بهذه الكلمات المعبرة يستهل الفنان "وائل الجابر" حديثه لموقع eRaqqa بتاريخ (16/7/2009)، والذي راح يحدثنا عن بداياته مع الموسيقى، حيث يقول: «البداية كانت من المدرسة، حيث كانت تهزني طرباً مجموعة من الأغاني التي تعرضها إذاعة المدرسة أثناء الفرصة، كأغنية "من قاسيون أطلُّ يا وطني" وأغنية "سورية يا حبيبتي" و"النشيد العربي السوري" و"موطني" وغيرها من الأغاني الوطنية الخالدة، والتي كانت تؤثر فيَّ كثيراً، حتى دون أن أفهم معاني الكثير من الكلمات، بحكم حداثة سني.

وفي بداية المرحلة الإعدادية، صادف أن اقتنى والدي ـ رحمه الله ـ ناياً تركياً، كان يعزف من خلاله بعض الألحان الشعبية، وقد حدث في أحد الأيام أنني قمت بمحاولةٍ للعزف عليه، فكانت المفاجأة أنني تمكنت من عزف جملة موسيقية بسيطة، لكن علاماتها صحيحة، عندها قررت أن أصنع ناياً خاصاً بي، لعدم إمكانية استخدام ناي والدي بشكل دائم، واستخدمت لهذا الغرض العديد من المواد، كالقضبان البلاستيكية التي تستخدم للتمديدات الكهربائية، وقصب نبات الزل الذي ينمو بكثرة على ضفاف نهر "الفرات"، ثم بدأت أحاول العزف على النايات التي صنعتها، وبالفعل فقد استطعت خلال أشهر قليلة من عزف مجموعة كبيرة من الأغاني الشعبية البسيطة.

بعد اتقاني العزف على آلة الناي، توجهت لتعلم آلة الكمان التي كانت تسحرني بصوتها الشجي، وقد حدث ذلك بالصدفة، عندما اقتنى أحد أصدقائي هذه الآلة ليتعلم عليها، وخلال زيارتي له، حاولت العزف عليها، وتمكنت من عزف بعض الجمل الموسيقية، وما هي إلا بضعة أسابيع، حتى تمكنت من تنفيذ العديد من المعزوفات، لألتقي بعدها بعازف الكمان العراقي الشهير "فالح حسن"، والذي أقام في "الرقة" عدَّة أشهر، حيث تعلمت منه الكثير من أسرار العزف على الكمان، وكذلك تعلمت منه العديد من المقامات العراقية. وعملت بعد ذلك لسنوات عديدة في الفرق الموسيقية داخل وخارج المحافظة، كعازف لآلتي الناي والكمان، وحالياً أعزف على آلة "الأورغ"، حيث أنه مؤخراً بدأ دور الآلات الحية يتقلص شيئاً فشيئاً، فلم نعد نرى عوداً أو كماناً أو ناياً أو حتى إيقاع في الفرق الموسيقية هذه الأيام، إلا ما ندر، حيث سيطرت آلة "الأورغ" الكهربائية على كل شيء، فسهولة العزف على "الأورغ" شجعت الكثيرين على اقتنائه، وغالبيتهم ممن لا يمتلكون الموهبة، أو الثقافة الموسيقية، والذين أساؤوا كثيراً لهذه الآلة، حيث راحوا يفرضون الموسيقى الرديئة على الجمهور، الذي لا حول له ولا قوة، سيما وأنه لا رادع لهم في ذلك، فليس هناك رقيب ولا حسيب. وأنا ومن خلال هذا الموقع، أناشد فرع نقابة الفنانين في المنطقة الشرقية، والذي مقره في مدينة "الرقة"، أن يقوم بواجبه، من خلال وضع شروط ومعايير لممارسة العمل في المجال الموسيقي، سواء على العازفين أو المغنين، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراثنا الموسيقي، والذائقة السمعية لأجيالنا القادمة، ولا يشك أحد في قدرة النقابة على تحقيق ذلك

وفي عام /1993/م، اشتريت أول ناي حقيقي في حياتي، وذلك من مكتب فرقة "أمل" الموسيقية للفنان "وليد الحسن"، وأذكر أن سعره يومها كان /300/ ليرة سورية، وفي هذه الفترة بدأت بالتعرف على عدد من الذين يعملون في مجال الفن، وإحياء الحفلات، لكن استفادتي بقيت محدودة، لعدم تمكني من ملازمة عازف لآلة الناي، فعددهم كان قليل جداً.

