يظهر "القريص" المجفف على رفوف العطارين ليكون بمتناول المرضى في كل الفصول، حيث يكثر عليه الطلب من أطباء الأعشاب والمداوين الذين يستخدمونه لقائمة طويلة من الأمراض.

"مدونة وطن" "eSyria" التقت السيدة "شعاع الصالح" التي تعودت شرب مغلي "القريص" المجفف بعد أن وصفه لها طبيب الأعشاب والتي حدثتنا عن فوائده بالقول: «بعد التعرض للعلاج الكيماوي بسبب حالة مرضية سابقة والشفاء كنت بحاجة لتقوية المناعة وكانت نصيحة طبيب الأعشاب بالاستفادة من مغلي "القريص" لتكون الاستفادة من الأوراق المجففة التي أشرب منها كوباً في الصباح وشعرت بما لها من فوائد، وقد تعاملت مع هذه الوصفة العام الفائت، وكانت النتائج مرضية لذا فأنا أحتفظ بهذا النبات المجفف في منزلي بكميات كبيرة وأنصح أسرتي بهذا الشراب الذي يساعدني في مواسم البرد على مقاومة النزلات الصدرية ويحسن مناعة الجسد، وليس ذلك بالغريب عن هذا النبات الذي يحمل فوائد كثيرة سواء قطر أو جفف أو من خلال سحب الصبغة الخضراء منه».

"القريص" نبات عشبي حولي ينتشر في القرى التي تتميز بدرجات حرارة متوسطة لذا قد لا نجد منه الكثير في المناطق العالية، بقدر ما يظهر في القرى الغربية من المحافظة المنخفضة حيث لا تسجل درجات حرارة منخفضة، ويستعمل "القريص" المجفف مدراً للبول وقد أوصت السلطات الألمانية بشرب عدة أكواب من مغلي "القريص" يومياً ليمنع ويعالج حصى الكلى، كما يعتبر مغذياً ومقوياً ويوقف النزف ومضاد للحساسية ومقو للدورة الدموية ويخفض مستوى سكر الدم، كما أنه مدر للحليب عند المرأة المرضع، بالإضافة إلى أن جذوره الخضراء والمجففة تستخدم ضد تضخم البروستات عند الرجال

السيد "عدنان مهنا حمزة" صاحب أحد المحلات في سوق "الحمزات" وهو سوق للعطارين في قلب مدينة "السويداء" بين حجم الطلب على النبات الذي يحصل عليه من القرى ليلبي طلب الزبائن بالقول: «مع العودة للعلاجات الطبيعية والتداوي بالأعشاب لاحظنا كثرة الطلب على نبات "القريص" بسبب وصفه من قبل أطباء الأعشاب لبعض العلاجات مثل ضغط الدم وغيرها من الحالات وأخذنا نحصل عليه من خلال العشابين وهم من أبناء القرى الذين يهتمون بجمع النباتات البرية، حيث تجمع وهي خضراء نضرة ويتم تجفيفها للاستفادة من سيقان النبات وأوراقه وحتى الجذور، فلكل جزء استخدام وطريقة للعلاج، وبالتالي فقد أصبح هذا النبات متمم لبضاعتنا من مواد العطارة التي تعلمنا الكثير من طرق الاستفادة منها، إلى جانب الطرق السليمة لحفظها لتكون حاضرة في كل المواسم وتحت الطلب، خاصة أنها من العروق الخضراء».

السيد "عدنان حمزة"

رصد المختصون في النباتات الطبية هذا النبات نظراً لكثرة استخدامه وما يتمتع به من صفات جعلت منه نبتة علاجية يُجمع منها الكثير في مواسم الربيع لتكون حاضرة ومجففة تحت الطلب في كافة المواسم، هذا ما تحدث عنه المهندس الزراعي "نايف السنيح" بالقول: «"القريص" نبات عشبي حولي ينتشر في القرى التي تتميز بدرجات حرارة متوسطة لذا قد لا نجد منه الكثير في المناطق العالية، بقدر ما يظهر في القرى الغربية من المحافظة المنخفضة حيث لا تسجل درجات حرارة منخفضة، ويستعمل "القريص" المجفف مدراً للبول وقد أوصت السلطات الألمانية بشرب عدة أكواب من مغلي "القريص" يومياً ليمنع ويعالج حصى الكلى، كما يعتبر مغذياً ومقوياً ويوقف النزف ومضاد للحساسية ومقو للدورة الدموية ويخفض مستوى سكر الدم، كما أنه مدر للحليب عند المرأة المرضع، بالإضافة إلى أن جذوره الخضراء والمجففة تستخدم ضد تضخم البروستات عند الرجال».

