«باشرت المؤسسة العامة للأعلاف باستلام محصول الذرة الصفراء من الفلاحين منذ (25/10/2008)، ووصلت الكميات المسوقة لدى فرع "الرقة" إلى /135/ ألف طن، منها /15/ ألف طن من "الحسكة"، والباقي من إنتاج محافظة "الرقة"، وقد قمنا باستلام هذه الكميات من المنتجين، بموجب بطاقات نظامية تمنحها مديرية الزراعة، للمساحات المرخصة أصولاً، والداخلة ضمن الخطة الزراعية لموسم عام /2008/.

وقد بدأنا بعمليات صرف قيم محصول الذرة الصفراء في "الرقة"، وبلغت مجموع القيم المصروفة للمنتجين من المحصول نحو /580/ مليون ليرة سورية، استفاد منها نحو/5490/ فلاحاً، وكان معدل السعر الوسطي للمحاصيل /13،5/ للكيلو غرام الواحد، وذلك حتى تاريخ (24/5/2009)، وفي هذه الأيام نحن بصدد صرف المبالغ التي تم تسويقها في الشهر الأخير من العام الفائت /2008/».

إن موعد زراعة محصول الذرة الصفراء جعلنا نقدم على زراعتها، كونها من المحاصيل التكثيفية، التي لا تتعارض مواعيد زراعتها مع المحاصيل الأخرى كالقمح والقطن، وبالتالي يمكن أن يستفيد الفلاح من قيمة هذا المحصول في تأمين مستلزمات زراعة المحاصيل الشتوية، وجاء تأخر صرف قيم المحصول بأثر سلبي على الزراعات الشتوية، فالفلاحون لم يستطيعوا أن يرووا حقول القمح بشكل مناسب لعدم توفر السيولة المالية

هذا ما ذكره المهندس الزراعي "أحمد الطراد" مدير فرع المؤسسة العامة للأعلاف في "الرقة"، أثناء حديثه لموقع eRaqqa بتاريخ (31/5/2009)، عن واقع صرف قيم محصول الذرة الصفراء في "الرقة" وأسباب تأخرها.

حقل ذرة صفراء

وأضاف "الطراد" قائلاً: «بدأت المؤسسة بصرف قيم المحصول منذ قرابة شهر ونصف، ومع هذا فإن جميع المبالغ التي صرفت في محافظة "الرقة" لم تتجاوز /33%/ من مجموع الكميات المسوقة، حيث تصل قيم المحاصيل التي لم تصرف حتى الآن إلى مليار و/400/ مليون ليرة سورية، وذلك لعدم توفر السيولة المالية في المؤسسة، ولهذا السبب، وحرصاً من المؤسسة على تأمين موارد مالية، قامت بتمديد الدورة العلفية الأخيرة حتى نهاية الشهر الحالي، بغية زيادة السيولة المالية واستكمال صرف ما تبقى من فواتير محصول الذرة الصفراء للمنتجين».

وحول معاناة الفلاحين من تأخر صرف قيم محصول الذرة الصفراء، تحدث لموقعنا المزارع "حمد الترن" قائلاً: «قمت بزراعة /150/ دونماً من أرضي بمحصول الذرة الصفراء، وهي مرخصة أصولاً من مديرية زراعة "الرقة"، ومنذ جني المحصول وتسويقه قبل نحو أربعة أشهر، مازلنا ننتظر صرف قيم محصولنا، وقد سبب لنا تأخر صرف قيمة المحصول إرباكات كثيرة خلال عمليات زراعة المحاصيل الشتوية، فاضطررت لاستدانة مبالغ كبيرة من المال حتى يتم صرف قيمة محصول الذرة الصفراء.

تخزين الذرة

وما زاد في معاناتنا مديونيتنا السابقة للمصارف الزراعية التي امتنعت عن تمويل المدانين، حتى يسددوا الالتزامات المترتبة عليهم، ومن التأثيرات الأخرى لتأخر صرف قيم المحصول، هو التقصير في إعطاء رية الإنبات للمحاصيل الشتوية، لعدم وجود سيولة مالية لشراء المحروقات، مما قد يؤثر على إنتاجية محصول القمح هذا الموسم».

كما حدثنا المزارع "عبد الرزاق الدرويش" عن خسارته من تأخر صرف فواتير الذرة الصفراء قائلاً: «إن موعد زراعة محصول الذرة الصفراء جعلنا نقدم على زراعتها، كونها من المحاصيل التكثيفية، التي لا تتعارض مواعيد زراعتها مع المحاصيل الأخرى كالقمح والقطن، وبالتالي يمكن أن يستفيد الفلاح من قيمة هذا المحصول في تأمين مستلزمات زراعة المحاصيل الشتوية، وجاء تأخر صرف قيم المحصول بأثر سلبي على الزراعات الشتوية، فالفلاحون لم يستطيعوا أن يرووا حقول القمح بشكل مناسب لعدم توفر السيولة المالية».

حقل آخر للذرة الصفراء

وحول أهمية محصول الذرة الصفراء، والآثار المستقبلية لمشكلة تأخر صرف قيم هذا المحصول، حدثنا السيد "أحمد المهباش" رئيس اتحاد فلاحي "الرقة" قائلاً: «إن أهمية محصول الذرة الصفراء، تنبع من كونها من أهم المواد العلفية للثروة الحيوانية، وخاصة الدواجن، كما يمكن الاستفادة من الحقول التي تم حصادها في توفير مراعٍ خصبة للمواشي، كما تستخدم الذرة الصفراء في صناعة أصناف ممتازة من الزيوت النباتية، لذلك يجب أن ندعم زراعة هذا المحصول، ونوسع الطلب على شرائه، بافتتاح مصانع لتصنيع الزيوت النباتية، ونقوم بزراعة المحصول وفقاً للخطة الزراعية المقررة، وأن نصحح الأخطاء التي حدثت أثناء تسويق محصول الذرة الصفراء موسم هذا العام، وذلك باستكمال صرف قيم المحصول.

كما يجب أن تلتزم وزارة الزراعة بتسويق كافة المحاصيل التي تتطابق مع مساحات الخطة الزراعية، كي نتجنب خسارة أي محصول من محاصيلنا الزراعية، التي تعتبر الدعامة الأساسية لاقتصادنا الوطني، ولعل نتيجة تأخير صرف فواتير الذرة الصفراء هذا العام سيجعل الفلاحين يحجمون وبشكل نهائي عن زراعة هذا المحصول، مما سيؤثر سلباً على سعر هذه المادة في المستقبل، وبالتالي سيكون لها انعكاسات كبيرة على أسعار المنتجات الحيوانية وخاصة الفروج، لأن الذرة الصفراء هي الغذاء الرئيسي في الجواهز العلفية الخاصة بالدواجن».