"الزبيب الأسود" صنّعه الأهالي من العنب الأسود بعد تجارب متكررة، وانتشر على نطاق واسع خلال فترة قصيرة لما له من فوائد صحية وعلاجية جعلته مفضلاً ومطلوباً للتخزين.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 17/9/2013 جمعت معلومات عن هذا المنتج المنزلي للتعريف بما يقدمه من فوائد لجسم الإنسان، ليكون أكثر من نوع للتسلية والتحلية في فصل الشتاء، كما حدثتنا السيدة "مهيرة الجبر" موظفة في المصرف المركزي في "السويداء"، وقد تعودت على تناول "الزبيب الأسود" لمعرفتها بفوائده للكبار والصغار، وقالت: «حبات سوداء طرية الملمس بنكهة مميزة مركزة الحلاوة، نرغب في تناولها لما لها من فوائد وقيمة غذائية، ويمكن تمييز نكهة "الزبيب الأسود" عن المصنع بالطريقة التقليدية من العنب "السلطي"، وقد تعرفت على هذا المنتج من خلال شخص مهتم بالغذاء الطبيعي، وقد تعودت على وجوده في المنزل، ليكون من بين الأنواع التي تكون مناسبة للتسلية، وبعد التعود على تناوله شعرت بما يقدمه من فوائد، لذا حرصت على تقديمه لأسرتي، وبفعل تجارب صحية تكررت جمعتُ معلومات تفيد بغنى "الزبيب الأسود" وأثره الواضح في حالات فقر الدم، ليكون مع مجموعة من المواد مثل التين المجفف والتمر، خلطة مقوية للدم ومغذية. يمكن لمن يعمل لساعات طويلة تناولها أثناء العمل لتمده بالطاقة، ولا ننسى أن هذا "الزبيب" يحضر تحت أشعة الشمس، وكلنا نعلم أثر هذه الطاقة على أجسادنا».

للزبيب بكل مكوناته فوائد تجمع عليها البحوث العلمية، فلدينا البذور التي ينصح بأكلها وهرسها مع حبات "الزبيب الأسود"، لكونها مفيدة في تثبيت "الكولاجين" الطبيعي، ودورها الواضح في نضارة البشرة وتحسين ملمسها، ولدورها في تقوية الدم وتجدده بشكل طبيعي، وتوصف لعلاجات الدورة الدموية في حالات مختلفة

"الزبيب الأسود" فرصة اقتصادية لاستثمار منتج زراعي له قيمة غذائية، وقد ساهم تطور الوعي الغذائي في التعريف به، كما حدثنا السيد "آصف الحناوي" من قرية "سهوة بلاطة"، وهو متخصص في الغذاء الطبيعي وحفظ الأصول الوراثية النباتية ومصنع للمادة، بالقول: «يعتبر العنب الأسود من أفضل الفواكه بالنسبة لقيمته الغذائية والعلاجية، حيث يحتوي على كثير من العناصر الغذائية، وأهمها سكر العنب الطبيعي "الغلوكوز" ويحتوي على كثير من الفيتامينات والمعادن، خصوصاً البوتاس والحديد. وبذلك يتمتع بميزة تجعله من أكثر الفواكه التي تساعد على تطهير الأعضاء الداخلية من الجسم، وهذه ميزة لا تقل أهمية عن فائدته الغذائية العالية.

السيدة مهيرة الجبر وزوجها والسيد آصف الحناوي

ولن نقول إن أهالي "السويداء" أول من صنعوا "الزبيب الأسود" نسبة إلى شجرة العنب القديمة العهد في "جبل العرب"، لأنه اختبر في عدة مناطق، لكنه تطور في "السويداء" بشكل كبير من حيث الكمية والانتشار، وكان العمل التقليدي يعتمد على العنب "السلطي" الذي يعطي "زبيباً" أشقر اللون، ونظراً لكثرة الدراسات التي درست عن العنب الأسود وفوائده ظهر الاهتمام بتصنيع "الزبيب" على الطريقة التقليدية، وهي فرصة كبيرة لاستثمار ما لدينا من إنتاج زراعي، وتتلاقى هذه الفكرة مع مع إمكانية الاستفادة من الثمار الزراعية وتحويلها إلى منتجات عديدة تدخل في برامجنا الغذائية، وتساهم في تطويرها، ولا ننسى آثار التوجه للغذاء الطبيعي من قبل شريحة كبيرة من أبناء "السويداء" في التعريف بقيمة هذا المنتج والرغبة في الحصول عليه كنوع من "المؤونة" لموسم الشتاء، وتعويد الأطفال على نكهته ليكون ضمن مجموعة كبيرة من الأطعمة اليومية، خاصة الصباحية لما لها من آثار في تغذية المخ».

وعن الفوائد الصحية "للزبيب الأسود" في تقوية الدم والصحة العامة يضيف السيد "آصف" بالقول: «للزبيب بكل مكوناته فوائد تجمع عليها البحوث العلمية، فلدينا البذور التي ينصح بأكلها وهرسها مع حبات "الزبيب الأسود"، لكونها مفيدة في تثبيت "الكولاجين" الطبيعي، ودورها الواضح في نضارة البشرة وتحسين ملمسها، ولدورها في تقوية الدم وتجدده بشكل طبيعي، وتوصف لعلاجات الدورة الدموية في حالات مختلفة».

السيد آصف الحناوي

لدينا فرصة كبيرة للقضاء على عادات غذائية خاطئة، في حال تقديم "الزبيب" للأطفال في إفطارهم الصباحي، وبنوعيه "الأسود" و"الأشقر". كما حدثتنا المهندسة "نادين العطواني" مهندسة زراعية متخصصة في علوم الأغذية، وبينت قيمته الغذائية، وقالت: «"الزبيب" من الناحية الغذائية مادة غنية بنوع من "السكريات" من تركيب السكر البسيط، وهي "سكريات" بطيئة الهضم، ومفيدة لسكر الدم، سكريات تناسب حتى المرضى، حيث يمكن لمرضى السكري تناولها بحدود مدروسة، وهنا لابد من التركيز على بذور العنب بوصفها "مضاد أكسدة" طبيعي يحوي مادة " الفلافونيدات"، وهي مادة طبيعية يحتاجها الجسم، وهي مقاومة لأمراض: القلب والسرطان والتهاب المفاصل وتقدم السن وغيرها الكثير من الأمراض، ولها فوائد جمالية للبشرة وحمايتها من التصبغات.

ولتتحقق الفائدة يمكننا العمل على إدخال هذه المادة في وجبات الأطفال، ليكون ضمن إفطارهم الصباحي لتغذية المخ، وتسلية ترافق الطفل في حال شعر بالجوع، مادة غنية تمد جسمه بالطاقة خاصة إذا ترافقت مع قليل من المكسرات، ولأن "الزبيب" فاكهة مجففة، فيمكن الاستفادة منه بقدر حصتين إلى أربع حصص يومياً بما لا يتجاوز ربع كوب يومياً، هذه المادة صديقة متبعي الغذاء الطبيعي وهي متوافرة في الأسواق بشكل جيد، ومن فوائدها: تثبيط نمو الأورام ومنع تخثر الدم، ولأمراض الدم والدورة الدموية، ومضاد للفيروسات، وتعتبر "أسبيريناً" طبيعياً».

الزبيب الأسود فطور صباحي

الجدير بالذكر أن المادة خلال الموسم الذي يحل في نهاية الشهر التاسع، تتوافر بكثرة في أسواق "السويداء" مع فارق لا يتجاوز 50 ليرة عن أسعار الكيلو الواحد "للزبيب الأشقر".