«من أجمل المظاهر تلك التي نراها في أفراح القرى، عندما تتشارك النساء في إعداد ولائم الأفراح، حيث ترى النساء يحملن أطباق القش الممتلئة بالبرغل، مزينة بالورد، ليدخلن المنازل مهنئات مباركات مع زغاريد الفرح، وبالتالي فإن النساء في جبل العرب لا يمكنهن الاستغناء عن صناعة "القش" وإذا لم تتمكن بعض النساء من إتقان الصناعة فإنها بلا شك تسعى لاقتناء قطع متعددة مما يسمى طبق القش، والمعجن، والجوني والصناديق الجميلة...».

هذا حديث "ريم أبو حسون" من الوحدة الإرشادية في قرية "لبين" لموقع eSuweda خلال افتتاح معرض النساء الريفيات في القرية بتاريخ8/7/2009

تظهر المعروضات اهتمام النساء ورغبتهن بالتعلم وما عرض من مصنوعات من القش كانت متميزة خاصة أن ما صنع من قطع له عدة استخدامات يمكن لنا الاستفادة منها في المنزل فهذا وعاء للخبر وتلك لمعدات الخياطة وآخر للألبسة وغيرها مما يمكن أن تتفنن به يد النساء الماهرات وقد جذبت هذه القطع انتباه من زار المعرض من خارج القرية وأخذوا يسألون عنها بهدف الشراء لجمال منظرها وإمكانية الاستفادة منها، وهذا شيء طبيعي لأن "القش" كان الزينة الأجمل التي لكل المنازل

وتابعت: «حاولت المتدربات الاستفادة من خبرة الجدات في هذه الصناعة وما يثير الاهتمام أن "القش" المستخدم لم يقتصر فقط على القش الصناعي الذي يصنع من مادة البلاستيك، بل قدمت المشاركات مجموعة من الأعمال التي اعتمدت على مادة "القش الطبيعي" الذي تجمعه النساء من حقول القمح، وهي المادة التي كانت معظم النساء تجمعها في موسم الحصاد، فلم يكن جني المحصول هو العمل الوحيد لأن النساء كانت تشغل وقتها بجمع "القش" ومن ثم تقوم بمعالجته من خلال النقع بالماء لفترات محددة وصباغته حسب الحاجة بألوان جميلة نتذكرها جميعاً لتكون القطعة مميزة بتدرجات الألوان ومنها الأخضر والأحمر والأصفر إضافة للون الطبيعي لنبات "القمح"، وبالطبع كلها ألوان مشرقة وجميلة».

ريم أبو حسون

المهندسة "هدى زهر الدين" رئيسة دائرة المرأة الريفية في مديرية زراعة "السويداء" بينت أهمية التذكير بالقش كمهارة يدوية وقالت: «كي لا تدخل صناعة "القش" مدارج النسيان نحاول باستمرار وفي كل معارض الأعمال اليدوية أن نخصص ركناً خاصاً لهذه الصناعة التي كانت رفيقة الجدات والأمهات عبر القرون الماضية، وكانت الشغل الشاغل للنساء في القرية والمدينة، اليوم في معرض "لبين" قدمت المشاركات في الدورات التي سبقت المعرض مجموعة كبيرة ومتنوعة من المعروضات وكلها من إنتاج السيدات والفتيات، وقد يستغرب البعض أن الفتيات خلال زمن بسيط لا يتجاوز الشهر أتقنّ الخياطة وعدداً من المهارات التي تركز عليها دائرة المرأة الريفية، من خلال برامجها التنموية المعدة للنساء القاطنات في الريف، ما يوفر لهن فرصة العمل والإنتاج أو على الأقل تأمين متطلبات واحتياجات الأسرة لتخيط السيدة ملابس الأطفال أو تصنع بعض المطرزات أو تصنع من القش أشكال متميزة يمكن أن تدر عليها بعض الأرباح».

المهندسة "حنان صيموعة" أكدت أنه بالإمكان الاستفادة من صناعة "القش" وتطويرها بما ينسجم مع الاستخدامات العصرية وقالت: «تظهر المعروضات اهتمام النساء ورغبتهن بالتعلم وما عرض من مصنوعات من القش كانت متميزة خاصة أن ما صنع من قطع له عدة استخدامات يمكن لنا الاستفادة منها في المنزل فهذا وعاء للخبر وتلك لمعدات الخياطة وآخر للألبسة وغيرها مما يمكن أن تتفنن به يد النساء الماهرات وقد جذبت هذه القطع انتباه من زار المعرض من خارج القرية وأخذوا يسألون عنها بهدف الشراء لجمال منظرها وإمكانية الاستفادة منها، وهذا شيء طبيعي لأن "القش" كان الزينة الأجمل التي لكل المنازل».

المهندسة هدى زهر الين
بعض المعروضات