عادت الحياة من جديد إلى محمية "اللجاة" التي سجلت في العام الماضي كمحمية للإنسان والمحيط الحيوي، ليكتب لها أن تحيا كما كانت من قبل موئلاً للحياة البرية المتنوعة.. ومع دخول فريق العمل المخصص لمراقبة طيور الأرض البازلتية المدهشة، ظهر إليهم "نسر الثعابين السوري" في مفاجأة لم تكن تخطر على بال أحد.

وقال الباحث في مجال الطيور "وجيه القنطار" والعامل ضمن الفريق الوطني المكلف في المحمية لموقع eSuweda عن هذا الاكتشاف الفريد: «إن الفريق سجل تواجداً لطائر "نسر الثعابين السوري" ذو الأصابع القصيرة النادر الوجود في العالم، وهو دليل حي على عودة الأنواع الحيوية إلى اللجاة، حيث تم تسجيل هذا النسر عدة مرات في محمية اللجاة، وتم التعرف على أربعة طيور منه بأحجام مختلفة خلال فترة البحث التي استمرت أربعة أيام، وضمن قطاع واحد فقط من القطاعات الكثيرة المستهدفة التي تمت خلال شهري آذار وآب».

إن الفريق سجل تواجداً لطائر "نسر الثعابين السوري" ذو الأصابع القصيرة النادر الوجود في العالم، وهو دليل حي على عودة الأنواع الحيوية إلى اللجاة، حيث تم تسجيل هذا النسر عدة مرات في محمية اللجاة، وتم التعرف على أربعة طيور منه بأحجام مختلفة خلال فترة البحث التي استمرت أربعة أيام، وضمن قطاع واحد فقط من القطاعات الكثيرة المستهدفة التي تمت خلال شهري آذار وآب

ويعتبر هذا النسر من الطيور الجارحة المهمة للتوازن البيئي، ولكنه غير مقيم، ويبقى في حالة هجرة دائمة، حيث ذكر "القنطار" «أن البيئة التي يعيش فيها هذا النسر هي السهول المشجرة المفتوحة، والتلال الصخرية وشبه الصحراوية، ويفضل العيش على الأشجار، وأن الميزة الأساسية لهذه النسور أنها تبقى لأشهر لا تأكل سوى الأفاعي التي تبتلعها دفعة واحدة حتى لو وصل طولها إلى المترين، وإذا ما غيرت طعامها فهي لا تأكل سوى الحرباء التي تبقى في معدتها حية لعدة ساعات، وهي مهمة جداً في القضاء على الفئران، وتؤكد الكتب العالمية والدراسات المتوافرة عن هذا النسر أنه لا يوجد منه سوى خمسة أزواج في روسيا، وثلاثة في قبرص فقط، ولكننا اكتشفنا أنها تقتات على ثمرة السويد والبطم (وهي ثمار أصغر من حبة الحمص) من أجل تأمين مياه الشرب النادرة في اللجاة، فهذه الثمار غنية بالمياه ولذلك تراه مستمتعاً بالحياة في محمية "اللجاة" لما توفره من غذاء مناسب وأرض ملأى بالأشجار، وهو ما يجعلنا نوقن أنه سوف يبقى هنا ليضع بيضته في هذه الأرض، علماً أنه يبيض بيضة واحدة في السنة».

عندما يحط على الأرض ينفش رأسه

وعن الاسم المحلي لهذا الطير، وما يميزه عن باقي الطيور أكد "القنطار" «أن له أسماء متعددة وخاصة في الساحل السوري حيث يطلقون عليه "أبو رقعة"، أو "صويص الحي" أو "الرخمة"، ولكن اسمه المحلي الأكثر تداولاً هو "عقاب صرارة"، وهو يشبه عدة طيور من فصيلته، غير أنه يتميز عنها في ألوانه المتعددة والمتداخلة مع الجسم، شكل طيرانه وحجمه، ويتميز بشكله المخطط العرضاني عند البطن، وجوانب من رأسه يبدو قاتماً، ويبلغ طوله بجناحين مفتوحين بين 162 و178 سم، ويتميز برأسه الذي يبقى منفوش الريش عندما يجثم على الأرض».

بدوره عضو الفريق الاسكوتلندي "ستيوارت بين" المتطوع من قبل الجمعية الملكية البريطانية، تحدث عن كيفية حفظ هذا الطير من الانقراض، وقال: «يبني هذا النسر عشه بعيداً عن الأعين، وفي أماكن يصعب الوصول إليها، غير أن بعض الصيادين وصل إلى هذه الفراخ، ويتعبون على تربيتها في البداية بقصد بيعها بمبلغ زهيد للتحنيط، وعاماً بعد عام تتناقص أعداد هذه الفصيلة النادرة على الرغم من معرفتهم أن هذا النسر ليس كغيره من الجوارح، حيث لا يمكن تدريبه على الصيد، وعلى الجهات المعنية القيام بحملات توعية بين الناس للمحافظة عليه، وجعل هذه المحمية مكاناً خصباً له ولغيره من الطيور النادرة».

يحلق في اللجاة مستمتعاً بالعودة

وأكد مدير دائرة حراج "السويداء" المهندس "نزيه عماشة" المسؤول عن الفريق، عما توصل إليه الفريق الوطني من نتائج في مجال الطيور: «إن اللجاة في طريقها إلى الحياة من جديد، وهذا يبدو جلياً من خلال الدراسات التي تم تسجيلها خلال الفترة القصيرة الماضية من خلال الطيور والنباتات والحيوانات الجديدة، وهذا ما يدل على تصاعد عملية النمو باتجاه الأمام، حيث سجل وجود 75 نوعاً من الطيور خلال عمليتي بحث في شهري آذار وآب، وهذا عدد لا يستهان به في جولتي بحث فقط، والملاحظ أن عدداً من هذه الطيور لم تسجل في باقي المناطق، أي ليس لها وجود إلا في هذه المحمية».

يبتلع ثعباناً طوله مترين