«لعل وفاة المطربة الكبيرة "اسمهان" لم يكن خسارة فنية فحسب بل سبب وفاتها خسارة في الساحة الفنية وقضى نحب خمس مواهب إبداعية كان يمكن لها أن تشكل منعطفاً في الموسيقا العربية، إذ أول ما قضت على موهبة التطوير في الموسيقا من خلال إبداعات الموسيقار الكبير "محمد القصبجي"».

الحديث كان للباحث الموسيقي الدكتور "محمد العلاني" القادم من "باريس" لاستكمال أبحاثه الموسيقية، لموقع eSyria، وأضاف يقول: «إن الموت الأول كان لإبداعات "القصبجي" في تطويره للموسيقا العربية ودخول فكر الموسيقا العربية العالمية إذ بدأ مشروعه في أغنية "يا طيور" التي أعطاها لـ"أسمهان"، ورحيلها قتل فكرة التجديد، بل يمكن القول إنه عوقب على عمله ليقف جانباً عن التلحين ويكتفى به عازفاً لآلة العود في فرقة السيدة "أم كلثوم".

سأثبت مقولتي أنه في عام 1940 -1941 لحن "السنباطي" لها "قصيدة "ابن زيدون" "قرطبة الغراء"، و"الدنيا في أيدي والكل عبيدي، وطلع الفجر على عيد الجلوس"، و"القصبجي" قدم لها "اسقنيها بابي أنت وأمي، وراعي الابدان في الوادي سلامة، وعيد ميلادك وضاح السنا، وفرق بينا ليه الزمان، ويا بهجة الايام"، والأهم أنها لم تكن متفرغة، وغابت عامي 1942- 1943 وفي نصف 1944 وخلال شهر أي ما بين منتصف حزيران ومنتصف تموز أي قبل وفاتها بأيام قدم لها القصبجي "امتى حا تعرف، وأنا إلي استاهل"، والسنباطي "أنا بنت النيل، وأيها النائم" ولعل هذا مؤشر كبير على بطلان ما أتى به الكثيرون من المؤرخين، ويدل بشكل قاطع على تلهف عمالقة التلحين لتقديم ألحانهم الجميلة لها، لأنهم بعد وفاتها وخاصة القصبجي قد توقف والسنباطي انغمس في التقليد الكلاسيكي فقط، أما شقيقها "فريد" فيكفي أنه لحن أغنيته "يا زهرة في خيالي" و"يا قلب يا مجروح"

ثم الموت الثاني كان لمجدد التطريب في القصيدة الكلاسيكية الموسيقار المبدع "رياض السنباطي"، ثم الفكر الموسيقي العربي الذي كان يعمل عليه موسيقار الأجيال "محمد عبد الوهاب" والذي بدأ مع "اسمهان" في "قيس وليلى، ومحلاها عيشة الفلاح" حيث قدم أغنية "إن كنت أسامح" مبتدئاً باستخدام ثقافته الموسيقية والفكرية، ثم المنافسة الشريفة والجديرة بينها وبين "أم كلثوم" والذي كان على "أم كلثوم" أن تخرج من نطاقها التقليدي إلى التجديد والتطوير للموسيقا إذ كانت الألحان التي غنتها قبل عام 1944 أي وفاة "اسمهان" اهم بكثير مما غنته بعد وفاتها، بل طالبت التقليد التطريبي وانغمست فيه معتمدة على الاستعراض الصوتي وجمالية صوتها وأدائها المتميز.

الدكتور محمد العلاني

والموت الأهم في نظر جميع النقاد هو إبداع الموسيقار الكبير "فريد الأطرش" الذي بدا معها كأحد العمالقة في ألحانه بفيلمي "انتصار الشباب" و"غرام وانتقام" إذ استطاع التساوي بالألحان مع كبار الملحنين ذاك العصر "القصبجي والسنباطي وعبد الوهاب وزكريا أحمد"، لأن نصره في فيلم "انتصار الشباب" في ألحانه وصوت "اسمهان" وبعد وفاتها توقف مشروعه وبدأ بالأوبريتات السينمائية والأغنية الشعبية الذي رسم هويتها في العالم العربي وتخلى إلا عن بعض الإبداعات الكبيرة كـ"حبيب العمر، ونجوم الليل، وبنادي عليك" وغيرها لكن بالمقارنة مع ألحانه في "ختم الصبر، ويا نسمة تسري إلى ديار الحبيب" فهي عادية».

وبيّن الباحث الدكتور "محمد العلاني" بالقول: «سأثبت مقولتي أنه في عام 1940 -1941 لحن "السنباطي" لها "قصيدة "ابن زيدون" "قرطبة الغراء"، و"الدنيا في أيدي والكل عبيدي، وطلع الفجر على عيد الجلوس"، و"القصبجي" قدم لها "اسقنيها بابي أنت وأمي، وراعي الابدان في الوادي سلامة، وعيد ميلادك وضاح السنا، وفرق بينا ليه الزمان، ويا بهجة الايام"، والأهم أنها لم تكن متفرغة، وغابت عامي 1942- 1943 وفي نصف 1944 وخلال شهر أي ما بين منتصف حزيران ومنتصف تموز أي قبل وفاتها بأيام قدم لها القصبجي "امتى حا تعرف، وأنا إلي استاهل"، والسنباطي "أنا بنت النيل، وأيها النائم" ولعل هذا مؤشر كبير على بطلان ما أتى به الكثيرون من المؤرخين، ويدل بشكل قاطع على تلهف عمالقة التلحين لتقديم ألحانهم الجميلة لها، لأنهم بعد وفاتها وخاصة القصبجي قد توقف والسنباطي انغمس في التقليد الكلاسيكي فقط، أما شقيقها "فريد" فيكفي أنه لحن أغنيته "يا زهرة في خيالي" و"يا قلب يا مجروح"».

الموسيقار محمد القصبجي
الموسيقار رياض السنباطي