من خلال كاميراتهم حاولوا توثيق حالات الطبيعة والإنسان، همهم مشاركة الآخر بالإحساس بالجمال. هم أربعة من أطباء الأسنان المتميزين في محافظة "السويداء" ولهم شهرة واسعة، لكن قد يستغرب المستمع عندما يعرف أن منشأ الشهرة كان من المهنة ومن هواية التصويرالضوئي التي بدأت بسيطة لتصبح مبعثاً للراحة والتفاعل الخلاق مع الطبيعة.

والأطباء هم: "منير الشعار" و"فاضل البني" و"جمال نصر" و"مأمون الصفدي"، حيث عرف عنهم الخروج للطبيعة مع عدد من الهواة من مهندسين وفنانين ومهتمين، أولئك الذين يشكلون نواة لنادي التصوير الضوئي في "السويداء".

لا ننكر أن للدكتور "منير" الدور الأهم في توجيه اهتمامنا للكاميرا كموثق للحظات هامة، وكانت فترة الدراسة الجامعية في كلية طب الأسنان جامعة "دمشق" مرحلة هامة ساهمت في خلق نوع من التقارب بالهوايات، وخلال أعوام الدراسة أخذ اهتمامنا بالتصوير يتطور ليكون أهم هواية نمارسها في أوقات الراحة وعندها نلتقي

ما الربط بين طب الأسنان والتصويرالضوئي؟.... وأسئلة أخرى أجاب عنها الدكتور "منير الشعار" والدكتور "مأمون الصفدي" لموقع eSuweda الذي رغب في تسليط الضوء على تجربتهم الفنية.

من لوحات د.فاضل البني

عن علاقة الطب بالتصوير الضوئي يجيب الدكتور"منير" بقوله: «الطبيب الذي درس جسم الإنسان والتكوين الخلوي يتفاعل مع الحياة ويعي دورة الحياة بما فيها من ترابط بين عناصرها المختلفة وجماليتها، التي تنبع من لحظات التحول تلك التي يشعر المصور الضوئي أنه يثبتها ويوثقها، هي محاولة لنقل الإحساس تفتح آفاقاً أوسع للعلاقة مع الطبيعة وتحرضه للخروج إليها والحصول على لقطات متميزة ليجسد التكوين باللحظة المناسبة، وهذا ما يتطلب عزماً وتدريباً للنفس على الوصول لهذه اللحظات، فلا يشعر بالتعب إذا اجتاز أكثر من مئة كيلومتر في أجواء البرد أو الحر أو غيرها من الظروف الجوية.

وبشكل عام فهناك مناظر وتشكيلات في هذه الحياة تأخذ أحياناً صوراً عقلية وأخرى حسية لا يراها إلا من لديه هذا العمق من الإحساس بالجمال، وقد أثرت بمن تبعوا التصوير من قبلنا وإذا عدنا لتجارب سابقة نتذكر الدكتور "قتيبة الشهابي" أهم من وثق لمدينة "دمشق" القديمة وكان طبيب أسنان، وبالنسبة لمحافظتنا نتذكر الدكتور "عصام أبو عسلي" وكان أول الأطباء الذين اختبروا التصوير الضوئي وله تجربة في هذا المجال».

من أعمال د.جمال نصر

عن البدايات وهل أنتج هذا الفريق عملاً مشتركاً أجاب الدكتور "مأمون" بقوله: «لا ننكر أن للدكتور "منير" الدور الأهم في توجيه اهتمامنا للكاميرا كموثق للحظات هامة، وكانت فترة الدراسة الجامعية في كلية طب الأسنان جامعة "دمشق" مرحلة هامة ساهمت في خلق نوع من التقارب بالهوايات، وخلال أعوام الدراسة أخذ اهتمامنا بالتصوير يتطور ليكون أهم هواية نمارسها في أوقات الراحة وعندها نلتقي».

ويضيف الدكتور"منير": «في البداية عملنا من خلال جمعية "العاديات" حيث قمنا بتصوير أكثر من 1500 موقع أثري في المحافظة، ولأن التصوير عمل مفتوح غير مقيد بزمان ولا مكان وغير مقيد بخطوط، كان الاهتمام بشكل عفوي بالمواقع الجغرافية، لنتعرف على تقسيمات الجبل لتعميق معرفتنا بما يختزنه من جمال لا يعرف عنه الكثير، حيث ندرس جغرافية المكان من حيث التكوين والنشأة والامتداد والتوضع وقيمتها المعمارية والإنتاجية والاقتصادية والقيمة السياحية، ومن الطبيعي أن نزور المكان أكثر من مرة في أكثر من فصل وبأكثر من طقس».

من أعمال د.مأمون الصفدي

وعن رغبتهم بالاحتراف لخصا فكرتهما، بما يلي: «نحلم أن نبقى هواة في الإنتاج محترفين في العمل، لأن الانتقال للاحتراف سيقيد العمل وينزع عن الهواية صفة الحرية، ولاشك أننا بعد هذه السنوات امتلكنا مخزوناً من اللقطات وشاركنا بها في معارض فردية ومشتركة خاصة معارض النادي في "دمشق"، وأعمالنا بشكل عام مشتركة حيث نجتمع على لقطة معينة نعيدها وندرسها وبالتالي فهي تمثل إحساساً مشتركاً».

يذكر أن للأطباء الهواة مشروعهم الثقافي للتعريف بمناطق المحافظة وعرضها كلقطات فنية من خلال الساحات بقصد الترويج الداخلي، المشروع بتكلفة مالية عالية يحاولون خلق نواة له مع كل المهتمين من جمعيات أهلية وثقافية.