«ولدت عام /1973/ في قرية "الرجم"، التابعة لمنطقة "الزيدي"، والتي تبعد عن مركز مدينة "الرقة" حوالي مئة كيلو متر، باتجاه الشمال الشرقي منها، في تلك البيئة البدوية الأصيلة، حيث حالة التمازج والعشق المتبادل بين الإنسان والأرض والصحراء والنجوم، والتي كانت السبب لانبعاث موهبتي الشعرية، وكان والدي يحفظ كثيراً من الأشعار البدوية، والسير الشعبية، وملاحم أبطال الصحراء، وكانت إحدى جداتي تقول الشعر في بعض المواقف والحالات الإنسانية».

هكذا يبدأ الشاعر "أسعد الروابة" حديثه لموقع eRaqqa بتاريخ (3/3/2009) عن ولادته ونشأته الأولى، ولدى سؤاله عن بزوغ موهبته الشعرية، أجاب: «في عام /1987/ بدأت أتحسس الشعر في نفسي، وكنت أقوم بتدوين وكتابة ما يختلج في صدري، لكن كتاباتي لم تكن ترتقي إلى مستوى الشعر، بل اعتبرتها فيما بعد شذرات ليس إلا، وأدركت أنها لا تخلو من أخطاء التجربة الأولى.

إن إطراء اللجنة يعتبر بمثابة نجاح كبير لي، فقرارها يحترم، وذلك لأن لها رؤيتها وتجربتها الغنية فنياً ونقدياً، فلها كل الشكر مني

وفي فترة المراهقة كانت أول قصيدة لي، وهي عبارة عن مناجاة لم تسمعها حبيبتي، لأن ذاك الحب الذي تملكني، لم تشاركني إياه، بل كان من طرف واحد، فهي لم تعلم بما يدور في قلبي من لواعج ومشاعر وأحاسيس، وظلت تلك الأبيات حبيسةً في صدري، وكنت أسر بها لنفسي وتشاركني مذكراتي الشخصية لوعة العاشق المغرم، والتي كنت أدون بها أشعاري وخصوصياتي».

الشاعر أسعد الروابة في مضافة شعبية

ويتابع "الروابة" بقوله: «كانت تلك الموهبة بحاجة لتنمية، فصرت أداوم على قراءة وحفظ الشعر بكل أشكاله وأجناسه، من شعبي ونبطي وفصيح، ولكن وجدت أن مصادر الشعر "النبطي" غير متوفرة، ولم يقع في يدي منها سوى القليل، فكنت أعتمد على مطالعاتي لنتاجات شعراء الخليج العربي، معتمداً على ما ينشر لهم من أشعار وقصائد في المجلات والجرائد الخليجية، والتي كانت بدورها متقطعة وقليلة الوصول إلى مكتبات "الرقة"، وكثيراً ما سافرت إلى مدينة "دمشق" من أجل الحصول على مطبوعة تهتم بالشعر "النبطي".

وعملت على تكريس سنوات عدة من حياتي للقراءة والمتابعة، إلى أن كان عام /1991/، حيث وُضعت في اختبار لأكتب قصيدة تدور حول فتاة تركها حبيبها، فولدت إثر هذه الحادثة قصيدة "نبطية"، جاءت تحت عنوان "الجريحة"، أقول فيها على لسان البنت:

الشاعر أسعد الروابة في الزي الشعبي

بكت عيون النادمة وكحلها سال/ قالت: أرجاكم اتركوني جريحة/ حقي وما جاني من هموم وإهمال/ يا ما نصحوني وما سمعت النصيحة

ونُشرت هذه القصيدة في جريدة "صوت الكويت"، وبعدها تملكتني الجرأة لإظهار قصائدي، فقمت بإرسالها إلى المطبوعات الخليجية، المهتمة بالشعر النبطي، ومنها جريدة "الجزيرة"، التي تصدر في المملكة العربية السعودية، ومجلة "الرياضة والشباب"، في الإمارات العربية المتحدة».

الشاعر أسعد على قناة أبو ظبي الفضائية

وعن شهرته في دول "الخليج العربي"، واشتهاره بلقب "شاعر الشام"، أجاب "الروابة" بشيءٍ من الفخر: «توالى نشر الكثير من قصائدي، في مطبوعات "خليجية" متعددة، وكانت أول قصيدة تنشر لي في جريدة "الجزيرة" السعودية، بعنوان "كيف الفناجيل"، وهي تتألف من خمسة عشر بيتاً، كان ذلك في عام /1992/، وهذه القصيدة لها وقع خاص في نفسي، وهو ما دفعني لشراء كل أعداد الجريدة التي وصلت إلى "الرقة".

