وأنت تتجول على الشارع المحوري في "السويداء" المحاذي لسوق "السويداء" القديم قدم المدينة، تصادفك لوحة خشبية في بيت بازلتي عتيق كتب عليها "كان زمان".

لأول وهلة تظن أن اللوحة لها علاقة بـ(المشنقة) المقابلة تماما للوحة وعندما يأكلك الفضول تدخل في الزقاق المؤدي اليها فتكتشف أنها مكان لتقديم المشروبات بكافة أنواعها.

إن أغلب زبائنه من المحافظات السورية ومن السياح الاجانب الذين يستفسرون عن البناء وعمره وكيفية بنائه

فالمقهى يتخذ من هذا البيت الذي يمتد إلى عصر الأنباط مكانا لتقديم التراث القديم بأبهى صورة من الباب العتيق إلى المقعد الخشبي أو البازلتي إلى السراج الذي صنعه الاجداد إلى "المنشل" ومعصرة الزيتون القديمة إلى الميزان العتيق. يقول السيد "أدهم الحمود" صاحب المقهى: «إن الفكرة قديمة تعود إلى خمس سنوات وصاحبها المهندس الدكتور "مروان الباروكي" المالك للبيت الذي نحن فيه فالهدف هو تعريف العالم على تراثنا الشعبي الذي يمتد لمئات السنين ومحاولة للمحافظة على المكان واستثماره سياحيا».

ويضيف: «كانت البدايات صعبة فالتراخيص من مجلس المدينة والسياحة والآثار تأخذ وقتا للتأكد من سلامة البناء من خلال الفحص الدقيق للمكان».

وأكد السيد "أدهم" أن المحافظة على أرواح الناس أهم من أي استثمار فنظام البناء القديم يعتمد على القناطر البازلتية التي تشتهر بها الحضارات الرومانية والنبطية وهذه القناطر صممت بشكل فريد من نوعه فهي تعتمد على ما يسمى القفل فإذا تهدم البناء كله تبقى القناطر إلى أن يزال هذا القفل.

والبناء البازلتي معروف بأنه مكان مكيف طبيعي ففي الشتاء دافئ وفي الصيف بارد وهو مصمم للوقاية من الزلازل وهذا الامر حير العلماء حتى الآن.

سألنا السيد "أدهم" عن الاقبال وتجاوب الناس مع الفكرة حيث قال: «إن أغلب زبائنه من المحافظات السورية ومن السياح الاجانب الذين يستفسرون عن البناء وعمره وكيفية بنائه».

ويختم السيد "أدهم" حديثه بأن أمنيته أن يأتي كل شخص في "السويداء" إلى هنا ليس كزبون بل كسائح عادي لكي يأخذ فكرة عن المكان حتى نحافظ على ما وهبه الله لنا من نعم وبنفس الوقت نستغل الثروات التي بين أيدينا أحسن استغلال ونقدم حضاراتنا التي أورثها لنا الاجداد بالشكل اللائق.

يذكر أن المقهى يتبعه قاعة تنزل إليها بدرج صغير مخصصة للعائلات ونذكر أنه عند زيارتك لمقهى "كان زمان" اكتب اسمك على أقدم عملة ورقية موجودة في العالم.