ربما كان لتلك الرياح العاتية التي هبت في خريف عام 1992م الفضل الكبير في انطلاق مشروع "الشهابي" لإنتاج خل التفاح.. فعندما جاء إلى محافظة "السويداء" للعمل في زراعة التفاح لم يخطر في باله الاتجاه في يوم لتصنيع الخل، ولكنها المصادفة هي من رسمت له طريقه في هذا المجال..

يعد حالياً مشروعه لإنتاج الخل الطبيعي العضوي من أنجح المشاريع في المحافظة، وفي حديثه لموقع eSuweda تحدث الأستاذ "كنانة الشهابي" عن بداياته في تصنيع الخل بقوله:

أعمل مع الأستاذ "كنانة" منذ خمس سنوات، وقد تعلمت منه الكثير تعلمت كيفية إنتاج الخل وطريقة زراعة التفاح أيضاً ومواعيد التقليم، فبالنسبة لطريقة صنع الخل يهرس التفاح ويوضع في حجرات من معدن الكروم حيث يتم تخميرها إلى كحول وبعد ستة أشهر يستخرج السائل ويوضع في خزانات أصغر حيث تتم عملية تخمير بطيئة وهنا يبدأ التحول إلى الخل. وبعدها يكرر عبر أربع مراحل ويعبأ آلياً في عبوات زجاجية، وأنا أعمل على جهاز التعبئة.. ونقوم بعد تعبئة الخل في العبوات الزجاجية بوضع اللصاقة بشكل يدوي مع الحفاظ على الدقة البالغة.. والمميز في عبوات خل "الشهابي" وجود كتيب مرفق بكل عبوة يتحدث عن الفوائد العلاجية لخل التفاح

«الرياح العاتية التي هبت في ذلك العام أدت إلى تساقط محصول التفاح على الأرض، وكنا قد اعتدنا تصريف الإنتاج عن طريق المؤسسة العامة التي عرضت أن تشتري مني محصولي بقيمة ليرة واحدة للكيلو غرام.. ولكني كنت قد اقتنعت بخسارتي وأردت تحملها بنفسي لذا لم أبع المحصول في ذلك العام ووضعته في براميل بلاستيكية وكانت الكمية كبيرة بما يعادل 600 صندوق.

الأستاذ "كنانة الشهابي" صاحب معمل انتاج الخل

في العام الذي تلاه فتحت البراميل التي بقيت مغلقة عاماً كاملاً لأرى ما حدث بالتفاح المخزن فيها.. وكانت المفاجأة أتلفت كافة البراميل باستثناء خمسة منها لأنها كانت ممتلئة بخل طبيعي لم أتذوق في حياتي طعماً يشبهه.

قمت بمراسلة أصدقائي في فرنسا وأمريكا الذين أرسلوا لي كل ما كتب عن خل التفاح، وبدأت بالعمل إلى أن حصلت على نتائج مذهلة».

"هشام فياض" عامل على جهاز تعبئة الخل

أما عن العام الذي بدأ فيه بإنتاج الخل، أضاف: «في السنوات الخمس الأولى كان إنتاجي يذهب إلى الأصدقاء والمعارف والأقارب، ويوزع كل ما أنتجه.. وعندما تأكدت من حصولي على المنتج الذي أطمح إليه، وعندها بدأت بالإنتاج الفعلي في عام 1998م وبدأت عبوات خل "الشهابي" بالتوافر في الأسواق.

انطباعات ايجابية كثيرة تركها هذا المنتج لدى الناس، وبدأ الطلب يتزايد عليه بشكل كبير.. لأنه طبيعي وغير ممدد ويصنع من التفاح العضوي الخالي من أي أثر للمواد الكيميائية والمبيدات الحشرية، لذا أنا لا أستخدم إلا التفاح الذي تنتجه أرضي لأنه تفاح عضوي، ولتأمين الكمية اللازمة والمطلوبة من الخل فقد قمت في العام الماضي بوضع كافة الأصناف الصفراء من التفاح بدءاً من النخب الأول في إنتاج الخل والأصناف الحمراء من النخب الثالث وما دون، إذ اعتمد في تصريف الإنتاج على التصدير إذ يصدر معظم الإنتاج إلى ليبيا والإمارات واستراليا بالإضافة إلى التوزيع في الأسواق السورية».

عبوات من خل "الشهابي"

"هشام فياض" من العاملين في المعمل قال: «أعمل مع الأستاذ "كنانة" منذ خمس سنوات، وقد تعلمت منه الكثير تعلمت كيفية إنتاج الخل وطريقة زراعة التفاح أيضاً ومواعيد التقليم، فبالنسبة لطريقة صنع الخل يهرس التفاح ويوضع في حجرات من معدن الكروم حيث يتم تخميرها إلى كحول وبعد ستة أشهر يستخرج السائل ويوضع في خزانات أصغر حيث تتم عملية تخمير بطيئة وهنا يبدأ التحول إلى الخل.

وبعدها يكرر عبر أربع مراحل ويعبأ آلياً في عبوات زجاجية، وأنا أعمل على جهاز التعبئة..

ونقوم بعد تعبئة الخل في العبوات الزجاجية بوضع اللصاقة بشكل يدوي مع الحفاظ على الدقة البالغة.. والمميز في عبوات خل "الشهابي" وجود كتيب مرفق بكل عبوة يتحدث عن الفوائد العلاجية لخل التفاح».

"سليم الحميدي" صاحب مركز "ابن سينا" لبيع مستحضرات الأعشاب الطبيعية وخبير في الطب البديل تحدث لموقعنا عن فوائد الخل العلاجية بقوله: «يوجد أنواع عديدة من الخل مثل خل التفاح وخل الزنجبيل وخل الرمان وخل الثوم وخل الكرز، ولكن الأكثر تواجد في "السويداء" خل العنب وخل التفاح الذي يعتبر من أفضل أنواع الخل في العالم.

ولخل التفاح فوائد علاجية كثيرة، حيث يصنع من كأس من الشاي مع ملعقة خل تفاح ما يسمى بالشاي العجيب ويفيد للشحوم الثلاثية والغازات وفي علاج الروماتيزم وآلام المفاصل والمناقير.

ويمكن أن يدهن الخل على أماكن التهاب العصب، ويعالج مرض النقرس أو ما يسمى داء الملوك، ويساهم في خفض الكوليسترول إلى حد معقول، ومعالجة نزلات البرد وإراحة الجيوب الأنفية، والشفاء من التهاب اللوزات والحنجرة وغيرها الكثير.. إلا أنه لا يجوز أن يستخدمه المصابون بالقرحة المعدية ومرضى القصور الكلوي والإثني عشرية».