تعد الزراعة المهنة الأساسية لأبناء محافظة "السويداء"، وعلى مواسمها يعتمدون في رزقهم، والأعوام التي تحمل الوفرة والخير في المطر والغلال تكون بمثابة الفرج الذي ينتظره الكثيرون، حيث كانت أعراسهم وأفراحهم تتوقف على ما تنتجه أرضهم، فقد كان الأب يعد ابنه بالزواج في حال كان الموسم وفيراً وجادت عليهم السماء بالخير.

فتجد الأرض عند الفلاحين غالية كالأبناء، وهي كريمة تعطي من يعطيها وتبخل على من يبخل عليها، لذلك تجدهم يجتهدون في العناية بها ورعايتها، ويتنافسون فيما بينهم بجودة إنتاجها ونوعيته للحصول على أفضل منتج ينافس في السوق المحلي والعربي.

كبرنا مع الأرض، كنت صغيراً يوم جاء أبي بغراس الزيتون من محافظة "إدلب" وزرعها، ولكن أذكر جيداً العمل في الأرض ومساعدة والدي منذ الطفولة، ومواسم الحراثة والتقليم وإلى اليوم اهتمامي بالأرض لم يقل عما كان سابقاً على الرغم من وظيفتي، مازالت الأرض جزءاً هاماً من اهتماماتنا، تابعت ما بدأه والدي واستفدت كثيراً من خبرته، إلى اليوم جميع الأعمال التي تتم باشرافه رغم أن صحته لم تعد تساعده على العمل بالأرض، إلا أنه متابع لأدق التفاصيل، وحصلنا في عام 2005 على الجائزة الثالثة في إنتاج القمح، كنا مهتمين بمواعيد الحراثة وبتحليل التربة واستخدام السماد المناسب حتى حصلنا على أفضل النتائج، وحصلنا على الجائزة الأولى على مستوى المحافظة والثالثة على مستوى القطر في إنتاج العنب عام 2007، بالنسبة للزيتون لم نأخذ جائزة ولكن لدينا نوعية زيت ممتازة، نعمل على توسيع مشاريعنا وتطويرها باستمرار مستفيدين من كل جديد في مجال الزراعة والبحوث الزراعية لننافس بانتاجنا ليس في السوق المحلية فقط بل في السوق العربية أيضاً

وباتت الوحدات الإرشادية في الوقت الحاضر تساهم بشكل فعال في إرشاد الفلاحين وتوعيتهم وتحفيزهم على الارتقاء بمستوى منتجهم من حيث جودته ونوعيته من خلال المباريات الإنتاجية والمدارس الحقلية التي تقيمها الوحدات الإرشادية على مدى عام كامل، ولا يغفل الجهد الشخصي للفلاح ومتابعته لكل جديد في مجال البحث الزراعي، الأمر الذي يساهم في تطور منتجه وتميزه، ومن الفلاحين المعروفين في هذا المجال السيد "شحاذة عكوان" أحد المزارعين من قرية "رساس" الحاصل على عدد من الجوائز على مستوى المحافظة ومستوى القطر أيضاً في الإنتاج الزراعي، وقد تحدث عن تجربته لموقع eSuweda قائلاً:

مشروع العنب

«نحن نعتمد على الأرض كمصدر أساسي للرزق، ومثلما ننتظر منها المحصول الجيد يجب أن نعطيها الاهتمام والرعاية، أهتم بالدرجة الأولى بجودة المحصول أكثر من اهتمامي بالكم، والحمد لله كل شيء متوافر الأرض الخصبة الصالحة للزراعة وبشكل خاص أراضي قرية "رساس" التي تتميز بخصوبتها ووفرة مياهها فقرية "رساس" هي قرية الينابيع، بالإضافة إلى مناخها المعتدل، ورثت الأرض عن والدي وورثت حبها أيضاً، وتعلمت منه أن الأرض كريمة وهي أكرم منا وتعطينا مثلما نعطيها، فمنذ نشأتنا ونحن نعمل بها حتى غدت جزءاً أساسياً من حياتنا، ولا يكفي أن نعمل بل أن نحب العمل الذي نقوم به، ففي عام 1987 كان لدي إحدى عشرة شجرة تفاح فقط ضمن مشروع الزيتون الذي أصبح عمره الآن أربعين عاماً ويمتد على مساحة ثلاثين دونماً، عندما حصلت على الجائزة الثانية على مستوى المحافظة بإنتاج التفاح، وكنت قد بدأت منذ عام 1980 بزراعة مشروع العنب المروي على مساحة عشرة دونمات، وأشار علي المهندسون بزراعة أشجار مرة وتطعيمها، لأن الشجر المر لا يتأثر بالأمراض، وبالفعل زرعت شجر عنب مر وقمت بتطعيمه بصنف مبكر لم يتأقلم مع منطقتنا، ثم طعمناه بصنف ممسك ولم يلق التسويق الكافي، ثم بالأصول الموجودة في منطقتنا "الحلواني" و"السلطي" و"البلدي"، واستشرنا العديد من المهندسين وأصحاب الخبرات حتى حصلنا على أفضل النتائج في الإنتاج، بالإضافة إلى الري المنتظم فلدينا اشتراك في مشروع الري من سد "سهوة بلاطة"».

