أمل ممزوج بحرقة، وترقب ممزوج بغصة حال السوريون عشية عيد رأس السنة الميلادية، اليوم 31- 12-2008 وقبل ساعات من نهاية العام، أعلنت جميع الفنادق والمنتجعات والمطاعم السورية، عدم رغبتها في اقامة احتفالات توديع السنة بفرح كما اعتادوا كل عام.

هذا العام غزة شهيدة، وصور أبنائها في الأذهان، لذلك قررنا أن نكون أم الشهيدة ...تنظر للبعيد بأمل وتزغرد من قلب الحزن، وبقرار نابع من القلب قلنا سنستقبل عام 2009 بكل أمل ..أمل التخلص من الاحتلال الذي لم يترك لحناُ مميتاً ضد الانسانية إلا وغناه، وعزفه معه كل صامت وراض عن هذا الظلم المبين.

فنانا السوري "صباح فخري" كان أول المعلنين عن رفضه الغناء والطرب هنا وغزة لا تسمع سوى صوت الرصاص وأنين الجرحى وزفرات الموتى.

الاستاذ الكبير صباح فخري

وقال لنا في تصريح خاص عبر الهاتف: " أنا إنسان من لحم ودم ، لي أهل ولي أولاد لي مبادئ جعلت قلبي يقطر دماً لما نشاهده على التلفاز، ولأجل كل ذلك كان لابد من اتخاذ موقف وإلغاء حفلة رأس السنة هي موقف تضامن مع كل فلسطيني سواء داخل الأراضي المحتلة أو خارجها، وهي تعبير عن السخط من أولئك الخانعين الراضين باستباحة هذه الأرض الطاهرة المعطرة بدماء ملايين الشهداء، وهنا أود القول أن هذا التصرف ليس الأول من نوعه فقد سبقه الغاء عدد من الحفلات لأسباب متعددة منها عام 2000 ، وبالتالي هذا الموقف بداخلي، وأنا سعيد أن هناك عدد من الفنانين اتخذوا موقفاً مماثلا، وهذا ليس غريب على أي فنان لأنه إنسان يتميز بالحس العالي والمشاعر المرهفة"

وتجدر الإشارة أن جميع الفنانين في سورية والوطن العربي أعلنوا إلغاء حفلات عيد رأس السنة تضامنا مع أهلنا في غزة كذلك فعل كل سوري، فلم تشهد الأسواق حركة الأعياد وعن هذا الموضوع قال "وائل العلي" صاحب محل بقالة: لم نشعر بقدوم عيد رأس السنة، فليس هناك زيادة في البيع وليس هناك رغبة في الفرح وأهلنا أطفالاً وشيوخاً نساءاً ورجالاً في فلسطين يموتون في كل قيقة ".

مجموعة من الفنانين السوريين يتجمعون من اجل غزة

الأمل يبقى كما يقول والدي:" هو الذي يساعدنا أن نكون جبالا لا تتزحزح".

السوريون في كل المحافظات رفضوا الاعتداء