زراعة قديمة لم تحز اهتماماً كافياً لانتشارها بشكل طبيعي في مناطق "طرطوس"، واليوم تعود هذه الزراعة إلى الواجهة كزراعة رديفة في محيط المزارع والحقول.

رغم عدم تخصيص مزارع خاصة للتفاح البلدي فإن المزارعين تنبهوا إلى أهمية زراعة "التفاح البلدي" لكونه يلقى رواجاً كموسم فصلي يستهلك بمعظمه قبل النضج عندما يكون حامض الطعم، يقول المزارع السيد "محمد برهوم" من المزارع المحيطة بمدينة طرطوس: «بشكل عام لا تخلو مزرعة في محافظة "طرطوس" من شجرة "تفاح بلدي"، تزرع في أطراف المزرعة، وبقرب المنازل كشجرة يحبب وجودها باعتبارها من أقدم الأشجار المزروعة في "الساحل السوري"، هذا إن لم تكن من أصل المنطقة "كالزعرور والإجاص" البريين، ومنذ القديم كان الناس يزرعون شجرة التفاح هذه للاكتفاء الذاتي دون التفكير بتسويق إنتاجها على نطاق واسع حتى مع تلف معظم المحصول لكون "التفاح البلدي" ينتج كميات كبيرة من الثمار سنوياً، وأما ما كان يتم تسويقه حينذاك فإنه لم يتجاوز سعر 25ل.س كحد أقصى، ما قلل من أهميته وبقي تداوله محصوراً بين الناس على الصعيد المحلي، لكن مع قدوم عام 2010 حصل تغير تدريجي في تسويق هذا المنتج وارتفاع أسعاره وإقبال الناس عليه، وهكذا حصل تطور تدريجي جعل الناس بداية تفكر بتسويق ما لديها قبل التفكير بزراعة المزيد، وبعد رواج فكرة تسويق التفاح البلدي الصغير ووضعه في عبوات شبيهة بعبوات الفريز اتجه بعض المزارعين ولايزالون إلى الإكثار من هذه الزراعة، على الرغم من أنها لاتزال تتخذ أطراف المزارع مكاناً لها، حيث يترك وسط المزارع للحمضيات وهي أهم محاصيل "الساحل السوري"».

إن أكثر المعلومات المتوافرة بدقة عن "التفاح البلدي" موجودة في كتاب الدكتور "محمد محفوض" من كلية الزراعة في جامعة تشرين، ومما ذكره عن شجرة "التفاح البلدي" أنها ذات الثمار صغيرة الحجم وتوجد بكميات كبيرة في "أواسط آسيا وجبال الهيمالايا، كما توجد بقاياها الطبيعية في بعض المناطق الجبلية في سورية، وتعتبر اليوم أكثر الأشجار المثمرة انتشاراً في العالم بعد الكرمة والزيتون، وقد دجنها بداية اليونانيون، وتراوحت أعدادها بين الزيادة والنقصان تاريخياً، وصولاً إلى القرن الثامن عشر حيث بدأت زراعتها تنتشر بكثرة ومنها بلادنا

يقول البائع "سمير عثمان" بائع عربة متجولة في "طرطوس": «كنت خلال الموسم أبيع "عبوات التفاح" الصغيرة خلال موسم 2013 بسعر 125ل س وبيعها بشكل عبوات جاهزة سهل تسويقها بدرجة أكبر، ويمكن تصنيف التفاح الصغير بأنه منتج سياحي فهو ليس حاجة أساسية وإنما يشتريه من لديه وفرة مادية أو من يشتهيه لمجرد تذوقه مرة في السنة، لذلك أقف عادة عند تقاطعات السير الرئيسية وعلى مفارق كورنيش البحر، من جهة أخرى يباع "التفاح البلدي" بكميات كبيرة في منافذ البيع الرئيسية حيث لا يتم تعليبه هناك إنما يباع بالكيلوغرام، ويكون أرخص ثمناً بكثير حيث لا اهتمام بحجم الثمار، عدا دودة الثمار التي تخرب كثيراً من المحصول وتسبب تلفه، أو بيعه بسعر رخيص، ولايزال معظم محصول طرطوس يتم تسويقه داخلياً لكن في حال ازدادت المساحات المزروعة والكميات المنتجة فإن أسواقاً جديدة يجب البحث عنها لتصريف الإنتاج الجديد، وغالباً ما تكون الأسواق "اللبنانية" مجالاً جيداً لبيع الفائض عن حاجة المحافظة عدى أسواق المحافظات الداخلية».

"التفاح البلدي" خلال رحلة النضوج

ويضيف السيد "سمير": «تنمو شجرة التفاح على شكل تجمعات صغيرة إذ إن فروعاً كثيرة تظهر بجانب الجذع وعلى مدار العام، ويمكن الإكثار منها باقتلاع هذه الفروع وزراعتها، كما أن ظهور الفروع حول الجذع مفيد في استمرار وجود الشجرة حيث إن عمرها قصير بسبب دودة الجذع "حفار الساق" التي تقوم بإتلاف اللب وبناء أنفاق داخله، وتنمو شجرة "التفاح البلدي" بسرعة لتصل إلى مرحلة الإنتاج، وتزهر كما أشجار التفاح الأخرى أواخر فصل الشتاء، لتعطي ثماراً صغيرة الحجم شبيهة "بالكرز، المشمش، الخوخ،.." وبشكل شبيه بالعنقود كما "الكرز والزعرور"، وتكون في جميع مكوناتها بشكل مصغر عن شجرة التفاح المتعارف عليها بحجمها وحجم ثمارها الكبيرين».

وعن تاريخ شجرة "التفاح البلدي" يقول المهندس "فيصل حسن" من مديرية زراعة طرطوس: «إن أكثر المعلومات المتوافرة بدقة عن "التفاح البلدي" موجودة في كتاب الدكتور "محمد محفوض" من كلية الزراعة في جامعة تشرين، ومما ذكره عن شجرة "التفاح البلدي" أنها ذات الثمار صغيرة الحجم وتوجد بكميات كبيرة في "أواسط آسيا وجبال الهيمالايا، كما توجد بقاياها الطبيعية في بعض المناطق الجبلية في سورية، وتعتبر اليوم أكثر الأشجار المثمرة انتشاراً في العالم بعد الكرمة والزيتون، وقد دجنها بداية اليونانيون، وتراوحت أعدادها بين الزيادة والنقصان تاريخياً، وصولاً إلى القرن الثامن عشر حيث بدأت زراعتها تنتشر بكثرة ومنها بلادنا».

الأساليب الحديثة لتسويق التفاح
المهندس "فيصل حسن"