أثناء العزف على آلة الكمان

وعندما بلغت سن الثامنة عشرة، التحقت بخدمة العَلََم، والتي كانت في مدينة "دمشق"، وهناك كنت أتردد إلى منزل عمي الفنان "أسعد الجابر"، الذي شجعني كثيراً على متابعة تعلم الموسيقى، وكنت أرافقه لحضور حفلاته التي يقيمها في النوادي والمرابع الليلية، وبعد فترة قصيرة بدأت أعمل معه في الفرقة الموسيقية كعازف ناي، وكان قائد الفرقة هو الفنان "نبيل شوشر"، وفي هذه الأثناء تلقيت أول درس في حياتي على يد عازف الناي المعروف الأستاذ "زياد قاضي أمين"، وأدركت أن الموسيقى علم له قواعدَ وأسسٍ، يبقى العازف بدونها ضعيفاً مهما امتلك من موهبة.

وبعد انتهاء خدمتي في "دمشق"، عدت إلى مدينة "الرقة"، وبدأت بمتابعة الدراسة النظرية للموسيقى، كدراسة التدوين الموسيقي والمقامات والإيقاعات، وقد ساعدني في ذلك عدد من الأساتذة الملمين بالعلوم الموسيقية، وأذكر منهم الأستاذ "فواز الحسن" والأستاذ "جاسم العيادة"».

آلة الأورغ آخر الآلات التي عزف عليها الجابر

وعن تجربته في العزف على آلتي الكمان و"الأورغ"، يتحدث "الجابر" قائلاً: «بعد اتقاني العزف على آلة الناي، توجهت لتعلم آلة الكمان التي كانت تسحرني بصوتها الشجي، وقد حدث ذلك بالصدفة، عندما اقتنى أحد أصدقائي هذه الآلة ليتعلم عليها، وخلال زيارتي له، حاولت العزف عليها، وتمكنت من عزف بعض الجمل الموسيقية، وما هي إلا بضعة أسابيع، حتى تمكنت من تنفيذ العديد من المعزوفات، لألتقي بعدها بعازف الكمان العراقي الشهير "فالح حسن"، والذي أقام في "الرقة" عدَّة أشهر، حيث تعلمت منه الكثير من أسرار العزف على الكمان، وكذلك تعلمت منه العديد من المقامات العراقية.

وعملت بعد ذلك لسنوات عديدة في الفرق الموسيقية داخل وخارج المحافظة، كعازف لآلتي الناي والكمان، وحالياً أعزف على آلة "الأورغ"، حيث أنه مؤخراً بدأ دور الآلات الحية يتقلص شيئاً فشيئاً، فلم نعد نرى عوداً أو كماناً أو ناياً أو حتى إيقاع في الفرق الموسيقية هذه الأيام، إلا ما ندر، حيث سيطرت آلة "الأورغ" الكهربائية على كل شيء، فسهولة العزف على "الأورغ" شجعت الكثيرين على اقتنائه، وغالبيتهم ممن لا يمتلكون الموهبة، أو الثقافة الموسيقية، والذين أساؤوا كثيراً لهذه الآلة، حيث راحوا يفرضون الموسيقى الرديئة على الجمهور، الذي لا حول له ولا قوة، سيما وأنه لا رادع لهم في ذلك، فليس هناك رقيب ولا حسيب.

وأنا ومن خلال هذا الموقع، أناشد فرع نقابة الفنانين في المنطقة الشرقية، والذي مقره في مدينة "الرقة"، أن يقوم بواجبه، من خلال وضع شروط ومعايير لممارسة العمل في المجال الموسيقي، سواء على العازفين أو المغنين، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراثنا الموسيقي، والذائقة السمعية لأجيالنا القادمة، ولا يشك أحد في قدرة النقابة على تحقيق ذلك».