ولقب "شاعر الشام" أطلقه عليّ "الحميدي الحربي"، محرر جريدة "الجزيرة"، في عام /1999/، وهذا اللقب عرفت به كثيراً ضمن منطقة الخليج العربي».

ويضيف "الروابة" بقوله: «ومن أشهر قصائدي قصيدة "عندي شجاعة"، وهذه بعض أبياتها:

عندي شجاعة واقدر اقـول ما بيـك/ لكن أحاول معـك عـل وعسنّـك

تصحي بعد ما شوّه الوقت ماضيك/ وتشوف وين افكار عقلـك خذنّـك

ابصر طريقك زين تاهت خطاويـك/ حاسب تراهـن ابعـدن وابعدنـك

كل شي تغيّر فيك حتـى مباديـك/ وحذرى.. المبادي في الظهر يطعننك

مره تقـول الحـظ دايـم معاديـك/ مره تقـول ان الظـروف يحدنـك

حتى كلامك نبرتـه غيّـرت فيـك/ قبـل العبايـر لا حكيـت امنعنـك

تدري شصار البارحة يوم احاكيـك/ يومٍ شردت وخاطري غـاب عنّـك

بغيت تسقط مع دموعـي واخليـك/ لكن رموشي مارضـن وارفعنـك».

وعن أنواع الشعر "النبطي"، يقول "الروابة": «للشعر "النبطي"، عدة أشكال وألوان، ومنها: المسحوب، الصخري، الهلالي، الهجيني، وهذا النوع جاءت تسميته من "الهجن"، وهناك أنواع أخرى متعددة، ولكن القاسم المشترك الذي يجمع تلك الأنواع كلها، وحدة البحور، ووحدة اللهجة».

وعن المسابقات، والجوائز التي حصدها في مسيرته الشعرية، يقول "الروابة": «في عام /2005/ حصلت على المركز الأول لجائزة الأمير الشاعر "عبد العزيز بن مسعود بن محمد"، وكان عدد الشعراء المشاركين /1828/ شاعراً، وحصلت على جائزة المركز الرابع في مسابقة "صدى الحرمان" في دولة قطر، وحصلت على المركز الأول عن قصيدة "الأب" في موقع "الدواسرة"، ضمن مسابقة أجمل ما كتب عن الأب، وحصلت على المركز الأول في مسابقة منتديات "الصباحات الأدبية"، وحصلت على أحد المراكز الأولى في مسابقة جريدة "الجزيرة السعودية"».

وعن تجربته في برنامج "شاعر المليون" الذي يعرض على قناة "أبو ظبي" الفضائية، ورأي لجنة التحكيم فيه، يقول "الروابة": «كان عدد المشاركين ضخماً جداً، ووصل حتى /18000/ متسابقاً، وكانت اللجنة في الأردن، وتم اختياري ضمن "الصفوة"، أي ضمن قائمة الـ"48"، ثم تأهلت لمرحلة "الـ24"، وكانت اللجنة منصفة ومنطقية في اختيارها للمتسابقين».

ويضيف بالقول: «إن إطراء اللجنة يعتبر بمثابة نجاح كبير لي، فقرارها يحترم، وذلك لأن لها رؤيتها وتجربتها الغنية فنياً ونقدياً، فلها كل الشكر مني».

ويتابع "الروابة" في ذات السياق: «شارك معي في المرحلة الأولى في "الأردن" شقيقي التوءم "عبد العزيز"، وهو شديد الشبه بي، من حيث الشكل، ويمتلك موهبة شعرية جيدة، ولكن "عبد العزيز" لم يحالفه الحظ ليتأهل لمراحل متقدمة في المسابقة»، ويضيف "الروابة " ضاحكاً: «ومن المواقف الطريفة التي حدثت معنا، بعد دخولي لمقابلة اللجنة، دخل بعدي "عبد العزيز" مباشرة، وكان يرتدي نفس لباسي، مما أثار استغراب اللجنة وشكوكها، لا بل حسبوا، أنني دخلت إليهم مرتين متتاليتين، وعندما علموا بحقيقة الأمر دهشوا من التشابه الكبير الذي يجمعنا».

ومن الجدير بالذكر أن الشاعر "أسعد الروابة" إضافة لأشعاره، له العديد من المشاركات الأدبية، منشورة في العديد من الصحف والمجلات العربية، وهو عضو في العديد من المنتديات الأدبية الشهيرة، وهو يحمل إجازة بالفلسفة من جامعة "حلب"، وهو متزوج وله اثنان من الذكور، وبنت واحدة.