أما عن استخداماته فأشار المهندس "السنيح" لبعض الطرق التي صنفها بين الاستخدام الداخلي الذي يتناول عن طريق الفم والخارجي الذي يستخدم بملامسة الجلد والمكان المراد علاجه بالقول: «من المعروف عن الأجداد أنهم أكلوا الجزء الغض من العشبة بمزجه مع خضار السلطة أو يهرس ويشرب عصيره لتنقية الدم وتجديد شباب الجسم ولمعالجة عدد من الأمراض ضمن مقاييس محددة، كما يستعمل مستحلب العشبة وهو قابل للتحضير لكن عند تجفيف النبات فإننا نحافظ على الخلاصة المفيدة لذا تتسع دائرة استخدامه ويمكن تحضير عدة وصفات بالمنزل في المنزل، وهنا نصف استعماله الطبي من الداخل حيث يعالج فقر الدم والنزيف الداخلي في الرئة والجهاز الهضمي وفي أمراض تصلب الشرايين وزيادة ضغط الدم واضطراب الهضم والإفراز البلغمي في الصدر، وكثر يستفيدون منه لمعالجة السعال في موسم الشتاء كما تستخدم عصارة العشبة لمعالجة النقرس والبول السكري وهي حالات عالجها القدماء في هذه المنطقة.

القريص المجفف

أما الاستعمال الخارجي فهو أكثر رواجاً لوقف نزيف الأنف "الرعاف" وذلك بتغطيس قطعة قطن في عصارة العشبة وتسد بها فتحة الأنف للمصاب، كذلك تعالج بها الحروق من الدرجة الأولى وذلك بوضع كمادات في مزيج من صبغة "القريص" التي تعد مع الكحول وتخفف بالماء الساخن، ولدى الأهالي طريقة لتحضير الشاي منه حيث يسكب الماء الساخن على أي جزء من العشبة الأوراق أو الجذور أو السيقان المجففة في براد محكم الإطباق ليترك لعدة دقائق ومن ثم يحلى ويشرب كبديل من الشاي وهنا يمكن أن تجتمع في المشروب عدة فوائد لكن لابد لنا من التنبيه من الإفراط باستخدام القريص لأنه قد يسبب أضرار للدورة الدموية وهذه حالات تظهر مع زيادة تناول منتجات هذا النبات».

السيد "وليد حمزة" حفظ من وصفات الأعشاب التي ركبها والده وأضاف عليها وصفات أكد لنا أنها أفادت كل من تعالج بها بالقول: «عمل والدي لسنوات طويلة بتحضير وصفات علاجية من "القريص" الذي خبره أجدادنا بما حمل من فوائد لكبار السن الذين تعودوا تناوله بكثرة في مواسم الربيع حيث ينمو وتتفتح أوراقه وحفظوه مجففاً ليضاف للزهزرات، وقد اختبرت مع زبائني عدداً من الوصفات فأنا امتلك محلاً للتوابل والعطارة ومن خلال والدي اطلعت على كتب طبية قديمة وكتب الأعشاب واستخداماتها، وقد طبقت هذه الوصفات واليوم يقصدني أشخاص كثر لطلب هذه الوصفات التي استخدمت بشكل كبير لمعالجة البروستات وفقر الدم الناتج عن النزيف وتنقية الدم والربو، وقد استخدمت صبغة القراص التي تصنع من نقع الورق والزهر والجذر خضراء أو جافة بالكحول لحوالي 15 يوماً لعدة حالات، وقد أثبتت نتائجها الفائدة الكبيرة وأنا بشكل دائم أعد هذه الصبغة وأستفيد من مقطر "القريص" والمجفف لمغلي الجذور لنستخدمه في علاجات بالمسح الخارجي واستطبابات أخرى، ليبقى القريص من أكثر النباتات البرية التي لايفتقدها المنزل ولا طبيب الأعشاب».

السيد "وليد حمزة"

الجدير بالذكر أن النبات ينتشر على مساحات واسعة في قرى "الثعلة" "المزرعة " "نجران" وغيرها من القرى القريبة من السويداء وأطراف المدينة الغربية، حيث يعتبر موسم الربيع أفصل المواسم للجمع والتجفيف الذي يستغلها المهتمون لجمع أكبر كمية ممكنة من هذا النبات التي تجود به الطبيعة لفائدة الإنسان.