كان التصوير عشقه الطفولي الذي ينقله لعوالمه الخاصة فيعيش فيها لغة الصورة بأشخاصها الصامتين هو المصور "مدين إبراهيم" الذي التقاه موقعنا بتاريخ 22/12/2010 في أحد معارضه ودار بيننا الحوار التالي:

  • ما الفرق بين التصوير الاحترافي والتصوير العادي؟
  • فقط حالة الفرح والراحة النفسية أما في حالة الحزن فلا استطيع إمساك الكاميرا أبدا

    ** «تلعب الكاميرا دورا كبيرا في التصوير الاحترافي الذي يحتاج كاميرا عالية الدقة وبمواصفات عالية وأيضا هناك التفكير في اللقطة فأنا أفكر كثيرا باللقطة قبل أن آخذها أضعها في ذهني واختار الوقت المناسب والزاوية المناسبة وأعيدها أكثر من مرة حتى تكون مطابقة لما تخيلته».

    لقطة النورس

  • كيف تختار لقطاتك.. وعلى أي أساس؟
  • ** «أبحث عن اللقطات الصعبة التي تحتاج لسرعة فاللقطات العادية مكررة ولا تلفت النظر وأحيانا ممكن أن اجلس اربع او خمس ساعات وحتى يوما كاملا لأحظى باللقطة التي أريد».

    لقطة الجدة

  • حدثنا عن بعض تلك اللقطات؟
  • ** «مثلا هناك لقطة النورس والمعروف عنه سرعته الهائلة في الانقضاض والطيران هذه اللقطة بحثت طويلا عن الزمن المناسب لها لكي تكون وكأنها طبيعية وبالفعل سمعت أن هناك مدة زمنية قصيرة لا تتجاوز الربع ساعة حين يتغير هبوب الرياح من الغربي إلى الشرقي فتكون صفحة المياه كالبلور لمدة ربع ساعة وهذه هي الفترة المناسبة للقطتي انتظرتها ونجحت في الحصول عليها».

    لقطة الفراشة

    وأكمل يحدثنا عن بعض لقطاته قائلا: «هناك لقطة السيدة المسنة أو الجدة هذه اللقطة حضرت في ذهني مع كل تفاصيلها فأردت مكانا مناسبا لها وكذلك موقعا ملائما فبحثت عن بيت ريفي قديم لمدة طويلة ولم أجده في "طرطوس" إلى أن وجدته صدفة في "مصياف" فاخترت زاويتي واستأذنت السيدة وصورت اللقطة».

    * كم هو مهم عامل السرعة؟

    ** «هو العامل الأكثر أهمية تقريبا خصوصا أثناء تصوير الطيور ففي لقطة الفراشة كان يجب أن اعلم أين تغط واغتنم اللحظة لأصورها عن قرب».

  • إلى أي مدى تتداخل الفلسفة فيما تصوره؟
  • ** «إلى حد كبير فالجمال فلسفة تختلف من شخص لآخر وفي صوري أحب أن أجسد الجمال وأحب أن تُقرأ لوحاتي كما يريد المشاهد وأن يقرأها بألوانها وحركتها وتترك لديه انطباعا معينا لا يزول بمجرد إشاحة عينه عنها ولذلك ابحث عن اللقطات الصعبة».

  • وهل هناك من حالة معينة تلهمك للتصوير؟
  • ** «فقط حالة الفرح والراحة النفسية أما في حالة الحزن فلا استطيع إمساك الكاميرا أبدا».

  • هل هناك من رسالة تلخصها أعمالك؟
  • ** «الحياة صور وكل إنسان صورة في هذه الحياة التصوير هو اليوغا الخاصة بي أحب أن أصور اللقطات الغير مرئية للناس واعتقد أن في ذلك رسالة واضحة جدا هي العمق».

    رئيس نادي التصوير الضوئي في "طرطوس" الصحفي "علي نفنوف" تحدث عن رأيه بتجربة الفنان "إبراهيم" بقوله: «اعتقد انه الفنان رقم 1 في "طرطوس" في التصوير الضوئي وذلك لسبب واحد انه مصور استطاع كسر القاعدة الكلاسيكية في التصوير وبدأ يبتكر خطوط جديدة هو مصور متجدد لديه غزارة في العطاء وكذلك غزارة في الإبداع بالنسبة لي استفدت كثيرا من تجربته واهتم بصوره التي لا أرى فيها إلا الجمال».

    يذكر أن المصور "مدين إبراهيم" من مواليد "طرطوس" 1967م يعمل في مجال التقنيات الحديثة وقد بدأ عمله في التصوير كمحترف منذ أربع السنوات وله العديد من المعارض الفردية والجماعية ومشاركات بجميع مهرجانات المحافظة وبعض المشاركات على الصعيد المحلي.