تتبع لفصيلة "الخرمة"، لكنها بحجم الكرز وطيبه، تمتاز بمزاياها التسويقية العالية، ورغم ندرتها فإنها تبقى فاكهة المائدة الأكثر عطاء، والملائمة للظروف البيئية القاسية.

سنفصّل هنا في حديثنا عن "الخرمة الكرزية"، أما بقية أنواع "الخرمة" فسنعرج عليها في الختام والتطور الذي أحرزته زراعتها في "سورية"، أما الكرزية منها فيقول عنها السيد "أيمن مصطفى" مزارع من منطقة "دوير الشيخ سعد" في زيارة مدونة وطن "eSyria" لمزرعته بتاريخ 20 كانون الأول 2015: «دخلت هذه "الخرمة" إلى مزرعتنا في تسعينيات القرن الماضي، وجلبها أحد الأصدقاء لوالدي، وحينها لم تكن الخرمة الكبيرة الموجودة في الأسواق معروفة، حتى هذه لم تكن معروفة باسمها، أو أنها من "فصيلة الخرمة"، وهكذا نمت في مزرعتنا دون أدنى عناية، إلا أن عطاءها كان ولا يزال مذهلاً بكميته وجودة الثمار وطعمها الشهي.

للأسف لا يذكر والدي الشخص الذي أعطاه الشجرة لقدم الموضوع، حتى إنه لا يذكر تفاصيل القصة، لذلك انقطعنا -للأسف- عن مصدرها، وكنت أتمنى معرفة المزيد عنها وكيفية الحصول عليها

أما من حيث قابليتها للزراعة فهي تتحمل الظروف الجوية القاسية، وكميات المياه القليلة، وكثيراً من أمراض المنطقة المتوسطية، وتنمو كباقي الأشجار بحجم كبير، لكن عدم العناية الكافية بهذه الموجودة لدينا قد تكون السبب في حجمها الحالي، رغم أنه حجم مثالي كأشجار الحمضيات، وهي تزرع بطريقة "العُقل" بمساعدة مادة للتجذير أو من دونها، أما البذور فلا تتواجد فيها، لذلك تبقى العُقل حالياً أفضل طريقة».

الإنتاج الكبير للخرمة الكرزية

جرب السيد "أيمن" بيع ثمار "الخرمة الكرزية" أكثر من مرة، وكانت النتائج مرضية للغاية، لكنه لم يتابع في هذا المجال، لكونها زراعة رديفة لم تنل الاهتمام الكافي، وعند معاينتنا للثمار وجدناها عالية الكفاءة للتسويق والتصدير، حيث يمكن قطافها قبل النضج النهائي، لتصل لمرحلة النضج الكامل في الأيام التالية لقطفها، مع محافظتها على الطعم والشكل.

إن "الخرمة الكرزية" عدا كونها فاكهة لطيفة المظهر، فهي اقتصادية من حيث استهلاكها، لأن 1كغ منها يكفي لضيافة عدد كبير من الأشخاص، مقارنة بمثيلتها كبيرة الحجم التي نحتاج لكمية أكبر لملء صحون المائدة، وهذه الميزة مطلوبة لدى بعض الناس الباحثين عن التوفير والتنويع على موائدهم، إلا أنها لم تنل الاهتمام الكافي عدا أنها نادرة للغاية حيث لم نعثر خلال بحثنا في المنطقة المحيطة بمدينة "طرطوس" على شجرة مشابهة لها، رغم سهولة تكاثرها وسرعة ذلك، قياساً على تكاثر أشجار الخرمة المعروفة بكثرة في مزارع الساحل السوري.

الحجم الكامل لشجرة الخرمة الكرزية

وهنا يقول السيد "أيمن مصطفى": «للأسف لا يذكر والدي الشخص الذي أعطاه الشجرة لقدم الموضوع، حتى إنه لا يذكر تفاصيل القصة، لذلك انقطعنا -للأسف- عن مصدرها، وكنت أتمنى معرفة المزيد عنها وكيفية الحصول عليها».

وبناء على هذه المعلومات فقد يوصي مشروع "مدونة وطن" لتوثيق ونشر زراعة الفاكهة الاستوائية في "سورية" ببعض النقاط المهمة التي من شأنها تشجيع المزارعين على اقتناء هذه الشجرة، وخاصة في المزارع الصغيرة والحدائق المنزلية.

مع السيد أيمن مصطفى في مزرعته

وفي ذات السياق تحدثنا مع السيد "علي الدويري" من منطقة "دوير الشيخ سعد"، والرائد في زراعة وتجريب الفاكهة الاستوائية في مدينة "طرطوس"، الذي قال: «أعرف جميع أنواع الخرمة المتواجدة في "سورية"، ومؤخراً حصلت على أحدث أنواعها في الساحل السوري، وهي "الخرمة المغزلية" السوداء، عدا الأنواع الباقية الكثيرة، التي تنال جميعها اهتمامي لجدواها الاقتصادية، وباعتبارها من الفاكهة التي دخلت بشكل واسع إلى موائد الضيافة السورية، أما فيما يخص "الخرمة الكرزية" فحقيقة لم أسمع بها سابقاً، والتاريخ الذي ذكرتموه كان خالياً من أشجار الخرمة بأنواعها باستثناء التجارب القليلة جداً حينها».

تتبع الخرمة لفصيلة "Ebenaceae"، والاسم العلمي للشجرة "Diospyros kaki"، وتعرف بالإنكليزية باسم "Persimmon"، أما الموطن الأصلي فهو جنوب الصين، ويقال تاريخياً إن اسمها في عهد الإغريق "فاكهة الآلهة"، ومن الصين وشرق آسيا عمت زراعتها تدريجياً باقي بقاع العالم.

وفي مزرعة "عبدالله ونوس" من منطقة مزارع "دوير الشيخ سعد" شاهدنا بين الفاكهة الاستوائية المتنوعة عدداً كبيراً من أشجار الخرمة "القاسية، القاسية الحلوة، السوداء، والبرتقالية"، لكونه يهتم عموماً بزراعة الفاكهة الغريبة، ويفرد لها حيزاً واسعاً في مزرعته، بغرض تجريبها، والاستمتاع بنكهتها، لذلك تعد هذه الزراعة مربحة اقتصادياً، وتشهد توسعاً كبيراً في زراعتها.