الأستاذ "وسيم عكوان" ابن السيد "شحاذة" تابع بالقول: «كبرنا مع الأرض، كنت صغيراً يوم جاء أبي بغراس الزيتون من محافظة "إدلب" وزرعها، ولكن أذكر جيداً العمل في الأرض ومساعدة والدي منذ الطفولة، ومواسم الحراثة والتقليم وإلى اليوم اهتمامي بالأرض لم يقل عما كان سابقاً على الرغم من وظيفتي، مازالت الأرض جزءاً هاماً من اهتماماتنا، تابعت ما بدأه والدي واستفدت كثيراً من خبرته، إلى اليوم جميع الأعمال التي تتم باشرافه رغم أن صحته لم تعد تساعده على العمل بالأرض، إلا أنه متابع لأدق التفاصيل، وحصلنا في عام 2005 على الجائزة الثالثة في إنتاج القمح، كنا مهتمين بمواعيد الحراثة وبتحليل التربة واستخدام السماد المناسب حتى حصلنا على أفضل النتائج، وحصلنا على الجائزة الأولى على مستوى المحافظة والثالثة على مستوى القطر في إنتاج العنب عام 2007، بالنسبة للزيتون لم نأخذ جائزة ولكن لدينا نوعية زيت ممتازة، نعمل على توسيع مشاريعنا وتطويرها باستمرار مستفيدين من كل جديد في مجال الزراعة والبحوث الزراعية لننافس بانتاجنا ليس في السوق المحلية فقط بل في السوق العربية أيضاً».

الأستاذ "وسيم عكوان"

كما التقينا أحد المراقبين الزراعيين من الوحدة الإرشادية في قرية "رساس" والمتابع لمشاريع السيد "شحاذة" الأستاذ "توفيق شحاذة" الذي أضاف: «الوحدة الإرشادية في قرية "رساس" يتبع لها ثلاث قرى "رساس" و"سهوة بلاطة" و"كناكر" وعلى مستوى الإرشادية أستطيع أن أقول إن السيد "شحاذة" المزارع الوحيد الذي يهتم بمحاصيله وغراسه بشكل كبير ويعطيها حقها، يزور الوحدة الإرشادية بشكل دوري ومستمر ويستفيد من كل جديد في مجال الزراعة والبحوث الزراعية، كما أنه مواظب على الحراثة والتقليم وتحليل التربة ووضع الأسمدة والرش بمواعيده المنتظمة وبإشرافنا، دائماً مشاريعه مميزة وإنتاجه مميز سواء على صعيد المحاصيل الحقلية أو الزراعات المحلية التي تشتهر بها محافظة "السويداء" وهي العنب والتفاح، وحصل على العديد من الجوائز من خلال المباريات الإنتاجية التي تقيمها الوحدات الإرشادية بشكل دوري ولكن الفلاح لا يرشح فيها إلا كل ثلاث أو أربع سنوات مرة.

وقد قام منذ ثلاث سنوات بتجربة أتوقع لها النجاح حيث إنه زرع وعلى مساحة أربع دونمات لوزاً مرّاً وقام بتطعيمه بطعم وسيط وهو الجارنك ثم طعمه بالمشمش، فشجرة المشمش تعيش بشكل عملي بين 25-30 سنة، ولكن في منطقتنا لا تعيش الأشجار إلا أربع أو خمس سنوات، فقد انتشرت وبسبب الجفاف حشرة الكابنودس وهي حشرة تصيب منطقة التاج بالشجرة وسبع أو ثمان يرقات كافية للقضاء على مشروع كامل، وهذه الحشرة قضت على 90% من اللوزيات الموجودة بالمناطق الجافة من "امتان" و"عرى" ومناطق الاستقرار الأولى والثانية، ولكنها لا تؤثر على الشجر المر، كما أن الرش باستمرار قد يساهم بشكل كبير في مكافحتها، ولكن إذا قام أحد الفلاحين بالرش والحقل المجاور له لم يفعل الشيء نفسه فإن الإصابة ستنتقل مجدداً إلى الحقل الذي تمت فيه المكافحة، وهذا يتطلب زيادة التوعية لدى الفلاحين وزيادة اهتمامهم بمحصولهم، هناك تواصل مع الفلاحين بشكل دائم وتعاون بشكل مستمر من أجل القضاء على جميع الحشرات والآفات التي تصيب الأشجار والمحاصيل الحقلية للحصول على منتج نظيف وصحي وذو جودة عالية».

مساحة صغيرة ... لكنها مستثمرة