تعتبر من أصغر قرى منطقة "اللجاة" أسسها البدو على طرف "اللجاة" الشرقي منذ القرن الثاني، ورد اسمها باليونانية "مسامرة"، بيوتها القديمة مسكونة، محورة، وقد تغيرت بعض معالمها.

إنها قرية "السويمرة" احدى قرى محافظة "السويداء" الوادعة والهادئة، تتوسط قريتي "أم الزيتون" و"المتونة"، وتقع إلى الشمال من مركز مدينة السويداء وتبعد عنها مسافة 25 كم، موقع eSuweda ولمعرفة المزيد عن هذه القرية زارها والتقى الشيخ "شبيب عامر" مختار القرية من مواليد 1940 والذي حدثنا بداية عن سبب تسميتها قائلاً: «يعود اسم "السويمرة" في الوقت الحاضر لقبيلة "السميرات" التي سكنتها قديماً، تعتبر القرية من القرى الصغيرة حيث يبلغ عدد سكانها 555 نسمة، سكانها الحاليون ينحدرون من ثلاثة أجداد وهم "حسن" و"محمود" وعجاج عامر" الذين سكنوا القرية في القرن الثامن عشر في عام 1858 م، قدموا إليها من قرية "المتونة" بعد انتقالهم من قرية "أم الزيتون" إلى "المتونة" وتقاسم السكن مع إخوتهم هناك.

نعيش كأسرة واحدة وأهل القرية متعاونون فيما بينهم وفي كافة الميادين وتعاونهم مثمر وبناء ويعود بالنفع على القرية، بنينا موقفاً في القرية من ضريبة عشر ليرات فرضت على كل فرد منا شهرياً، وما زالت الضريبة مفروضة إلى اليوم، والمبالغ النقدية تجمع في صندوق القرية. ما زالت العادات الأصيلة إلى اليوم تحتل مكانها في القرية من إكرام الضيف وإغاثة الملهوف ومساعدة بعضنا بعضاً والزيارات العائلية الحميمة وبشكل خاص في الأعياد، فصلة الرحم والقربى توجب علينا زيارة الجميع في القرية وهذا ما يدفعنا للاجتماع في يوم العيد والانطلاق لزيارة جميع البيوت بلا استثناء

وهذا ما يميز العلاقة بين أبناء القرية فهم أقارب وأولاد عم وينحدرون من أصل واحد، تعاملهم فيما بينهم مميز وتجمعهم ألفة ومحبة كبيرتين، القرية القديمة هدمها الاستعمار الفرنسي أثناء غياب أهل القرية عنها في مدينة "النبك" و"وادي السرحان" اثني عشر عاماً لمشاركتهم في الثورة ولم يبق من المعالم القديمة إلا جزء بسيط من مضافة "نجمة الصبح" وهي مضافة "عبد الكريم محمود عامر" الملقب "بعبد الكريم الريف" وهو لقب أطلقه عليه شاعر الثورة السورية الكبرى "عادل أرسلان" نظراً لشجاعته وكرمه، تلك المضافة سميت لفترة طويلة "نجمة الصبح" لأنها بقيت لأعوام طويلة منارة طوال الليل، وتتربع في منطقة مرتفعة من القرية تشاهد منها القرية بكاملها، لم يبق منها إلا جزء صغير إلى اليوم».

مختار القرية الشيخ "شبيب عامر"

وبالنسبة للوضع الاجتماعي في القرية، أضاف: «نعيش كأسرة واحدة وأهل القرية متعاونون فيما بينهم وفي كافة الميادين وتعاونهم مثمر وبناء ويعود بالنفع على القرية، بنينا موقفاً في القرية من ضريبة عشر ليرات فرضت على كل فرد منا شهرياً، وما زالت الضريبة مفروضة إلى اليوم، والمبالغ النقدية تجمع في صندوق القرية.

ما زالت العادات الأصيلة إلى اليوم تحتل مكانها في القرية من إكرام الضيف وإغاثة الملهوف ومساعدة بعضنا بعضاً والزيارات العائلية الحميمة وبشكل خاص في الأعياد، فصلة الرحم والقربى توجب علينا زيارة الجميع في القرية وهذا ما يدفعنا للاجتماع في يوم العيد والانطلاق لزيارة جميع البيوت بلا استثناء».

الأستاذ "هزيمة عامر"

القرية تتبع تنظيمياً لبلدية "أم الزيتون" وعن الواقع الخدمي والتنظيمي تحدث الأستاذ "نبيه الهادي" رئيس البلدية قائلاً: «قرية "السويمرة" من القرى المحاذية لطريق "دمشق- السويداء" من جهة الغرب، يبلغ مساحة مخططها التنظيمي 69 هكتاراً، وقد صدر لها مخطط تنظيمي وطبوغرافي، يوجد في القرية طريق رئيسي يمر من منتصفها وعدد من الطرق الفرعية المعبدة يبلغ طولها مجتمعة 15 كم، والقرية مخدمة بشبكة إنارة للبيوت والشوارع، وشبكة الهاتف تصل إلى كل بيت في القرية خاصة بعد أن التحقت خطوط الهاتف في القرية بمقسم "أم الزيتون" الجديد.

يوجد في القرية جمعية فلاحية تعتني بشؤون الفلاحين ووحدة للاتحاد النسائي تنظم الدورات بشكل دوري لفتيات القرية، وبالنسبة للوحدة الإرشادية لصنع السجاد فإنها غير مستثمرة في الوقت الحالي بعد أن كانت مصدر رزق لعدد من الفتيات في القرية».

جانب من القرية يظهر بعض زراعاتها

الأستاذ "هزيمة عامر" رئيس بلدية "أم الزيتون" سابقاً ومن سكان القرية، تحدث لموقعنا عن الواقع الزراعي في القرية قائلاً: «الطرق الزراعية في القرية جيدة وتخدم الفلاحين، وبالنسبة للزراعات في القرية فهي عديدة ومتنوعة، على الرغم من صغر مساحة الأراضي المزروعة حيث تبلغ مساحتها 2100 دونم، الأراضي المشجرة مساحتها 300 دونم وفيها أشجار الزيتون والتين والعنب، أما زراعة اللوزيات فهي زراعة حديثة بعد استثمار بئر المكرمة في القرية الذي يروي أكثر من مئة ألف متر من الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة، كما يوجد في القرية بئر ارتوازي وخزان معلق وشبكة ري حديثة تخدم القرية كاملة بمياه الشرب، وبالنسبة للزراعات الحقلية فتنتشر في القرية زراعة القمح والشعير والعدس والحمص على مساحة تبلغ 1800 دونم».

وبالنسبة للناحية التعليمية في القرية، تابع الأستاذ "هزيمة": «يوجد في القرية مدرسة ابتدائية واحدة يتلقى فيها الطلاب تعليمهم، وفي المراحل الإعدادية والثانوية يتابعون دراستهم في مدارس القرى المجاورة "المتونة" و"أم الزيتون" و"لاهثة" وفي مدينة "شهبا"، وعلى الرغم من ذلك هناك تميز بالكفاءات والشهادات العلمية نسبة التعليم مقارنة بعدد السكان، وهناك اهتمام بالطلاب من الجوانب الثقافية والرياضية، وقد قام أهل القرية بالتبرع لإنشاء ملعب للشبيبة للقيام بالنشاطات الرياضية، ونطمح لتشكيل فرق رياضية من أبناء القرية.

يعاني أهل القرية من عدم وجود روضة للأطفال وهناك صعوبة في إرسال أطفالنا وبأعمار صغيرة للتعلم في القرى المجاورة».