأبيات من لون الموليا الفراتية التي تشتهر بها محافظة "الرقة" كثيراً
وأضاف: «تقول الحكاية الشعبية التي يتناقلها أهل البادية: أن حيوان "الورل" أو "الضب" والذي يسميه أهل "الرقة" "الأرول"، وهو في اللغة قلب مكاني للتسمية الأصلية، ويكثر وجوده في البادية السورية، وفي مناطق زور "الفرات"، ويلجأ إلى عض ثمرة "الشفلح" عندما تلدغه أفعى، ويؤكدون أن ثمرتها ترياق ناجع ضد سم الأفاعي، فما أن يقضم "الورل" ثمرة "الشفلح" حتى يشفى من لدغة الأفعى وكأن شيئاً لم يكن، وبغض النظر عن صحة هذه الرواية من عدمها، فإن هناك مقولة أكثر مصداقية منها تفيد بأن نبتة "الشفلح" تزرع في أمريكا في مزارع خاصة، وتستخدم ثمارها في خلائط أدوية نباتية عديدة، فهل يأتي يوم ندرك فيه أهمية هذه النبتة وغيرها من نباتات البادية؟ وكيف يمكن الحفاظ على ديمومة اخضرارها في ظل القحط والجفاف وانحباس الأمطار الذي تشهده المنطقة؟!».
ويرد نبات "الشفلح" في الأدب الشعبي الرقي كثيراً، وعن ذلك تحدث "السويحة"، قائلاً: «ورد ذكر نبات "الشفلّح" كثيراً في الشعر الشعبي الفراتي، ومن أشهر القصائد، قول أحد الشعراء: (شفافك شفلح عذي وشمام بصديرك/ عمر القلب ما هوى ولا والف غيرك/ دعواي لك من قبل الله يحمي عميرك/ ويكفيك شر العدى ومخلف النية). وهذه الأبيات من لون الموليا الفراتية التي تشتهر بها محافظة "الرقة" كثيراً».
